أتلانتا:كشف استجواب عضوين غربيين من خلايا القاعدة، أن أهداف التنظيم مازالت تنحصر في هجمات توقع أعداداً كبيرة من الضحايا، وسط تغير في الإستراتيجيات، ويجري تدريبات على عمليات الاقتحام والاختطاف واستخدام كواتم الصوت، فيما قد يعد دلالة على تطوير الحركة الإرهابية لبرنامج اغتيالات بالاستهداف. وسلطت إفادات الأميركي، براينت نيل فيناس، أمام محققين بلجيك، في مارس/آذار الفائت، الضوء على أجندة وبرامج تدريبية مثيرة ومرعبة، في آن واحد، للتنظيم.

ويشار إلى أن فيناس اعتقل في باكستان أواخر عام 2008، بعد مزاعم تلقيه تدريبات في مخيمات القاعدة في مناطق الحدود الأفغانية الباكستانية. في يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد تسلميه للولايات المتحدة، أقر بتهم التأمر لقتل مواطنيه الأميركيين، وتقديم الدعم لمنظمة إرهابية أجنبية، وتلقي تدريبات، تماثل التدريبات العسكرية، على أيدي منظمة إرهابية أجنبية. وأكد، خلال استجوابه من قبل محققي مكتب التحقيقات الفيدرالية، أنه سافر إلى باكستان للانضمام للقاعدة في مهاجمة وقتل القوات الأميركية في أفغانستان، حيث تطوع لتنفيذ هجمات انتحارية.

واكملت الـ quot;سي. ان. انquot; في تقرير لها انهوبعد قليل من اعتقاله، أعلنت حالة الاستنفار القصوى في وسائل النقل العام في مدينة نيويورك، بعد أن أشارت مستندات مدع عام بلجيكي، إن فيناس قدم تفاصيل كاملة عن نظام شبكة المواصلات تلك. وكشف خلال استجواب محققين بلجيك له أنه التقى عدداً من أعضاء جماعة بلجيكية-فرنسية، أثناء تلقيه التدريبات العسكرية في مناطق القبائل في باكستان، من بينهم وليد عثماني، فرنسي 25 عاماً، تعتقله السلطات الفرنسية، بتهم التآمر الجنائي بهدف بهدف القيام بعمل إرهابي.

وسلطت المدة التي أمضاها فيناس وعثماني في التدريب بمعسكرات القاعدة في باكستان، الضوء على أسلوب التأقلم من أجل الحياة الذي انتهجه التنظيم بعد هجمات 11/9 في 2001، على الولايات المتحدة، ومواصلتها النشاط في مرتفعات باكستان النائية. ووفرت نظرة من الداخل للهيكل التنظيمي للقاعدة، وبرامجها التدريبية، والتدابير الوقائية التي تبنتها لتخفيف تأثير الضربات الصاروخية للجيش الأميركي.

وتشير تلك الإفادات إلى قدرة القاعدة على التأقلم والالتزام بنهج سياساتها بشن هجمات على الغرب بتركيز أولوياتها على ضرب وسائل النقل الجماعي، كما كشفت عن برنامج تدريبي جديد للهجمات، يعتمد فيه التنظيم على اقتحام المساكن وتنفيذ اغتيالات بالاستهداف.

وفيما يقول مسؤولو الاستخبارات الأميركية أن الضربات الصاروخية، وتسدد بواسطة طائرات دون طيار، نجحت في تحجيم قدرات التنظيم منذ نهاية العام الماضي، إلا أن تلك الإفادات تقول إن التنظيم نجح في حماية ومواصلة برنامجه التدريبي باقتصاره على منشآت أصغر حجماً في وزيرستان.

ورغم تقلص حجم تلك المعسكرات إلا أنها مازالت توفر نطاق واسع ومختلف من التدريبات للمجندين، والتركيز على كيفية صنع المتفجرات، وبعضها معقد للغاية، فيما قد يعد مؤشر على استمرار الخطر الهائل الذي تمثله القاعدة.

وفندت استجوابات العنصرين ما يعتقد بانكماش هائل في عدد مجندي الحركة، نظراً لاستهداف بعض الدول الإسلامية للمنظمات المتشددة، بالإشارة إلى كم هائل من العناصر المتشددة في الغرب والدول الإسلامية، ممن لديهم الرغبة في الانضواء تحت لواء القاعدة. ورغم قدرة الحركة على استبدال الخلايا التي تقتل أو تعتقل بمجندين جدد، أكدت تلك الإفادات أن القاعدة ربما تواجه أزمة قيادات، نظراً للصعوبة البالغة في إيجاد بديل لمدرب عسكري بارز أو قيادي مهم.

وتدل بعض تقارير متناقلة إزاء توجه القاعدة لنقل بعض قياداتها إلى مناطق أكثر أمناً داخل المدن الباكستانية أو إلى اليمن أو الصومال، على نجاح الضربات الصاروخية التي يوجهها الجيش الأميركي للمناطق الحدودية. وتؤكد تلك إفادات فيناس وغيرهم بأن هدف التدريبات التي تقوم بها القاعدة واحد، وهو تسديد ضربات على غرار 11/9.