موسكو: لا تحاول موسكو تطوير ما يسمى quot;منظمة الأمن الجماعيquot;، وهي منظمة التعاون الأمني في الساحة السوفيتية سابقا، حتى تقدر هذه المنظمة على القيام بالعمل العسكري الحقيقي عند الضرورة، رغبةً منها في إنشاء تكتل عسكري - سياسي يقدر على منافسة حلف شمال الأطلسي وإنما تسعى إلى إيجاد قوة تقدر على تطويق واحتواء التهديدات والأخطار المرتقبة في منطقة آسيا الوسطى السوفيتية سابقا.

وتهتم بهذه المنطقة دول العالم الرئيسية الأخرى، وبالأخص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين. إلا أن الاتحاد الأوروبي الذي تنصب اهتماماته على استيراد موارد الطاقة من هذه المنطقة لن يتحرك لمواجهة طارئ ما يداهم آسيا الوسطى. وكذلك الحال بالنسبة للصين التي تهتم بسلامة الذات وقلما تهتم بسلامة الآخرين.

وتستطيع الولايات المتحدة إعطاء ضمانات أمنية. إلا أن الضمانات الأميركية مربوطة بالعملية العسكرية التي تجريها القوات الأميركية في أفغانستان، وسوف تزول - غالب الظن - بعد عامين إلى أربعة أعوام عندما يبدو من الواضح أن تحقيق شيء في أفغانستان أمر مستحيل ولذلك يجب أن تفكر واشنطن في الانسحاب من أفغانستان.

وإذا ترك الأميركيون هذه المنطقة فسوف يخيم خطر عودة quot;طالبانquot; إلى السلطة على عواصم آسيا الوسطى. وتبقى روسيا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تلقي على عاتقها مسؤولية حفظ أمن آسيا الوسطى. ولم تحقق روسيا نجاحا كبيرا في إنشاء تحالفات مع بلدان منطقة آسيا الوسطى حتى الآن لأن حلفاءها المحتملين لا يعتقدون أن روسيا جادة في تحقيق نواياها هذه.

وحتى أذا تمكنت موسكو من إثبات جدية نواياها فلن تسرع بلدان آسيا الوسطى بالانضواء تحت لوائها، فجميع بلدان الاتحاد السوفيتي السابق الصغيرة تتحاشى الاعتماد على دولة ما واحدة. وعلى كل لا يمكن أن تجد جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية السابقة شريكا أكثر أمانة من روسيا.