المؤتمر العالمي للاويغور يتحدث عن 600 إلى 800 قتيل
الحكومة الصينية تبسط سيطرتها على مدينة أورومتشي

أورومتشي، وكالات: قال مسؤولون في الحزب الشيوعي الصيني إن الوضع في مدينة أورومتشي، مركز اقليم شينجيانغ الغربي المتمتع بالحكم الذاتي، مسيطر عليه بعد نشر الآلاف من الجنود في أحيائها. وهدد مسؤول الحزب في أورومتشي لي زي بانزال حكم الإعدام بكل من يثبت تورطه في جرائم القتل التي صاحبت أعمال الشغب التي شهدتها المدينة في الأيام الأربعة الماضية.

وكان الشغب الذي إندلع يوم الأحد الماضي والذي أدى إلى مواجهات بين سكان المدينة من الويغور والهان. وأدت الأزمة التي إندلعت في شينجيانغ بالرئيس الصيني هو جنتاو إلى قطع الزيارة التي كان يقوم بها لإيطاليا والإعتذار عن المشاركة في قمة الثماني. وقد عاد الرئيس هو على جناح السرعة إلى بكين يوم الأربعاء للتعامل مع الوضع المتفجر في أورومتشي.

ويقول كوينتين سومرفيل، مراسل بي بي سي في أورومتشي، إن السلطات المحلية في اقليم شينجيانغ تتعرض لضغوط شديدة لحل الازمة في اقصر وقت ممكن، خصوصا وانها قد احرجت الرئيس هو امام نظرائه من زعماء العالم بسبب اضطراره للاعتذار عن المشاركة في قمة الثماني المنعقدة في لاكويلا بايطاليا. وقال عمدة أورومتشي جيرلا عصام الدين في مؤتمر صحفي عقده في المدينة الاربعاء: quot;أن الوضع مسيطر عليه حاليًا، والفضل يعود للقيادة الصحيحة التي مارستها اللجنة المحلية للحزب والحكومة المحليةquot;.

وقال مسؤول الحزب الشيوعي في أورومتشي في المؤتمر الصحافي ذاته إن السلطات مصممة على انزال عقوبة الاعدام بكل من يثبت اقترافه جرائم قتل اثناء الاحداث الاخيرة.
يذكر ان الصين من اكثر دول العالم استخداما لعقوبة الاعدام، التي تنفذ عادة بكل من يثبت اقترافه جريمة قتل خصوصا اثناء اعمال شغب. ونقلت وكالة اسوشييتيدبريس عن مسؤول الحزب لي زي قوله إن السلطات قد اعتقلت العديد من الاشخاص بتهمة اقتراف جرائم قتل معظمهم من الطلبة.

وكانت السلطات في شينجيانغ قد إعتقلت اكثر من 1400 شخص منذ اندلاع اعمال الشغب يوم الاحد الماضي. ودعا لي في المؤتمر الصحافي سكان أورومتشي الى التزام الهدوء، وقال: quot;على الجميع، الهان خصوصًا، التحلي بضبط النفسquot;. وكانت الحكومة الصينية قد ارسلت بالآلاف من رجال الامن الى أورومتشي في محاولة لاخماد الشغب، ويقول مراسلنا إن الموقف في المدينة اشبه ما يكون بالحكم العسكري.

إلا ان ثمة تقارير تحدثت عن اندلاع العنف من جديد يوم الاربعاء، على الرغم من الدعوات الى إلتزام الهدوء والتواجد الامني المكثف. فقد قالت وكالت رويترز للانباء إن حشدًا من الهان يقدر بألف شخص دخل في مواجهة مع رجال الشرطة. وكان الهان غاضبين بسبب قيام الشرطة باعتقال بعض شبانهم. كما قال مراسلو وكالة الانباء الفرنسية إنهم شاهدوا اعمال عنف يوم الاربعاء، بما فيها هجوم قام بها الهان على رجل ويغوري. وقال المراسلون إن ستة من صينيي الهان ضربوا وركلوا الرجل بينما اصطف العشرات من رفاقهم يشجعونهم، قبل ان تصل الشرطة وتنقذ الويغوري منهم.

وكانت اعمال الشغب قد اندلعت يوم الاحد الماضي عندما تظاهر المئات من الويغور المسلمين احتجاجًا على مشاجرة وقعت بين عمال من اثنيتي الهان والويغور في مصنع للعب الاطفال في اقليم جانغدونغ جنوبي الصين. ويقول المسؤولون في شينجيانغ إن 156 شخصًا، معظمهم من صينيي الهان، قتلوا يوم الاحد. الا ان جماعات ويغورية تقول إن عدد القتلى اكبر بكثير، وان معظمهم من الويغور.

وقد تجددت الاضطرابات يوم الثلاثاء، عندما تظاهرت العديد من النسوة الويغوريات للمطالبة باطلاق سراح رجالهن المعتقلين. اعقب ذلك قيام جماعات من صينيي الهان المسلحين بالعصي بمهاجمة الويغور في شوارع أورومتشي قبل ان تتصدى لهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.

وتتهم السلطات الصينية زعيمة الويغور في المنفى ربيعة قدير بالتحريض على اعمال العنف في اقليم شينجيانغ، الا ان قدير ndash; التي تتخذ من واشنطن مقرا لنشاطاتها ndash; نفت هذه الاتهامات وتنصلت من اية مسؤولية ازاءها. وما لبث اقليم زينغيانغ، موطن اقلية الويغور، يشهد توترا منذ عدة سنوات، مرده تدفق الصينيون الهان اليه باعداد متزايدة. ويشعر العديد من الويغور بأنهم لم ينتفعوا من النمو الاقتصادي الذي شهدته الصين، ويشتكون من التمييز الذي يقولون إن السلطات الصينية تمارسه بحقهم، ومن شح الفرص.

من ناحية اخرى، يدعم بعض الويغور فكرة الانفصال عن الصين، وقد قامت جماعات ويغورية انفصالية بالفعل بتنفيذ هجمات بالقنابل على قوات الامن. وتقول السلطات الصينية إن انفصاليي شينجيانغ ارهابيون يقيمون علاقات مع تنظيم القاعدة ويحصلون على العون من خارج البلاد.

600 الى 800 قتيل في مصادمات شينجيانغ

الى ذلك اعلن نائب رئيس المؤتمر العالمي للاويغور اصغر كان الذي يعيش في المانيا ان ما بين 600 الى 800 شخص قتلوا في المصادمات العرقية في الصين. وقال في اتصال هاتفي مع الوكالة quot;البعض قال لنا 600 قتيل واخرون قالوا 800. نعتقد ان العدد هو بين 600 و800quot; متحدثا عن شهادات جمعت من افراد الايغور على الارض.

واندلعت الاحد مصادمات في اقليم شينجيانغ (شمال غرب الصين) بين الايغور، مسلمون ناطقون باللغة التركية ويشكلون الاغلبية في الاقليم، واتنية هان التي تشكل الاغلبية في الصين ما ادى الى سقوط 156 قتيلاً واكثر من الف جريح، حسب السلطات التي اعلنت مساء الاربعاء ان الوضع اصبح تحت السيطرة.

اوغلي يحث الصين على حماية المدنيين الايغور

كما دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى اليوم الأربعاء السلطات الصينية الى توفير الحماية للسكان المدنيين من الايغور، واستنكر اوغلي quot;الخوف المفروض على شعب الإيغور في هذا الإقليمquot;، ودعا حكومة الصين إلى توفير quot;الحماية للسكان المدنين حتى يتسنى لهم ممارسة حياتهم مجددًا وعلى نحو طبيعيquot;. وجدد الإعراب عن قلقه لتدهور الأوضاع في إقليم شينغيانغ، ولا سيما بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح بين المدنيين، إضافة إلى الخسائر في الممتلكات.

وأعرب الأمين العام للمنظمة التي تتخذ من جدة مقرا لها في بيان quot; عن اعتقاده بأن المشكلة العضال،التي يواجهها الشعب الإيغوري في إقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي في الصين، لا يمكن أن تُحَل عن طريق الإجراءات الأمنية وحدهاquot;. وأشار الى ان quot;الشعب الإيغوري شعب عريق يطمح إلى المحافظة على خصائصة الثقافية والعرقية وهُويته الإسلامية، وإلى التمتع بحقوقه الثقافية والاقتصادية غير القابلة للتصرف، ولا يمكن حل هذه المشكلة إلاّ من خلال الحوارquot;.

كما جدد الإعراب عن استعداده لإجراء اتصالات مع الحكومة الصينية للمساعدة على تخفيف حدة التوتر في الإقليم من خلال اتخاذ إجراءات تراعي الأعراف الأساسية لحقوق الإنسان والحقوق المشروعة للأقلية المسلمة في الصين. وحث الدول الأعضاء التي تربطها علاقات وثيقة بالصين على دعم جهوده في هذا الصدد، كما أعلن أنه سيواصل متابعة الوضع هناك عن كثب.

القنصل الصيني لدى أنقرة ينفي ارتكاب إبادة جماعية

هذا وقال القنصل الصيني لدى تركيا شياو جون شينغ ان حكومته لا ترتكب إبادة جماعية في إقليم شينغيانغ الذي تسكنه غالبية من قومية الويغور الناطقة باللغة التركية. وصرح شياو في حديث إلى وكالة أنباء الأناضول ان منبين القتلى الذين سقطوا في الاضطرابات في عاصمة الإقليم أشخاص من قومية الهان ورجال شرطة، مؤكداً ان فرق الطب الشرعي الصينية تعمل لتحديد الأصول العرقية للقتلى وستعلن النتائج فور جهوزها.

وذكّر بأن الرئيس التركي عبد الله غول كان مسرورًا لدى زيارته الإقليم مؤخرًا حيث شهد بنفسه على الاستقرار والازدهار في الإقليم. واعتبر ان السبب الرئيس وراء الأحداث هو زعزعة الاستقرار في الإقليم وفصله عن الصين، متهمًا زعيمة المجلس العالمي للويغور ربيعة قدير بأنها أثارت هذه الأحداث عبر وضعها رسالة على موقعها الرسمي قبل يوم من الأحداث تقول فيها ان حدثاً كبيراً سيحصل في أورومتشي في الخامس من الشهر الجاري. وكانت تركيا حثت الأربعاء الصين على ضبط النفس لتفادي تصعيد التوتر في إقليم شينغيانغ الذي تسكنه غالبية من قومية الويغور المسلمة الناطقة باللغة التركية، وأعربت عن أسفها العميق للأحداث الدامية التي شهدها الإقليم.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان تركيا تراقب عن كثب الأحداث التي يشهدها الإقليم منذ أيام، معربًا عن القلق البالغ والأسى وعدم الارتياح إزاء هذه الأحداث. وأوضحت الوكالة ان كلام أردوغان جاء خلال مأدبة غداء على شرف مجموعة من وزراء الخارجية المتواجدين في اسطنبول لحضور الاجتماع الأول لوزراء خارجية quot;مجلس التعاون الخليجي وتركيا: حوار استراتيجي رفيع المستوىquot;.

وذكّر أردوغان بأن أكثر من 150 شخصًا قتلوا وجرح أكثر من ألف خلال الاضطرابات في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينغيانغ، قائلاً ان أنقرة تعتبر الويغور الأتراك الذين تربطهم علاقات تاريخية وثقافية مع تركيا، بأنهم جسر صداقة وتعاون مع الصين التي تربطها علاقات جيدة بتركيا. وأضاف أردوغان ان بلاده تتوقع انتهاء الأحداث العنيفة في الإقليم فورًا واتخاذ الإجراءات الضرورية في إطار احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وأشار رئيس الوزراء التركي إلى انه من الضروري أن يعثر المسؤولون الصينيون على المسؤولين عن الأحداث واللجوء إلى العدالة لتهدئة الشارع.

من جهتها أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً دعت فيه إلى ضبط النفس لتفادي تصعيد التوتر في إقليم شينغيانغ، مشيرة إلى انه من الطبيعي أن تراقب تركيا الأحداث في الإقليم عن كثب. وأعربت الوزارة عن الأسى العميق والقلق لتسبب العنف في تلك المنطقة بوفاة أكثر من 156 شخصًا وجرح أكثر من ألف آخرين، داعية إلى محاكمة مدبري الأحداث الأخيرة في أقرب وقت ممكن.