نضال وتد من تل أبيب: إحتفت الصحف الإسرائيلية، الصادرة الاثنين بما وصفته باحتفالات البورصة في تل أبيب بعد أن سجلت الأخيرة أمس ارتفاعا حادا جعل الصحف الإسرائيلية تبشر بنهاية الأزمة الاقتصادية وتعافي الاقتصاد الإسرائيلي، وواصلت الصحف متابعة ملف المستوطنات وآفاق التسوية مع سوريا، فيما كشفت هآرتس أن عدد المستوطنين اجتاز للمرة الأولى لثلاثمائة ألف مستوطن. وتساءلت الصحف ما إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية وفي ظل المعارضة الداخلية سيتمكن في الكنيست اليوم من تمرير قانون موفاز أم أنه سيمنى بهزيمة جديدة تضطره لسحب القانون كما حدث في الأسبوع الماضي في مشروع الإصلاحات في مديرية أراضي إسرائيل. وفيما واصلت نشر معلومات جديدة عن ملف الطفلة نوعا غولدرينغ على يد والدها، فقد أبرزت الشكوك بأن مواطنا إسرائيليا قد توفي متأثرا بمرض أنفلونزا المكسيك.

نشوة أم نهاية الأزمة؟ البورصة تحتفل

قالت معاريف إنه على الرغم من أنه لا يزال مبكرا الحديث عن تجاوز الأزمة الاقتصادية إللا أن معطيات دائرة الإحصاء المركزية، والارتفاع الحاد في بورصة تل أبيب، ومعطيات البنك المركزي تشير إلى انتعاش في الاقتصاد الإسرائيلي، مع وجود مؤشرات لنمو اقتصادي، لدرجة أن البورصة في تل أبيب تمكنت من محو الهبوط الذي كان اجتاحها مع إفلاس بنك ليهمان- برادس الأميركي في أواسط شهر أيلول الماضي.

وقالت الصحيفة إن أحد أسباب ارتفاع البورصة في تل أبيب هو اكتشاف كميات تجارية من الغاز الطبيعي قبالة شواطئ حيفا، من جهة، وتعافي أسواق المال لعالمية، وخاصة الارتفاع في حركة البيع في البورصة الأميركية، في وول ستريت في الأسبوعين الماضيين مع وصول مؤشر داو جونز إلى 9000 نقطة منذ شهر كانون ثاني يناير الماضي.

إلى ذلك قالت الصحيفة إن استطلاعا خاصا أجراه البنك المركزي في إسرائيل كشف عن نمو ونشاط اقتصادي لافت عند نحو 350 شركة في إسرائيل في فروع البناء والتجارة، والمواصلات والاتصال، بعد أن كانت هذه الشركات عانت من انخفاض في الفترات الماضية من السنة.

إلى ذلك كشف بنك إسرائيل، أن الجمهور الإسرائيلي وخلافا للتوقعات، لم يتبن خلال الأزمة نمطا استهلاكيا متقشفا بل واصل التصرف بصورة عادية، عبر الاعتماد على السحب الزائد وبطاقات الاعتماد، حيث ارتفعت نسبة الشراء بواسطة بطاقات الاعتماد، في الربع الثاني من العام الجاري بنحو 20 %. وسجل هذا الارتفاع بشكل أساي في مشتريات الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية والملابس والأحذية.

وبحسب معاريف فإن زمن الركود الاقتصادي في إسرائيل قد ولى، وذلك اعتمادا على المؤشرات الإيجابية التي نشرها بنك إسرائيل المركزي، مثل ارتفاع الصادرات الإسرائيلية، وخاصة إلى الولايات المتحدة.

مع ذلك أشارت الصحيفة إن البطالة في إسرائيلي هي القطاع الوحيد الذي واصل لارتفاع إذ سجلت ارتفاعا بنسبة 8.4%، وارتفع عدد العاطلين عن العمل ب80ألف شخص ووصل مجمل العاطلين عن العمل في إسرائيل إلى 257 ألف شخص.

نتنياهو يفتح عينيه على تصويت الائتلاف

تحت هذا العنوان أفردت معاريف صفحة كاملة لمحاولات رئيس الحكومة سن قانون جديد يسمح لسبعة أعضاء من أي كتلة برلمانية في الكنيست، الانسحاب من حزبها الأم وتشكيل حزب جديد، وهو القانون الذي يعرف بإسرائيل بقانون موفاز، حيث يحاول نتنياهو تعديل القانون القائم أملا بأن يتمكن من شق حزب كديما، عبر فتح الباب أمام انسحاب موفاز من كديما والانضمام للائتلاف الحكومي.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو وعلى ضوء الهزيمة التي مني بها الأسبوع الماضي عندما فشل بتجنيد أغلبية لصالح قانون الإصلاحات في مديرية أراضي إسرائيل( قانون خصخصة أراضي الدولة) يهدد بفصل كل وزير أو حزب في الائتلاف الحكومي يعارض القانون الذي سيعرض اليوم على الكنيست للتصويت عليه. وأشارت الصحيفة إلى أنن كلا من رئيس الكنيست، روبي ريفلين، وحزب البيت اليهودي، أعلنا عن معارضة القانون وعزمهم التصويت ضده، كما توقعت الصحيفة أن يصوت موفاز نفسه ضد القانون، فيما سيصوت أعضاء حزب العمل مع القانون المذكور.

ونقلت الصحيفة عن مقربين من ريفلين، أن الأخير لن يكتفي بالتصويت ضد القانون، بل إنه لا يعتزم تسريع إجراءات تشريع القانون وتمريره بالقراءات الثلاثة المطلوبة حتى نهاية الدورة الحالية للكنيست، الأسبوع القادم، حيث ستخرج الكنيست بعد ذلك لعطلة الصيف والتي ستستمر إلى ما بعد الأعياد اليهودية، في مطلع تشرين الأول. إلى ذلك يخشى مقربو نتنياهو، أن يقدم ريفلين( من الليكود)، على الالتزام بدقة بنظم وإجراءات التصويت والنقاش، ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات مسبقة معه، وفي حال أصر ريفلين على موقفه، فإن ذلك يعني مداولات طويلة ومرهقة قبل التصويت بسبب كثرة التحفظات التي قدمها أعضاء كنيست ضد القانون. من جهتها، نقلت الصحيفة عن مصادر في كديما قولها إن نتنياهو مستعد لشراء كل شيء للحفاظ على حكومة آيلة للسقوط. نتنياهو هو رئيس حكومة ضعيف ولذلك فإنه منشغل بسن قوانين تحفظ بقائه في الحكم.

عدد المستوطنين تجاوز 300 ألف مستوطن

كشفت صحيفة هآرتس نقلا عن تقرير للإدارة المدنية، أن النصف الأول من العام 2009 سجل ارتفاعا في عدد المستوطنين اليهود بـ2.3% أي ثلاثة أضعاف لمعدل الزيادة الطبيعية في إسرائيل. وقالت الصحيفة إن عدد المستوطنين وفقا للتقرير الأخير المحدث لغاية 30 حزيران 2009 بلغ 304،569 مستوطن ومستوطنة، أي ارتفاع بنسبة 2.29%، بعد أن كان عددهم 297،745 في نهاية العام 2008.

وقالت الصحيفة إن نسبة الزيادة الطبيعية عند اليهود داخل إسرائيل بلغت 1.6% في العام، أي نحو ثلث الزيادة الطبيعية في المستوطنات إذا استمرت نسبة الزيادة الطبيعية الحالية في المستوطنات. ولفتت الصحيفة إلى أن النصف الأول للعام يعتبر ضعيفا لأن حركة الانتقال للمستوطنات تشتد في أشهر الصيف. ووفقا لتقرير الإدارة المدنية فإن الزيادة الطبيعية الأساسية كانت في المستوطنات اليهودية الدينية، التي يقطنها يهود quot;حريديمquot; حيث غالبية عائلات المستوطنين هي من الزواج الشابة الذين لا يؤمنون بتحديد النسل بل على العكس من ذلك.

صفارات تهدئة من الولايات المتحدة

قالت يديعوت أحرونوت، على لسان مراسلها السياسي، شمعون شيفر، إنه بعد أن أطلق الطرفان ( الإسرائيلي والأميركي) بيانات قتالية حول مسألة البناء في المستوطنات وفي شرقي القدس، بما فيها تصريحات أميركية هددت بالمس بالمعونات الاقتصادية لإسرائيل، تتزايد الإشارات والمؤشرات إلى أن الطرفين قررا quot;صب المياه الباردة على ألسنة اللهب ومواصلة التوصل إلى تسوية ومعادلة تطلق المفاوضات السلمية من جديquot;.

وقال شيفر إن السبب الرئيسي لذلك هو ما على ما يبدو ما سمعه موفدو أوباما إلى العالم العربي بأنه لن يكون هناك أي تغيير في المواقف العربية، ولا بوادر حسن نية قبل أن تنتزعوا من إسرائيل تنازلا عن كافة المناطق المحتلة، وليس قبل ذلك. وقال شيفر إن هذا ما سمعه جورج ميتشيل في دمشق أيضا، إذ أعلن بشار الأسد عن استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بعد أن يتلقى وعدا بمواصلة المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها مع رئيس الوزراء السابق، وفقط مقابل التزام إسرائيل بإعادة هضبة الجولان بما في ذلك نصف بحيرة طبريا.