الجزائر : استنكرت احزاب سياسية جزائرية الاستفزاز المتجدد ضد الجزائريين من طرف فرنسا على خلفية تصريحات الجنرال الفرنسي فرانسوا بوشوالتر الذي عمل سابقا كملحق عسكري في السفارة الفرنسية في الجزائر بشان قضية اغتيال الرهبان السبعة في معبد تيبحرين غربي العاصمة الجزائرية عام 1966. وربط المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الحملة التي يقودها كبار المسؤولين الفرنسيين على خلفية مقتل سبعة رهبان في معبد تيبحيرين في مدينة المدية الواقعة على بعد 110 كيلومترا غربي العاصمة الجزائرية بحرص الجزائر على تذكير فرنسا بماضيها الاستعماري.


واوضح شرفي ان الحزب quot;يستغرب اعادة اثارة مثل هذا الموضوع في ظرف تزعم فيه فرنسا انها ترغب في تعزيز العلاقات الثنائية بينما تتكالب باستمرار بعض الأوساط من نفس البلد على الجزائرquot;. وتساءل شرفي عن الصلة المحتملة بين مثل هذه الحملات المغرضة ضد الجزائر من جهة وحرص الجزائر من جهة أخرى على اثبات حقائق الاستعمار وتعزيز مصالح اقتصادنا الوطني اليوم. واشار المتحدث الى ان اتهام الجيش الجزائري quot;عن طريق الخطأquot; بالتورط في مقتل الرهبان السبعة سببه تمسك الجزائر بأن تعتذر فرنسا عن جرائم الفترة الاستعمارية. واعتبر شرفي تصريحات الرئيس ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين حول القضية quot;استفزازا متجددا ضد الجزائر التي عانت من ويل الارهاب في صمت رهيب للبعض وتواطؤ البعض الآخرquot;.


ومن جانبه قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني العياشي دعدوعة ان التصريحات الاخيرة للملحق العسكري السابق في السفارة الفرنسية حول قضية اغتيال الرهبان السبعة تاتي في الوقت الذي تبحث فيه الجزائر عن اعتذار رسمي لما اقترفته فرنسا الاستعمارية من جرائم في حق الشعب الجزائري خلال 130 سنة من الاستعمار. واضاف دعدوعة في تصريح مماثل ل(كونا) ان الجزائر تنفي بشدة ان تكون قد تسترت عن الفاعلين الحقيقيين للجريمة النكراء مضيفا ان بلاده كانت دوما تندد وتستنكر العمليات الارهابية التي عانت منها خلال اكثر من 14 سنة. واوضح ان التصريحات الاخيرة هي عبارة عن نوع من الضغوط التي تنتهجها فرنسا في مختلف النقاط الخلافية بين البلدين واهمها نقطة الاعتذار الرسمي للشعب الجزائر عن جرائم فرنسا الاستعمارية في حق الملايين من الجزائريين.


وقال ان هناك ايضا ضغوط اقتصادية يفرضها القانون الجزائري على الاجانب في مجال الاستثمار فبموجب قانون جزائري جديد يفرض 51 في المائة من الاسهم لصالح الحكومة عن كل مشروع استثماري اجنبي. وشدد دعدوعة ان مثل هذه التصريحات من شانها ان تعكر صفو العلاقات الثنائية بين البلدين. من جانبه قال رئيس حركة مجتمع السلم ابو جرة سلطاني ل(كونا) ان مثل هذه التصريحات من شانها ان تغلق باب علاقات الصداقة بين الجزائر و باريس. واضاف سلطاني ان الاتهامات التي وجهها الضابط الفرنسي السابق تعتبر تصريحات استفزازية تثير لغطا كبيرا في الاوساط السياسية والعسكرية الجزائرية.
واوضح سلطاني ان الجزائر وقفت على الدوام ضد الارهاب وضد الجرائم التي ترتكب في حق الابرياء وكانت حريصة على كل الرعايا الاجانب في الجزائر.

وعقب كشف الجنرال بوشوالتر الذي تولى منصب ملحق دفاع في السفارة الفرنسية في الجزائر خلال الفترة ما بين 1995 و1998 عن تورط الجيش الجزائري بقتل الرهبان عن طريق quot;الخطأquot; اخذت تصريحات عدد المسؤولين السابقين في الحكومة او المخابرات الفرنسية منحى اخر حيث عاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اول امس للحديث عن قضية اغتيال الرهبان السبعة ليطالب بتمكين عدالة بلاده من كل الوثائق المتعلقة بهذه القضية ولو تطلب الأمر رفع قيود السرية المفروضة على بعض الملفات من أجل الوصول الى الحقيقة . وكانت مصادر رسمية اشارت في العام 1996 الى ان الجماعة الاسلامية المسلحة اختطفت في شهر مارس 1996 الرهبان السبعة ومن ثم اعلنت الجماعة الاسلامية في 23 مايو انها اعدمت الرهبان في 21 مايو متهمة الحكومة الفرنسية بانها quot;لم تحترم المفاوضاتquot;.