رام الله، القدس: جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، مطالبته إسرائيل الاعتراف بحل الدولتين ووقف كامل للنشاطات الاستيطانية من أجل استئناف المفاوضات حول قضايا الحل النهائي و قال عباس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروماني ترايان باسيسكو في مقر الرئاسة برام الله، بعد اجتماعها :quot;مطلوب وليس مشروط لكل طرف من الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية أن يقوم بواجباته المنصوص عليها في خطة خارطة الطريقquot;، لافتاً إلى وجود مساع أوروبية وأميركية من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين.

ورحب بدور روماني لتقريب وجهات النظر، قائلاً quot;إن رومانيا لما لها من علاقات هامة بين كل من الأطرف العربية الفلسطينية وإسرائيل، ودورها المهم في المجتمع الدولي تستطيع أن تلعب دور هام في تقريب وجهات النظر، وابتداع أفكار للسلام من خلال تجربتها، وتجربة الرئيس الرومانيquot;. وذكر أن قضايا الحل النهائي التي يجب أن تجري المفاوضات بشأنها هي 'القدس، والمستوطنات، واللاجئين، والمياه، والحدود، والأسرى، والأمن'.

ووقعت منظمة التحرير الفلسطينية رومانيا اتفاقية للتعاون السياسي بين الجانبين، وذلك بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بحضور الرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والروماني ترايان باسيسكو، الذي وصل المدينة في وقت سابق اليوم الأحد وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية quot;وفاquot; إن وزير الخارجية رياض المالكي، وقع الاتفاقية عن الجانب الفلسطيني، فيما وقعها عن الجانب الروماني وزير الخارجية كرستيان ديا كونسكو.

إلى ذلك، وضع الرئيس الروماني، برفقة أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وكان باسيسكو قال في تصريحات للصحافيين في مطار بوخارست، قبيل مغادرته لزيارة الأراضي الفلسطينية اليوم 'إنني بزيارتي لفلسطين أختتم سلسلة من الاجتماعات مع قادة الشرق الأوسط، بهدف الوصول إلى دولتين: فلسطين وإسرائيل تعيشان بسلام وحسن جوارquot;. وأضاف quot;إن التطورات على الساحة الدولية تشجع على استئناف عملية السلام في المنطقةquot;.

وفي وقت لاحق كشف رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن رسالة بعث بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الإدارة الأميركية أكد فيها تمسك الفلسطينيين بوقف أي توسع استيطاني لإسرائيل في الضفة الغربية ورفض أي حلول وسط بخصوص ذلك. وقال عريقات في تصريحات لإذاعة quot;صوت فلسطينquot; الحكومية التي تبث من رام الله quot;أبلغ الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس الإدارة الأميركية بأنه لا توجد حلول وسط فيما يتعلق بتجميد الاستيطانquot;.

وأضاف عريقات أن الرئيس الفلسطيني قال في رسالة بعث بها إلى واشنطن الليلة الماضية أن quot;السؤال المطروح هو إذا ما عجزت الإدارة الأميركية عن إلزام إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية، فمن يمكنه بعد ذلك ان يعتقد ان الإدارة الأميركية تستطيع ان تلزم إسرائيل بحل قضايا مثل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن والإفراج عن المعتقلينquot;. وكان عباس كرر أنه لن يدخل في مفاوضات مع نتنياهو طالما لم توقف حكومة الأخير التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية ولم تعلن إقرارها بحل الدولتين كمبدأ للسلام بين الجانبين.

نتانياهو يدعو عباس الى لقائه quot;للتوصل الى سلامquot;

الى ذلك، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لقائه بهدف احياء مفاوضات السلام، وقال نتانياهو في مستهل الجلسة الاسبوعية للحكومة التي التأمت استثنائيا في بئر السبع بجنوب اسرائيل quot;اقول لرئيس السلطة الفلسطينية، فلنلتق للتوصل الى سلام سياسي واقتصاديquot;.

واضاف نتانياهو الذي نقلت الاذاعة العسكرية تصريحاته quot;لا سبب يدعونا الى عدم لقاء رئيس السلطة (الفلسطينية)، واقترح ان يتم هذا الامر في بئر السبع بهدف احراز تقدم في عملية السلام لمصلحة الشعبينquot;.

ولاحقا، رد عباس على نتانياهو بدعوة الجانب الاسرائيلي الى التزام خارطة الطريق، خطة السلام الدولية للشرق الاوسط، وقال عباس quot;كما قلنا، المطلوب وليس المشترط، ان على كل طرف من الاطراف ان يقوم بواجباته المنصوص عليها في خارطة الطريقquot;.

وتلحظ خارطة الطريق التي اطلقتها اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) قيام دولة فلسطينية ووضع حد للعنف وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي حتى الان تجميد الاستيطان الذي تطالب به الولايات المتحدة، لكنه تحدث في منتصف حزيران/يونيو للمرة الاولى عن قيام دولة فلسطينية رابطا هذا الامر بسلسلة شروط رفضها عباس.

ومنذ تسلمه منصبه في اول نيسان/ابريل، لم يلتق نتانياهو محمود عباس، في حين ان سلفه ايهود اولمرت عقد اجتماعات منتظمة مع الرئيس الفلسطيني، وافادت رئاسة الوزراء ان قرار عقد اجتماع الحكومة في بئر السبع غير البعيدة من قطاع غزة، اتخذ للتعبير عن نية الحكومة تطوير منطقة صحراء النقب.