نضال وتد من تل أبيب: موضوعان رئيسان شغلا بال الصحافة الإسرائيلية صباح الأحد، الأول هو إقدام مواطن إسرائيلي على قتل طفلته ابنة الثالثة انتقامًا من طليقته، ومحاولته الانتحار بعد ذلك، وقد استأثرت هذه الجريمة بالصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية ألتي أفردت صفحتها الأولى لصورة الطفلة القتيلة نوعا غولدرينع مع عناوين مثل جنون أب، أو كيف يمكن لأب أن يفعل ذلك، أو تساؤل بالبنط العريض: لماذا يا أبي؟ والموضوع الثاني هو بطبيعة الحال الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة في ملف الاستيطان، حيث اعتبرت الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع، أسبوع الضغط الأميركي على إسرائيل بسبب زيارة ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار لإسرائيل، وفيما دعت هارتس إلى فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية، فقد اعتبرت الجيروزاليم بوست أن إدارة أوباما هي إدارة مناصرة للفلسطينيين. وتطرقت الصحف في هذا السياق إلى quot;استمرار هبوط شعبية أوباما وتراجع التأييد له في الولايات المتحدة، كما أشارت إلى أن استطلاعًا للرأي أظهر أن 82% لا يؤيدون قيام دولة فلسطينية. كما واصلت الصحف متابعة ملف قضية الحاخامات اليهود الذين استوحوا من التوراة والديانة اليهودية شيفرة سرية لعمليات تبييض الأموال في الولايات المتحدة.

يديعوت أحرونوت: لماذا يا أبي؟؟

هذا السؤال اختارته يديعوت أحرونوت لتضعه تحت صورة الطفلة القتيلة نوعا غولدرينغ، التي أقدم والدها على قتلها انتقامًا من مطلقته، والتي اكتشف الجد جثتها، لتثير الجريمة وتعيد إلى الأذهان جريمة قتل الطفلة روز بيزوم على يد جدها، بعد أن كان تزوج والدتها، طليقة ابنه. وأسهبت يديعوت أحرونوت كغيرها من الصحف الإسرائيلية في إيراد تفاصيل الجريمة، ما يرافق ذلك من تراكم معلومات عن العلاقات بين الأب وطليقته، وبين الأب وابنته، منها أن الأب القاتل، انتظر حتى أخلدت طفلته للنوم ثم قام بقتلها خنقا، وأن الطفلة كانت تخشى من البقاء عند والدها.

وبحسب يديعوت فإن الطفلة، التي كانت تقضي نهاية الأسبوع عند أبيها، رفضت أن تأخذ منه قطعة حلوى لأن والدتها كانت أوصتها بألا تأخذ منه شيئا، وكان هذا الرفض باعتقاد الصحيفة هو الذي حول والد الطفلة أساف من إنسان إلى وحش كاسر غير إنساني، لدرجة قيامه quot;بعد ساعات قليلة من هذا الرفض، بوضع كيسا من النايلون على رأس ابنته حتى لفظت أنفاسها الأخيرةquot;.

وقالت يديعوت، إن المعلومات المتوفرة لدى الشرطة تفيد أن أساف غولدرينغ كان تزوج ليزا، والدة ابنته قبل أربع سنوات، وعاش الزوجان في بيت والده في بلدة بصرة في إسرائيل، لكنهما قررا في العام الماضي الانفصال والطلاق، بعد أن تدينت الزوجة وفضلت العيش في القدس.وكشفت الصحيفة عن أن الأب القاتل، ارتكب جريمته في الثانية فجرا، وأنه حاول بعد أن قتل ابنته الانتحار. وبحسب محققي الشرطة فإن السؤال المحوري الذي لا يجدون له جوابًا هو لماذا أقدم ضابط احتياط في الجيش، ومهندس كهرباء ناجح على هذه الجريمة. وقالت الصحيفة إن الشرطة أوكلت مهمة التحقيق في هذا الملف للطاقم نفسه الذي كان قدتولى التحقيق في جريمة قتل الطفلة روز بيزم، التي كان جدها عاشر امها وقام بقتلها ورمي جثتها في النهر في تل أبيب.

هآرتس: يجب فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة

أبرزت كافة الصحف الإسرائيلية إلى ما أسمته بالأسبوع الأميركي في إسرائيل، أو أسبوع الضغط الأميركي على إسرائيل عبر زيارات مقررة هذا الأسبوع لثلاثة مسئولين أميركيين لإسرائيل، وفي مقدمتهم جورج ميتشيل ، الذي سيحمل لإسرائيل مقترحات جديدة بشأن المسار السوري الإسرائيلي، الموقف السوري من التصور الأميركي للسلام السوري- الإسرائيلي والترتيبات الأمنية في الجولان (أن يكون الجولان محمية طبيعية)، ومستشار الأمن القومي جيمس جوز، ووزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، والدبلوماسي لمخضرم، دنيس روس، معتبرة أن هذا مؤشر لضغوط أميركية مكثفة على حكومة نتنياهو، ناقلة في الوقت ذاته تصريحات عن مقربين من نتنياهو بشأن الرد الإسرائيلي الرسمي الرافض لوقف البناء في المستوطنات، من جهة، وتصريحات مستشار نتنياهو السياسي، دوري غولد أن الجولان هو آخر خط دفاعي لإسرائيل في الشمال. ولكن إلى جانب هذه التغطية المعلوماتية للزيارات المرتقبة، فقد برلز تباين في موقف الصحف الإسرائيلي من هذا الملف.

وفي هذا السياق تقول هآرتس في افتتاحيتها: quot;إن الفشل الأبرز لبينيامين نتنياهو لغاية الآن، منذ عودته لرئاسة الحكومة، كان في علاقاته غير المستقرة مع الإدارة الأميركية برئاسة براك أوباما. يدرك بينيامين نتنياهو ومستشاريه مدى حاجة إسرائيل إلى العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، التي تمنح إسرائيل وتوفر لها مظلة سياسية ، واستراتيجية واقتصادية. ولكن بدلاً من أن يسعى نتنياهو لتفاهم مع أوباما، فإنه يتصرف كمن يتوق لمواجهة سياسية لا لزوم لها، مع الولايات المتحدةquot;.

quot;يؤمن نتنياهو أن أوباما سعى إلى quot;تبريدquot; العلاقات مع إسرائيل من أجل تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي، والتي تضررت إبان إدارة جورج بوش. ولكن حتى لو كانت تقديراته صحيحة، فقد تصرف نتنياهو ضد المصالح الإسرائيلية، عبر انتقاداته وملاحظاته المهينة لتي أطلقها بحق المساعدين اليهود للرئيس أوباما، ومن خلال تحرشه اللا لزوم له ببراك أوباما في مسألة البناء في شرقي القدس. وقد ارتكب أوباما، هو الآخر أخطاء عندما تجاهل الرأي العام الإسرائيلي، لكن ميزان القوى ليس متكافئا . فإسرائيل تحتاج الولايات المتحد أكثر مما تحتاج إليها الولايات المتحدة، ولذلك فإن مسؤولية نتنياهو أن يحل الأزمة في العلاقات بين الطرفينquot;.

quot;من المقرر أن يزور إسرائيل هذا الأسبوع ثلاثة ممثلين أميركيين رفيعي المستوى في إدارة أوباما؛ المبعوث الخاص ميتشيل الذي سيواصل جهوده لاستئناف المسيرة السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين ومع سوريا، وسيحاول التوصل إلى تفاهم مع نتنياهو لتجميد البناء في المستوطنات، وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس الذي سيناقش مجمل القضايا الاستراتيجية، ومستشار الأمن القومي جيم جونز الذي سيبحث الخطر الإيراني في طاقم مشترك مع نظيره عوزي أراد.quot;

quot;توفر هذه الزيارات فرصة جيدة لبدء تحول في العلاقات الإسرائيلية الأميركية مع إدارة أوباما. على نتنياهو أن يفكك البؤر الاستيطانية، وأن يوافق على تجميد المستوطنات من أجل إعطاء فرصة لتسوية مبنية على مبدأ quot;دولتين لشعبينquot;. التفاهم الآخذ بالتبلور بين إسرائيل والولايات المتحدة في الملف الإيراني، والمتمثل على سبيل المثال بتخفيف لهجة وبلاغة رئيس الحكومة، مهم ويجب تعزيزه. ولكن على نتنياهو، قبل كل شيء، أن يستقبل الضيوف باعتبارهم حلفاء وليس كممثلين لإدارة معادية تسعى إلى ضرب إسرائيل وإهانتها. تغيير توجهه والامتناع عن استفزازات وأزمات إضافية، ستكون الخطوات الأولى والضرورية في بناء شبكة علاقات جديدة مع الولايات المتحدةquot;.

الجيروزاليم بوست: إدارة مناصرة للفلسطينيين

وعلى عكس هآرتس تماما، فقد اعتبرت صحيفة الجيروزاليم بوست في افتتاحيتها أن إدارة الرئيس أوباما هي إدارة مناصرة للموقف الفلسطيني والفلسطينيين. وكتبت الصحيفة تحت عنوان ضغوط بلا حدود تقول: quot; تحاول الولايات المتحدة الأميركية، عبر ضغوط ثقيلة على إسرائيل، أن تكسب ثقة العالم الإسلامي. فقد اتخذت إدارة الرئيس أوباما، قرارًا استراتيجيًا بالضغط على القدس بصورة مركزة، وعلنية، وأن تظهر بموازاة ذلك تأييدًا للسلطة الفلسطينية، وأن تحول مئات ملايين الدولارات لخزينة السلطة الفلسطينيةquot;.

quot;هناك شك، بأن يكون كبار الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية، مقتنعين بأن إسرائيل ستخضع لإملاءات لتجميد الاستيطان، لا في المكتل الاستيطانية الكبيرة وراء الخط الأخضر، ولا في شرقي القدس. لكن الولايات المتحدة حققت لغاية الآن هدفها الأول: بناء الثقة مع العالم الإسلامي. لكن الثمن قد يكون باهظًا: يقوم الفلسطينيون باتخاذ مواقف متشددة ومتطرفة، فبعد أن كانوا يطالبون بتجميد البناء في المستوطنات، فإنهم يطالبون الآن بتجميد البناء أيضًا في شرقي القدس، بل إنهم يطالبون واشنطن، ويضغطون عليها الآن لهدم الجدار العازل، الذي يشكل بالنسبة إلى إسرائيل رئتها الأمنية.quot;

quot;لكن الولايات المتحدة تواصل عنادها وتجاهل الواقع الميداني.بل إن العاملين في وزارة الخارجية الأميركية زادوا من الضغوط الممارسة على حكومة بينيامين نتنياهو، عندما ألمحوا إلى أن المرحلة القادمة ستكون تقليص المعونات المالية لإسرائيل، ومع أنه تم نفي هذه الأقوال على الفور لأن الضرر كان قد وقعquot;.

quot;تتواصل حاليًا، التسريبات عن حملة معادية لإسرائيل في واشنطن. فعلى سبيل المثال تم تسريب نبأ عن أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، يعتزم طرح جدول زمني لتنازلات إسرائيلية دون الحصول على مقابل مناسب من الفلسطينيين؛ وأن نتنياهو وأوباما أصبحا على سكة مواجهة؛ وأنه يتم خلف الكواليس بلورة مبادرة لعقد مؤتمر سلام دولي سيفرض قراراته على إسرائيلquot;.

quot;لم يتأخر الرد الإسرائيلي. فقد سرب ممثلون إسرائيليون في واشنطن تفاصيل لقاء السفير الإسرائيلي الجديد، مايكل أورن، مع كبار مسؤولي الخارجية الأميركية. ووفقًا للادعاءات، فقد احتجت الولايات المتحدة خلال اللقاء على البناء في شرقي القدسquot;.

quot;على ضوء الاستراتيجة الأميركية المنشغلة ببناء علاقات ثقة مع العالم الإسلامي، فمن المريح لواشنطن أن تتجاهل استمرار طرح المطلب الفلسطيني بشأن حق العودة لملايين اللاجئين والانسحاب الإسرائيلي لخطوط حدودية يصعب الدفاع عنها، عبررفض فكرة تبادل الأراضي. إن الضغوط الأميركية على جانب احد، وردود الإدارة المتوقعة على خطاب نتنياهو بشأن الدولتين في بار إيلان، تدفع الفلسطينيين نحو التشدد أكثر في مواقفهم وتبعد السلامquot;.