أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: طوى القضاء المغربي أضخم ملف إرهاب والاكثر إثارة للجدل، ليكون بذلك وضع آخر اللمسات استعدادا للعطلة القضائية، التي لم يعد يفصله عنها سوى ساعات. وانتهى ملف عبد القادر بليرج، المتهم بتزعم شبكة إرهابية خططت لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني، واغتيال شخصيات مغربية وازنة، كما بدأ على إيقاع الجدل، بعد إصدار غرفة الجنايات بملحقة محكمة الاستئناف في سلا أحكاما وصلت إلى حد المؤبد.

وهكذا قضت استئنافية سلا الثلاثاء بالسجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي بليرج، و25 سنة سجنا في حق مصطفى المعتصم، رئيس حزب البديل الحضاري المنحل، ونائبه محمد الأمين الركالة، ومحمد المراوني، الأمين العام للحركة من أجل الأمة (غير المرخص لها).

أما عبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار الفضائية اللبنانية، والعبادلة ماء العينين، قيادي في حزب العدالة والتنمية المعارض، فقد أدينا وصدرت بحقهما احكاما بالسجن 20 عاما، حبسا نافذا، فيما حكم على حميد النجيبي، المنتمي إلى حزب اليسار الاشتراكي الموحد، بالسجن عامين.

وقال خالد السفياني، من هيئة الدفاع عن المتهمين السياسيين، quot;هذا أسوأ ما يمكن أن يصدر في هذه القضية، وأسوأ ما يمكن أن ينطق به القضاء المغربي في هذا الوقت، فيما كان عليه ان يستغل هذه المناسبة للتأكيد على أنه يشتغل دون الارتباط بوزارة الداخليةquot;.

وأكد السفياني، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;الملف أعاد إبراز الخروقات التي سجلت في مرحلة التحقيقquot;، مشيرا إلى أنها quot;ضرب لكل مبادئ المحاكمة العادلةquot;.

وذكر السفياني أن quot;هيئة الدفاع تقدمت بطلب لاستئناف الحكمquot;، واضاف قائلا quot;نحن ننتظر دائما أن يقف القضاء المغربي في وجه أي تدخل، لكوننا نتوفر على قضاة شرفاءquot;.

غير أن الإرهاب ليس وحده ما يثقل كاهل القضاء المغربي، بل هناك ملفات أخرى تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، متهم فيها مسؤولين في الدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر من البحرية الملكية، تنتظر دورها لكي تطوى، في وقت ما زالت أخرى تتعلق بالفساد المالي تركض في مضمار ماراطوني لا يظهر في الأفق القريب خط نهايته.

وتتضارب الآراء حول مدى قرب بعض القضايا الكبرى، ففيما يرى مراقبون أن هناك اتجاه نحو رفع سرعة وتيرة الجلسات استعدادا للحسم، تشير مصادر قضائية إلى أن هناك ملفات يصعب إسدال ستارها في الأشهر المقبلة.

وتوبع الأظناء بتهم quot;المس بسلامة أمن الدولة الداخلي وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصدquot;.

كما توبعوا من أجل تهم quot;نقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية وتعدد السرقات وتبييض الأموالquot;، كل حسب المنسوب إليه.

يذكر انه ضبط لدى بعض الموقوفين في ملف بليرج بالدارالبيضاء والناظور، ترسانة من الأسلحة والذخيرة، تتوزع بين 9 بنادق من نوع quot;كلاشينكوفquot; مزودة بخزاناتها، وبندقيتين رشاشتين من نوع quot;أوزيquot; مزودتين بستة خزانات وكاتم للصوت، و7 مسدسات رشاشة من نوع quot;سكوربيونquot; مزودة بعشرة خزانات، و16 مسدسًا أوتوماتيكيًا (من أنواع وعيارات مختلفة) مزودة بتسعة عشر خزانًا، وخمسة كاتمات للصوت، وكمية من الذخيرة الحية من مختلف العيارات، وفتائل وأجهزة للتفجير، وبخاخات غازية مشلة للحركة، وأقنعة.