جوهانسبورغ: يحتفل نيلسون مانديلا، اول رئيس اسود لجنوب افريقيا، السبت بعيد ميلاده ال91 بعيدا عن الاضواء، في حين تقام احتفالات وحفلات موسيقية عدة على شرفه في بلده وفي نيويورك بينما اختار الالاف من مواطنيه تكريمه عبر المشاركة في اعمال تطوعية.
وسيطفئ مانديلا، رمز المصالحة في بلاده التي مزقتها عقود من التفرقة العنصرية بين السود والبيض، شموعه ال91 وسط اصدقائه المقربين في منزله في جوهانسبورغ. فبسبب وضعه الصحي اصبحت تنقلات حامل جائزة نوبل للسلام نادرة.

وفي ذكرى ميلاده انهالت على الرمز العالمي للتسامح والحرية بطاقات المعايدة من كل حدب وصوب، بطاقات من شخصيات عالمية واخرى من افراد عاديين.
واعتبر آخر رئيس لجنوب افريقيا في عهد التفرقة العنصرية فريدريك دبليو دي كليرك ان quot;مانديلا ساهم بطريقة فريدة في ارساء ديموقراطيتنا وفي المصالحة الوطنيةquot;.

اما الرئيس الحالي جاكوب زوما فقال انه quot;اذا كانت هناك قصة واحدة لا بد ان تروى عن شخصية-رمز الهمت العالم فهي قصة التواضع والانسانية الحقةquot;، قصة نيلسون مانديلا.
ومانديلا، الذي قاد حركة نضال السود ضد النظام العنصري الذي فرضه البيض في جنوب افريقيا، امضى في السجن 27 عاما.

وما ان افرج عنه في 1990 حتى دخل في مفاوضات مع النظام العنصري وانتخب رئيسا للبلاد في اول انتخابات متعددة الاعراق جرت في 1994، لينسحب من الحياة السياسية بعد خمس سنوات.
ونجح مانديلا بنقل بلاده بطريقة سلمية من عهد المعازل والعنف والتفرقة العنصرية الى عهد الديموقراطية المتعددة الاعراق والاستقرار، منتزعا بذلك اعترافا عالميا بدوره الريادي.

وحفلت الصحف الجنوب افريقية هذا الاسبوع برسائل موجهة من القراء الى بطلهم، وفي احدى هذه الرسائل نقرأ quot;شكرا لانك ازلت شعور الخوف بين السود والبيضquot;، وفي اخرى quot;الى اكبر بطل في الانسانيةquot;، وفي رسالة ثالثة quot;اسافر حول العالم مرفوع الرأس كالزرافة، لانني فخور بانني افريقي وجنوب افريقي. عيد ميلاد سعيدquot;.
ويجري الاحتفال التكريمي الابرز لمانديلا السبت في نيويورك حيث سيقام حفل موسيقي سيشارك فيه نجوم كثر مثل اسطورة السول الاميركية اريثا فرانكلين وستيفي ووندر، بالاضافة الى كارلا بروني ساركوزي حرم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي ستغني في الحفل.

اما في جنوب افريقيا فالاحتفالات تعم البلاد بطولها وعرضها، ولا سيما في وسط جوهانسبورغ حيث يغني فنانون محليون وافارقة، في حين دعي السكان الى تكريم زعيمهم التاريخي عبر تكريس جزء من وقتهم للعمل التطوعي ومساعدة الآخرين.
وفي الواقع فقد اطلقت منظمة quot;مانديلا فاوندايشنquot;، التي تسهر على حفظ الارث الثقافي والسياسي لحامل جائزة نوبل للسلام، هذه السنة quot;يوم مانديلاquot;، وتقوم فكرة هذا اليوم على ان يكرس كل فرد في 18 تموز/يوليو، يوم ميلاد نيلسون مانديلا، 67 دقيقة للعمل التطوعي، ويرمز الرقم 67 الى السنوات ال67 التي تطلبها نضال مواطني جنوب افريقيا السود للحصول على المساواة في بلدهم.

وفي اطار هذا اليوم المكرس لخدمة الآخرين، سيزور الرئيس زوما عجائز، بينما يشارك وزير الاعمال العامة ايبلينغ هندرييتا بوغوباني-زولو في اعادة اعمار سور مدرسة للعميان.
ورسم تلامذة مدرسة ساينت كاثرين في جوهانسبورغ بطاقات بريدية سيخصص ريعها لمؤسسة اخرى.

وقال شرطي في جوهانسبورغ quot;سوف اقرأ الصحف لسيدات مسناتquot;.
وبحسب منظمة quot;مانديلا فاوندايشنquot; فان جنوب افريقيا تقود حملة في الامم المتحدة من اجل ان تعترف المنظمة الدولية بquot;يوم مانديلاquot; يوما عالميا.