محمد خاتمي يدين quot;الجرائمquot; ضد المعتقلين

طهران:قال شاهد ان محتجين ايرانيين مؤيدين للاصلاح اشعلوا النيران في صناديق القمامة في شارع بوسط طهران يوم الخميس حين حاولت الشرطة منعهم من التوجه الى مكان احتفال محظور لاحياء ذكرى قتلى اضطرابات الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي.

وقال الشاهد quot;احرق المحتجون العديد من صناديق القمامة في شارع تخت تافوس. يوجد في المنطقة المئات من رجال الشرطة لمنعهم من التوجه الى المصلى.quot;أصيب عدد من المتظاهرين الايرانيين من أنصار المرشحين الخاسرين الى الانتخابات الرئاسية مهدي كروبي ومسير حسين موسوي، في صدامات مع الشرطة التي فرّقت تظاهرة نفذها المئات جنوب العاصمة طهران، وذكرت محطة quot;العالمquot; الايرانية الرسمية الناطقة باللغة العربية، ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية فرّقت مئات المتظاهرين الذين شاركوا في تظاهرة quot;غير مرخصةquot; في محيط مقبرة جنة الزهراء جنوب طهران.

وأضافت المحطة ان صدامات بين الشرطة والمتظاهرين وقعت، ما أدى الى اصابة عدد من المشاركين الذين تجمعوا بمناسبة مرور 40 يوما على مقتل عدد من التظاهرين في أعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو الماضي وفاز فيها محمود أحمدي نجاد. وكان المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الداخلية الايرانية محمود عباس زاده مشكيني قال الثلاثاء الماضي انه لم يتم منح أي ترخيص لأي شخص أو تنظيم سياسي في البلاد لإقامة مظاهرات او تجمعات.

وأضاف عباس زاده مشكيني، ان كروبي وموسوي قدما طلبا لإقامة تجمّع في مصلى طهران، وان بعض الاحزاب قدمت طلبا لتنظيم مظاهرات احتجاجا على الممارسات quot;الشيطانية لبعض وسائل الاعلام التابعة لوكالات استخبارات نظام الهيمنة وأعداء الشعب الايرانيquot;، التي قال انها سعت الى زرع الشبهات والشكوك وزعزعة ثقة الشعب، وشدّد على ان المواطنين يطالبون بالامن والهدوء في البلاد، ناصحا الجميع برعاية القانون وحقوق الشعب.

وكان أفاد شهود عيان أن الشرطة الايرانية طلبت من زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي الذي وصل بعد ظهر الخميس إلى مقبرة بهشت الزهراء لتحية ضحايا التظاهرات الأخيرة، مغادرة المكان فورًا. وبحسب الشهود فإن مير حسين موسوي نجح في الخروج من سيارته وسلوك الممر المؤدي إلى قبر ندا اغا سلطان، الشابة التي قتلت بالرصاص في 20 حزيران / يونيو وأصبحت رمزًا للاحتجاحات.

وقال شاهد quot; لكنهم لم يسمحوا له بتلاوة الايات القرانية كما هي العادة في هذه المناسبة وتم تطويقه مباشرة من شرطة مكافحة الشغب التي ردته إلى سيارتهquot;. واضاف quot; كان الناس يهتفون يا حسين، مير حسين والله اكبر quot;. وتابع quot; في الوقت نفسه طوق المتظاهرون سيارته كي لا يغادر المكان، فبدأت الشرطة بدفع المتظاهرين، وبعدها غادر موسوي quot;. هذا ورشق متظاهرون ايرانيون بالحجارة عناصر الشرطة الذين طوقوا المعارض مهدي كروبي.

ونظمتالمعارضة الإيرانية اليوم مراسم صامتة إحياء لذكرى من سقطوا خلال المواجهات مع قوات الأمن الإيرانية في التظاهرات التي اعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وكان مير حسين موسوي ومهدي كروبي قد طلبا من السلطات السماح بتجمع اليوم في أكبر مساجد طهران، الذي يتسع لعشرات الآلاف لكن السلطات رفضت السماح لهما بذلك. وبدأ عناصر الشرطة الايرانية الذين انتشروا بكثافة استخدام الهراوات لتفريق نحو 500 شخص اتوا لتحية الضحايا الذين سقطوا في التظاهرات الاحتجاجية بعد الانتخابات.

وأكد شهود عيان أن الشرطة ألقت القبض على أشخاص تجمعوا في المقبرة، وقال شاهد لوكالة رويترز quot; تجمع مئات حول قبر ندا أغا سلطان احياء لذكراها هي وضحايا اخرين... اعتقلت الشرطة بعضهم... ووصلت أيضا قوات الامن وهي تحاول الان تفريق الحشد .quot;

وأفاد شهود في وقت سابق ان أعدادًا كبيرة من رجال شرطة مكافحة الشغب انتشروا عصر اليوم في مقبرة بهشت الزهراء. وقال شاهد ان quot;نحو 150 شرطيًا من رجال مكافحة الشغب انتشروا داخل المقبرة واغلقت الشرطة ثلاثة ممرات مؤدية الى قبور الضحاياquot;. واضاف ان quot;ما بين ثلاثين الى اربعين شخصًا يتواجدون حول قبر ندا اغا سلطانquot; التي قتلت برصاصة في طهران في العشرين من حزيران/يونيو خلال تظاهرة احتجاج على اعادة انتخاب احمدي نجاد.

موسوي في تجمع في طهران يوم 15 يونيو 2009

وقرر المرشحان التوجه الى مقبرة quot;بهشت الزهراءquot; جنوب العاصمة الخميس في الساعة 16:00 (13:30 تغ) بمناسبة اربعينية مقتل عدة اشخاص خلال تظاهرة العشرين حزيران/يونيو العنيفة. ودفن معظم المتظاهرين القتلى في quot;بهشت الزهراءquot;. وقتل ثلاثون شخصًا في تلك التظاهرات حسب لجنة برلمانية حققت في مصير المعتقلين. وافادت الصحف المحلية ان والدة الفتاة ندا سلطان التي قتلت في العشرين من حزيران/يونيو بالرصاص وتحولت الى رمز حركة الاحتجاج، ستزور المقبرة.

وكان شريط الهواة الذي بث على الانترنت حول مقتل الفتاة شوهد في جميع انحاء العالم. وفي تعليق جديد على هذه الحادثة اتهم الجنرال عبد الله الراقي قائد وحدة محمد رسول الله في حرس الثورة المكلف امن العاصمة، اعداء البلاد بالتخطيط لتلك الجريمة. وقال الضابط لصحيفة سرمايه ان quot;هذا الحادث وقع في شارع صغير كانت قوات الشرطة والباسيج (الميليشيا الاسلامية) غائبة عنه. وتدل الطريقة التي صور بها على انه كان مخططًاquot; من اعداء البلاد.

من جهة اخرى اعلن الناطق باسم اللجنة البرلمانية حول المعتقلين كاظم جلالي ان 250 شخصًا ما زالوا في السجن -- من اصل مئات الموقوفين --، بينهم خمسون شخصيات سياسية، كما افادت الصحف الخميس. وكان المدعي العام في إيران قربان علي دوري نجف ابادي اعلن الاربعاء انه سيفرج عن قسم كبير من المساجين بحلول الجمعة بينما افرجت السلطات الثلاثاء عن 140 منهم.

أنصار المعارضة خلال اشتباك مع الشرطة الإيرانية في 13 يونيو 2009

من جانبها اعلنت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (ايرنا) ان حوالى عشرين quot;مشاغباquot; سيحاكمون اعتبارًا من السبت بتهمة المس بالامن القومي. واعلنت نيابة طهران في بيان انهم اتهموا quot;بشن هجوم مسلح على مراكز عسكرية ومبانٍ عمومية وباضرام النار فيها وخلق اجواء من الخوف واقامة علاقات مع الاعداءquot;. واضاف البيان الذي نشرته الصحف الخميس quot;لدينا صور هؤلاء الناس وهم يرتكبون تلك الجرائمquot;.

من جانبه، اقر قائد الشرطة بوقوع تجاوزات خلال التظاهرات. وقال اسماعيل احمدي مقدم الذي نقلت تصريحاته وكالة مهر ان quot;بعض الشرطيين تصرفوا بقسوة خلال الاحداث وكبدوا الناس خسائر (جسدية ومادية) بمطاردة المشاغبينquot;. وعلاوة على انتقادات المعارضة يتعرض الرئيس ايضا الى انتقاد اصدقائه المحافظين لانه تاخر في تنفيذ امر المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي باقالة نائبه الاول.

وفي النهاية استقال اول نائب الرئيس الذي تعرض لانتقادات لانه اعتبر ان إيران quot;صديقة الشعب الاسرائيليquot;. لكن الرئيس عينه بعد ذلك مدير مكتبه الامر الذي اثار احتجاجات معسكر المحافظين. ويفترض ان يصادق المرشد الاعلى على انتخاب احمدي نجاد خلال حفل في الثالث من اب/اغسطس قبل آدائه اليمين امام البرلمان في الخامس من اب/اغسطس.

واشنطن quot;قلقةquot; لاستخدام الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين

من جهة اخرى، اعربت وزارة الخارجية الاميركية عن quot;قلقهاquot; للجوء الشرطة الايرانية الى القوة لتفريق انصار المعارضة. وقال المتحدث باسم الوزارة ايان كيلي quot;اعتقد انه من المقلق ان نرى القوات الامنية تستخدم القوة لانهاء تظاهرة تأبينيةquot;.

واضاف quot;نحن نقف الى جانب الشعب الايراني الذي يسعى الى ممارسة حقه العالمي في حرية التعبير عبر التظاهر سلمياquot;.