اعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن دعمه للجهود العراقية لدى الامم المتحدة من اجل الغاء العقوبات التي فرضت على العراق بعد غزو صدام حسين للكويت في العام 1990.

وقال اوباما للصحافيين والى جانبه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الابيض quot;لقد التزمنا بقوة التعاون مع العراق كي لا يبقى خاضعا للعقوبات التي فرضت عليه بموجب الفصل السابع بعد حرب الخليجquot;.واضاف quot;لقد قلت هذا سابقا بان مواصلة تحميل العراق خطايا طاغية مخلوع هو خطأquot;.من ناحيته، قال المالكي ان quot;الرئيس اوباما والادارة الاميركية متفقان معنا على ان العراق لا يمثل ابدا تهديدا للسلام والامن الدوليين طالما ان هناك ديمقوراطية حاليا في العراق وليس ديكتاتوريةquot;.

وخصصت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية تقريرا ً مطولا ًحول أبعاد وأهداف الزيارة المرتقبة التي يقوم بها المالكي. ويتحدث التقرير عن أن سياسة quot;هات وخذquot; أو quot;المصالح المتبادلةquot; ستكون الطابع الذي سيغلب على تلك الزيارة، وتوضح الصحيفة نقلا ً عن مسؤولين عراقيين وأميركيين أن العراق سيطلب من الولايات المتحدة تزويده بمزيد من سبل الدعم الاقتصادي، وكذلك إعانته على تسوية مشكلاته مع بعض دول الجوار، والمساعدة في مكافحة العديد من المشكلات الأمنية التي يواجهها. وفي المقابل، ترغب إدارة أوباما من بغداد أن توقف الخلافات الطائفية التي ما زالت تمثل عائقا ً أمام التقدم الاقتصادي والسياسي، وأن يظهر المزيد من الاحترام الشعبي للتضحيات الأميركية نيابة ً عنها، وأن يبدأ في التصرف كذلك على أنه كيان ديمقراطي طبيعي يحظى بثراء نفطي.

وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى التصريح الذي أدلى به الأسبوع الماضي وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، والذي قال فيه :quot; نحن نؤكد ومعنا الأميركان على حد سواء أن طبيعة العلاقة التي تجمع بيننا قد تغيرتquot;. وقالت الصحيفة من جانبها إنه وبدون النظر لكل ما سبق، فما زالت كلتا الدولتين يتحسسان طريقهما. وتشير الصحيفة هنا إلى أن المالكي كان يتحدث أسبوعيا ً مع الرئيس السابق جورج بوش عبر تقنية الفيديو كونفرنس. أما الوضع فما زال مختلفا ً نوعا ً ما مع الرئيس الجديد باراك أوباما، الذي لم يتحدث للمالكي باستثناء المرة التي قام فيها بزيارة العراق في أبريل / نيسان الماضي، إلا مرة أو مرتين منذ أن تم تنصيبه رئيسا ً للولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أنه وبغض النظر عما أطلق عليه أمس قائد القوات الأميركية في بغداد أنها quot;سقطاتquot; قليلة في علاقاتهما العسكرية، فإن كلتا الحكومتين تنظران إلى عملية انسحاب القوات الأميركية من المراكز المدنية العراقية الشهر الماضي على أنها وجه من أوجه النجاح الذي ما زال يشهد تقدما ً. وقالت الصحيفة إن وصف المالكي للانسحاب بـ quot;الانتصارquot; لصالح العراق، أمر سيسمح له بوضع إكليل من الزهور على إحدى المقابر العسكرية الأميركية في أرلينغتون صباح يوم غد الخميس، وهو التصرف الذي كان مستحيلا ً من الناحية السياسية بالنسبة إلى أي قائد عراقي قبل بضعة أشهر فقط.

ثم انتقلت الصحيفة لتشير إلى أنه وفي الوقت الذي كان يجتمع فيه المالكي يوم أمس مع مسؤولي الأمم المتحدة في نيويورك، كانت لاتزال الأوضاع الأمنية غير مستقرة على الصعيد الداخلي، حيث لقي نحو ثمانية عشر شخصا ً على الأقل مصرعهم في جميع أنحاء العراق، كما هزت الانفجارات كلا من بغداد والرمادي وبعقوبة، وهو ما يؤكد حقيقة الخطر الذي ما زال يشكله المتمردون على حكومة المالكي. كما أشارت الصحيفة إلى النزاع القائم بشأن مستقبل مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط، وقالت إنها واحدة من سلسلة نزاعات داخلية يعانيها العراق، بالإضافة إلى المسألة ذات الصلة المتعلقة بقضية الحدود الداخلية ذات النطاق الأوسع بين عرب وأكراد العراق. ثم أشارت الصحيفة إلى أن جميع المحاولات التي تم بذلها لحل هذه النزاعات منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 قد باءت بالفشل، وقد أعاقت هذه النزاعات تمرير قوانين خاصة بتنظيم توزيع الدخل الذي يتحصل عليه العراق من النفط، كما أنها تهدد بتقويض الانتخابات الوطنية المقرر إقامتها في يناير المقبل.

وتؤكد الصحيفة أن القضية بالنسبة لإدارة أوباما لا تتمثل في أن يكون لها دور في هذه الأمور أم لا، وإنما بقدر الدور الذي يكون مفيدا ً ومقبولا ً لدى العراقيين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز من الإدارة الأميركية، قوله :quot; إنها وضعية تعيَّن علينا فيها ألا نتعامل معها بصورة حازمة للغاية، لكن دون أن نحاول تجاهلها أيضا ً quot;. وفي المقابل، قال أحد خصوم المالكي السياسيين، بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته، إن رئيس الوزراء يشعر بالقلق إزاء إقامة علاقة طويلة المدى مع أوباما، كما أنه يرغب في التحالف مع المسؤولين الأميركيين لدعم إعادة انتخابه.

ونسبت الصحيفة إليه قوله :quot; سوف يستغل المالكي هذه الزيارة للتأكد من أن الولايات المتحدة ليست ضد رئاسته للوزراءquot;. بينما نقلت عن نائب شيعي مستقل يدعى quot;وائل عبد اللطيفquot; حيث كان له وجهة نظر مختلفة في أهداف المالكي من تلك الزيارة، حيث قال :quot; يريد المالكي أن يعرف مدى دقة المعلومات التي تحدث عنها بايدن، وكذلك الطبيعة المتوقعة للسياسة الأميركية خلال الفترة المقبلة. كما أنه سيحصل على الأقل على شعور بما يريدونه الأميركيون من العراق، وماذا يمكن أن يقدموه من دعم، وخاصة ً الفصل السابعquot;.