لندن: أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان دمشق ما تزال تعول على الدور التركي لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل، مكررا ان بلاده لن تشارك في أي مؤتمر سلام لا يتم الإعداد له بشكل صحيح.

ورفض المعلم في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند في لندن الرد على سؤال لصحافي يعمل في الإذاعة الإسرائيلية حول حزب الله وحركة حماس.

وقال إنه quot;يدعم إحلال السلام الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط وفق مرجعية مدريد وعلى أساس مبادرة السلام العربية، كما أننا في سوريا ما نزال نعوّل على الدور التركي من أجل استئناف محادثات السلام بصورة غير مباشرة يمكن أن تقود إلى محادثات مباشرة ناجحة ومثمرة في حال استندت الى مبدأ الأرض مقابل السلام وليس على قاعدة إجراء مفاوضات لا تؤدي إلى نتيجةquot;.

يشار الى ان تركيا رعت خلال العام الماضي ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل ،وانسحبت سوريا من هذه المحادثات بعد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر /كانون الاول الماضي.

وحول إمكانية مشاركة سوريا في مؤتمر عن السلام في الشرق الأوسط تعد لعقده فرنسا، شدد المعلم على أن بلاده quot;أعلنت مراراً وتكراراً من قبل أنها لن تحضر أي مؤتمر دولي ما لم يتم الإعداد له بشكل صحيحquot;.

وأضاف quot;أن أي مؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط يطرح تساؤلات كثيرة وما هي مرجعياته خاصة وأن لدينا مرجعيات مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 والتي لم تهتم بها إسرائيل كما هو معروف، ثم ما الهدف من المؤتمر وهل هو إطلاق محادثات السلام فقط؟quot;.

وقال quot;نحن نريد أن يكون مؤتمر كهذا تتويجاً لمباحثات مباشرة في إطار ضمانات دولية لتحقيق النتائج المطلوبة، لأن لا جدوى من عقد مؤتمر بينما تقوم إسرائيل بانتهاك كافة التزاماتها تجاه السلامquot;.

وأضاف ان مباحثاته quot;مع الجانب البريطاني كانت مثمرة غطت مجموعة كبيرة من القضايا من بينها العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وعملية السلام في الشرق الأوسط وتطابقت فيها وجهات النظر بين الطرفينquot;.

وقال أن الرئيس بشار الأسد لن يزور لندن هذا العام، وأكد أن بلاده لم توجه دعوة للرئيس الأميركي باراك أوباما لزيارة دمشق لكنها سترحب به في حال قرر زيارتها.

وحول ايران، قال وزير الخارجية السوري إنه ناقش هذا الملف بشكل موسّع مع نظيره البريطاني وإن بلاده quot;تدعم الحوار والحلول السلمية للقضايا العالقة بين الغرب وإيران وأن يكون التعامل مع الملف النووي يشمل كافة دول المنطقة ومن ضمنها إسرائيل وإيران ولا يقتصر على الأخيرة فقط وفي إطار المعايير المزدوجةquot;.وأكد المعلم أن سوريا quot;بإمكانها أن تلعب دوراً في تقريب المسافات بين ايران والغرب لكنها لا تتخذ القرارات بهذا الشأنquot;.

ومن جانبه، أشاد ميليباند بالدور الذي تلعبه سوريا في المنطقة ووصفه بالهام، وقال إن دمشق quot;تلعب أيضاً دوراً محورياً في مكافحة الإرهاب يحظى بتقدير بلادهquot;، كما رحّب بالدورquot; الذي تلعبه تركيا في محادثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيلquot;.

وأضاف ميليباند quot;نتطلع إلى اليوم الذي سيتمكن فيه السوريون والإسرائيليون من الدخول في مفاوضات مباشرة من أجل التوصل إلى سلام شاملquot;.

ووصف بالممتازة المحادثات التي أجراها مع المعلم، وقال إنها quot;شملت مواضيع وقضايا واسعة شملت عملية السلام والعراق وإيران وتهديد انتشار أسلحة الدمار الشامل، كما تمت خلالها مراجعة العلاقات الثنائية الاقتصادية والثقافية والسياسية والدبلوماسية بين البلدينquot;.