تل أبيب: رفض وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إفادات 30 جنديا إسرائيليا نشرتها منظمة quot;نكسر الصمتquot; الإسرائيلية اليوم الأربعاء بشأن ممارسات القوات الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة، واعتبر أن الجيش الإسرائيلي هو أحد أكثر جيوش العالم quot;أخلاقيةquot;. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله إن quot;انتقادات هذه المنظمة أو تلك تجاه الجيش الإسرائيلي ليست في مكانها وتم توجيهها الى العنوان الخطأ، والجيش الإسرائيلي هو أحد أكثر الجيوش أخلاقية في العالم ويعمل وفقا لـ'كود' أخلاقي عال جداquot;.

وتابع باراك أنه quot;إذا كان لدى أحد ما انتقادات أو معلومات أو تحفظات على عمليات الجيش الإسرائيلي، فإن عليه أن يوجّهها إلى وزير الدفاع في دولة إسرائيل وإلى حكومة إسرائيل التي أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بإعادة الهدوء إلى بلدات جنوب إسرائيلquot;. وأكد جنود إسرائيليون شاركوا في العمليات العسكرية خلال الحرب على غزة أن قوات الجيش الإسرائيلي التي توغلت في القطاع استخدمت مواطنين فلسطينيين كدروع بشرية وهدمت مئات البيوت وعددا كبيرا من المساجد من دون أن تكون هناك حاجة إلى ذلك، وأطلقت قنابل فوسفورية على مناطق مأهولة وشجّع ضباط الجيش الجنود على إطلاق النار في جميع الاتجاهات.

وأصدرت منظمة quot;نكسر الصمتquot; اليوم الأربعاء وثيقة تضمّنت 54 إفادة لثلاثين جنديا في صفوف قوات الاحتياط والقوات النظامية، تدلّ على أن الجيش الإسرائيلي أخفى معلومات عن ممارسات تتنافى مع القانون الإسرائيلي والقانون الدولي وقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية. وبحسب إفادات الجنود فإن القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة استخدمت quot;نظام الجارquot; الذي يحوّل الجنود الإسرائيليين من خلاله مواطنا فلسطينيا إلى درع بشري من أجل تفتيش بيوت، علما أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارا قبل ثلاث سنوات منعت من خلاله الجيش من استخدام quot;نظام الجارquot; بشكل مطلق.

وتحدث جنود في إفاداتهم عن المشاركة في قتال quot;من دون أن نرى العدو بأعينناquot;، وقال أحد الجنود quot;أنت تشعر مثل ولد يقوم بتصرفات صبيانية يحمل عدسة مكبرة وينشغل مع النمل ويحرقهم لكن لا ينبغي على ولد في العشرين من عمره أن يفعل أمورا كهذهquot;.

وروى جنود كثيرون في إفاداتهم أنهم لم يصادفوا مقاتلي حركة quot;حماسquot; تقريبا، وقال أحدهم إن quot;لا أحدا تقريبا صادف مقاتلين من 'حماس'، وعلى الأقل في المنطقة التي تواجدت فيه وحدة المظليين، أنا أعرف عن اشتباكين فقط طوال العملية العسكرية كلهاquot;. كذلك تبيّن من الإفادات أن الجنود لم يتلقوا تعليمات بشأن أهداف العمليات العسكرية خلال الحرب، وبحسب أحد الجنود فإنه quot;لم يتم التعامل مع مسألة (المدنيين) الأبرياءquot;.

وكرّر الجنود طوال إفادتهم الحديث عن ما يسمى بـquot;روح القائدquot; التي سمحت للجنود بإطلاق النار بحرية وقتل أو إصابة مدنيين، وقال أحدهم إنه quot;حدثت أمور كثيرة جعلتني أشمئز وأولها الدمار وإطلاق النار على الأبرياء، وأصدقائي أظهروا كراهية ومتعة بالقتل، ويصعب استيعاب هذا الأمرquot;. وأضاف أنه quot;عندما يقول قائد سريتك أو كتيبتك 'هيا، أطلق النار' فالجنود لن يلجموا أنفسهم بعد ذلك وهم ينتظرون هذا اليومquot;.

وتحدث الجنود في إفاداتهم عن استخدام القنابل الفوسفورية، التي نفى الجيش الإسرائيلي استخدامها بداية وعاد واعترف بذلك لكنه قال في بياناته إنها لم تستخدم في مناطق مأهولة، لكن إفادات الجنود تؤكد استخدام هذا النوع من القنابل في المناطق المأهولة.

وقال أحد الجنود إنه quot;كان هناك بيت أفادت المعلومات الاستخباراتية بأنه مفخخ ولذلك أطلقوا قذائف باتجاهه لكن لم تحدث انفجارات تدل على وجود متفجرات فيه وعندها جاء الأمر بإضرام النار في البيت من خلال إطلاق قنبلة فوسوفورية فوقه، وأنا أذكر أنه عندما نظرت باتجاه حي الزيتون (في مدينة غزة) رأيت أن لواء 'غفعاتي' استخدم القنابل الفوسفورية بشكل كبيرquot;.

وتحدثت إفادات الجنود عن هدم بيوت من دون أن تكون هناك حاجة، وأحيانا quot;من أجل إرضاء سائق جرافة 'الدي-9' العملاقةquot;. كما تحدثوا عن تدمير أملاك الفلسطينيين داخل البيوت وأعمال نهب وطهي طعام من مؤن تابعة للمواطنين الذين تم طردهم من بيوتهم. وقال ميخائيل مانكين من منظمة quot;نكسر الصمتquot; إن quot;الإفادات تثبت أن سلوكا غير أخلاقي يسود المؤسسة العسكرية وليس بمستوى الجندي الفرد، وما عرّفه الجيش على أنه 'استثنائي' بالأمس أصبح اعتياديا وهذا الأمر يحتم إجراء بحث عميق وصارم، وهذه دعوى طارئة للمجتمع الإسرائيلي وقيادته لإعادة التدقيق في تبعات أفعالناquot;.

وعقب الناطق العسكري الإسرائيلي على تقرير منظمة quot;نكسر الصمتquot; بالقول إن quot;التقرير هو تجريح بحق الجيش وضباطه وينطوي على التشهير بهم لأن الحديث يدور عن إفادات خالية من التفاصيل الشخصية لمن أدلى بها ومعظمها تستند إلى إشاعاتquot;. وكانت إسرائيل شنّت عملية عسكرية على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي استمرت 22 يوماً، وأسفرت عن سقوط نحو 1400 قتيل و5400 جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.