لندن: كان حكم جلد الصحيفة السودانية لانها لم ترتد ملابس إسلامية، ومخاوف مقتل معظم الرهائن البريطانيين في العراق، وتوقعات حدوث مزيد من المظاهرات في الذكرى الاربعين لمقتل ضحايا احتجاجات نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية، القضايا الشرق اوسطية الاكبر التي انشغلت بها الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة الخميس. فقد ابرزت صحيفة الاندبندنت موضوع الصحفية السودانية لبنى حسين وقرار جلدها لانها لبست بنطلونا، وجاء تحت عنوان: المرأة التي تجرأت على لبس البنطلون لا تخيفها عقوبة الجلد العلني.

وتشير الصحيفة الى ان لبنى حسين، التي قضت المحاكم السودانية بانها اخلت بالاعراف والتقاليد لانها لبست بنطلونا، وجدت تأييدا قويا من ناشطي الديمقراطية عندما وقفت في وجه حكام السودان، واتهمتهم بتطبيق نسخة قمعية من الاسلام في السودان، البلد الاكبر مساحة في افريقيا.

لا تريد الحصانة

وقالت الصحيفة انه على الرغم من ان القاضي قد عرض عليها الحصانة من الملاحقة القانونية لانها تعمل مع الامم المتحدة، انبرت لبنى قائلة انها تستقيل من وظيفتها وتطالب المحكمة بالاستمرار في محاكمتها محاكمة كاملة، داخل صالة المحكمة التي كانت تعج بالمناصرين والناشطين وبعض الدبلوماسيين الاجانب، وهو ما دعا القاضي الى تأجيل الجلسة الى الرابع من الشهر المقبل.

محاميها نبيل اديب عبد الله قال، حسب الصحيفة، ان لبنى تريد ان تظهر براءتها كاملة والحصانة لن تظهر هذه البراءة، كما انها تريد الوقوف في وجه هذا القانون الذي يحتاج الى الاصلاح والتغيير. في الاندبندنت ايضا نطالع تغطية عن الرهائن البريطانين في العراق تحت عنوان: خشية من مقتل اربعة من خمسة رهائن في العراق.

وتقول الصحيفة ان جهودا تبذل حاليا من اجل انقاذ حياة آخر رهينة بريطاني يعتقد انه على قيد الحياة في العراق، بعد ان صار في حكم المرجح مقتل اثنين من زملائه وهم قيد الارتهان.

وتضيف الصحيفة ان الانباء الواردة من العراق تؤكد ان القتيلين الجديدين هما آلن ماكمنمي وآليك ماكلاخلين، بعد ان اعلن في يونيو/ حزيران عن مقتل رهنيتين وهما الحارسين الامنيين جيسون سويندلهيرست وجيسون كريسويل، وسلمت جثتيهما الى السفارة البريطانية في بغداد. وتضيف الصحيفة ان الخاطفين، وهم جماعة شيعية، قالوا انهم يميزون بين الرهينة الخامس، استشاري في تكنولوجيا المعلومات، والباقين الذين كانوا جنودا سابقين في القوات المسلحة البربطانية. وفي مقال حول الموضوع كتب باتريك كوكبرون في نفس الصحيفة مقالا تحت: هل كان ممكنا لغارة شبيهة بغارة عنتيبه ان تنقذ الرهائن.

اخفاقات

ويذكر الكاتب بالغارة التي شنتها القوات الخاصة البريطانية لانقاذ رهائن بريطانيين في اوغندا، ويقول هل كان ممكنا لغارة مماثلة في العراق ان تنقذ الرهائن القتلى الذي اختطفوا في العراق. ويقول ان المسؤولين البريطانيين يعتقدون ان البريطانيين الذين اختفوا في العراق في عام 2007 هن حاليا في ايران، بل ودرسوا فكرة غارة تقوم بها القوات الخاصة للافراج عنهم.

اما صحيفة التايمز فقد نشرت مقالا تحليلا حول الموضوع تحت عنوان: هل ادى اخفاق وزارة الخارجية البريطانية الى فشل المفاوضات حول الرهائن. وتقول ان مقتل اربعة من الرهائن الخمسة بدأ يطرح اسئلة صعبة حول الطريقة التي ادارت بها بريطانيا عملية التفاوض مع الجماعة الشيعية، التي تطلق على نفسها اسم quot;اصحاب الحقquot;، وهي مجموعة منشقة عن جيش المهدي التابع لرجل الدين العراقي مقتدى الصدر.

وتذكر التايمز بأن وزارة الخارجية البريطانية ظلت طوال سنتين ترفع شعار انها تفعل كل ما بوسعها من اجل ضمان الافراج عن بيتر مور خبير تكنولوجيا المعلومات المحتجز. وتضيف ان الخارجية حذرت الصحف البريطانية من الآثار السلبية للتغطية الاعلامية المكثفة للموضوع، حتى لا تؤثر على سير مفاوضات اطلاق سراحه مع حراسه الخمسة.

ندى، رمز الضحايا

ومن العراق الى ايران حيث تخرج التايمز بتغطية لتداعيات الاحداث السياسية في ايران تحت عنوان: المزيد من الاحتجاجات في طهران في الذكرى الاربعين. وتقول الصحيفة ان مؤيدي زعماء المعارضة الرئيسيين في ايران سيخرجون الى شوارع طهران الخميس، وهم معبأون بروايات عن حالات تعذيب تعرض لها معتقلون في سجون ايرانية احتجزتهم السلطات الامنية في اعقاب الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها العاصمة الايرانية ومدن رئيسية اخرى بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية المختلف عليها، والتي جرت في الثاني عشر من يونيو/حزيران الماضي، وفاز بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بولاية ثانية، لكن المعارضين يرفضونها.

وتذكر الصحيفة بأن اقامة تأبين في الذكرى الاربعين لمقتل 20 محتجا ستسيطر عليه صورة الشابة الايرانية القتيلة ندى سلطان، التي سقطت مضرجة بدمائها في العشرين من الشهر نفسه،

وتقول التايمز ان السلطات الايرانية رفضت طلبا قدمه زعماء المعارضة للحصول على ترخيص لاقامة التأبين في المصلى الكبير، وهي ساحة ضخمة مخصصة للصلاة تتسع لنحو مئة الف مصل، وهو ما دفع المعارضة الى تنظيم مظاهرات في تسعة مواقع على الاقل في انحاء طهران.