بوكيت: حذَّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلاَّ من إيران وكوريا الشمالية بأنهما ستواجهان عواقب وخيمة ما لم تتخليا عن طموحاتهما النووية.
ففي مؤتمر صحفي عقدته على هامش مشاركتها في القمة الإقليمية المنعقدة في منتجع quot;بوكيتquot; في تايلاند الأربعاء، قالت كلينتون إن على كوريا الشمالية نزع أسلحتها النووية قبل العودة إلى المباحثات السداسية مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا، والتي كانت قد توقفت بسبب مواصلة بيونج يانج جهودها لتطوير برنامجها النووي.

وأضافت الوزيرة الأميركية قائلة: quot;لقد أوضحنا بجلاء للكوريين الشماليين بأنه يتعين عليهم نزع أسلحتهم النووية بشكل لا رجوع عنه، وعندها فقط ستمضي الولايات المتحدة وشركاؤها الآخرون قدما بتقديم حزمة من الحوافز والفرص لهم، بما في ذلك تطبيع العلاقات.quot;
وأردفت بقولها: quot;نحن لا نريد أن نخوض غمار مفاوضات أُخرى لا تقودنا إلى إحراز تقدم إلى الأمام باتجاه هدف نزع الأسلحة النووية. وبالتالي، فنحن نريد اتخاذ خطوات قابلة للتحقيق وغير ممكن الرجوع عنها.quot;
وبشأن قضية انتشار الأسلحة النووية، قالت كلينتون إن إيران تواجه أيضا إمكانية أن تساهم في انطلاق سباق تسلح في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت: quot;قد يجعل مثل هذا الأمر إيران أقل أمنا، وليس أكثر أمنا.quot;

وعبَّرت الوزيرة الأميركية عن استعداد بلادها لتوفير quot;مظلة دفاعيةquot; لدول الخليج الأخرى في حال أصرت طهران على امتلاك السلاح النووي.
وقالت كلينتون إنه في حال نشرت الولايات المتحدة مظلة دفاعية في المنطقة، فإنه من غير المحتمل أن تكون إيران أكثر أمنا أو قوة.

وأضافت قائلة في تصريحات لمحطة تلفزيونية في تايلاند: quot;سنترك الباب مفتوحا لإجراء محادثات مع إيرانquot;. لكنها، أشارت في الوقت ذاته إلى إمكانية اللجوء إلى فرض عقوبات في حال استمرار إيران بتطوير برنامجها النووي.
وقالت: quot;إن الساعة النووية تدور، وإن اشنطن مستعدة لتعزيز دفاع شركائها في المنطقةquot;.
وأكدت كلينتون على أن الإيرانيين quot;لن يكونوا قادرين على الترهيب، أو بسط نفوذهم كما يعتقدون على نحو واضح، في حال امتلاكهم للسلاح النوويquot;.

إلا أن حليف واشنطن الرئيسي في المنطقة، إسرائيل، انتقدت على لسان وزير الاستخبارات في حكومتها، دان ميريدور، التصريحات التي أدلت بها كلينتون، إذ رأت فيها استسلاما أميركيا للإصرار الإيراني على الخيار النووي.
وقال ميريدور: quot;استمعت بدون حماسة إلى التصريحات الأميركية، ومفادها أن الولايات المتحدة ستدافع عن حلفائها في حال استخدمت إيران السلاح النووي, وكأنها استسلمت فعلا لهذا الاحتمال.quot;


وأضاف قائلا: quot;إن هذا خطأ، فنحن لا نستطيع التصرف الآن على افتراض أن إيران ستكون قادرة على تزويد نفسها بسلاح نووي. لكن يجب العمل على منع ذلك الخيارquot;.
يُذكر أن كلاَّ من الولايات المتحدة وإسرائيل، التي يُعتقد على نطاق واسع بأنها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك سلاحا نوويا، تعتقدان أن البرنامج النووي الإيراني يخفي أغراضا عسكرية.
وتعتبر إسرائيل إيران عدوها الرئيسي في المنطقة، الأمر الذي تعززه التصريحات النارية التي يطلقها بين الحين والآخر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حيال quot;عدم شرعية وجود إسرائيل، وإمكانية محوها من الخريطةquot;.

ضغط الكونجرس
يُذكر أن نواب الكونجرس الأميركي كانوا قد صعَّدوا مؤخرا من ضغوطهم على الرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك لكي يكون على استعداد لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران في حال امتنعت عن تجميد برنامجها النووي المثير للجدل بحلول نهاية 2009.
وقد استبعدت إيران مرارا وقف برنامجها النووي، والذي تقول إنه مخصص للأغراض السلمية، لكن الغرب يشتبه بأنه يهدف إلى تصنيع أسلحة نووية.

وكان تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا قد قال ان إيران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي لديها إلى ما يقرب من 5 آلاف جهاز، وباتت تمتلك من اليورانيوم ما يكفيها لصنع قنبلة نووية.