الصومال: على مدى سنين دأب أمراء الحرب في افريقيا على تجنيد الأطفال في نزاعاتهم على المال والسلطة والأرض. في الفترة الأخيرة بدأت هذه الظاهرة بتعميق جذورها في الصومال. أطفال لا يتجاوزون العاشرة يختفون، بعضهم يتعرض للتخدير والبعض الآخر لغسيل الدماغ، وبعضهم يحصل على 30-50 دولارا شهريا مقابل خدماتهم المسلحة. معظم الناس يخشون الحديث حول هذه الظاهرة، والذين يملكون المقومات الملية يرسلون أطفالهم إلى خارج البلاد لإنقاذهم من هذا الخطر. رجل عجوز لم يشأ التعريف بهويتهيخبر كيف اختفى ابنه ذو الخمسة عشر ربيعا.

قال إنه بحث عن فتاه في كل مكان، وسأل مسلحي quot;شباب المجاهدينquot; عنه، فقالوا له إنهم لم يروه، ليكتشف لاحقا أنهم أقنعوه quot;بالالتحاق بالجهاد من أجل أن يدخل الجنة .بعد بحث طويل اكتشفت أن ابني موجود في أحد معسكرات التدريب في ضواحي بيدهابو. إنهم يستخدمون أطفالنا دروعا بشرية، ولكن أطفال القادة ليسوا في المعسكرات، ولا يشاركون في القتالquot;. ويقول أحد الصحفيين العاملين في مقديشو إنه رأى أطفالا في العاشرة يحملون بنادق آلية في شوارع مقديشو.

ويقول أحد كبار ضباط الشرطة إن المئات من الفتيان الصوماليين يجري تجنيدهم وتدريبهم في معسكرات جنوبي الصومال على أيدي quot;شباب المجاهدينquot;. وقال الضابط إن أجانب من باكستان وأفغانستان والشيشان يشرفون على تدريب هؤلاء الفتيان. ويمتد نشاط quot;شباب المجاهدينquot; الى خارج حدود الصومال، فقد قاموا بتجنيد فتيان صوماليين في الولايات المتحدة، ونفذ أحد هؤلاء واسمه شروة محمد عملية انتحارية ضد قوات الأمن في بوساسو شمال شرقي الصومال.

ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالية (اف بي أي) في سبب تخلي الفتيان الصوماليين عن الحياة المريحة في الولايات المتحدة والسفر الى الصومال حيث تتعرض حياتهم للخطر. وقال أحد العاملين في منظمة لرعاية الأطفال إنه بينما ظاهرة تجنيد الأطفال ليست جديدة إلا أن مدى انتشارها حاليا بالاضافة الى أعمار الأطفال يبعث على القلق. وتحاول العائلات حماية أطفالها ولكن نقص المدارس وإمكانيات النشاطات الأخرى والضغط الذي يتعرضون له يجعل مهمتهم صعبة.