بغداد: استقبل رئيس الوزراء العراقي ممثلين عن جماعة عصائب اهل الحق التي تبنت خطف البريطانيين الخمسة وتنفيذ العديد من الهجمات ضد القوات الاميركية بعد ان اعلنوا رسميا وقف العنف. وقال علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة في مؤتمر صحافي مشترك الاحد بعد لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي quot;ترحب الحكومة العراقية باعلان عصائب اهل الحق، بدعم العملية السياسية ونبذ العنف ودعم جهود الوحدة الوطنيةquot;.

واضاف في تصريحات نقلتها قناة العراقية الحكومية quot;تم الاتفاق على حل المشاكل العالقة خصوصا ملف المعتقلين ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين، وليس عليهم اي ادلة جنائيةquot;. وكانت الجماعة اعلنت في اذار/مارس انها على استعداد لاطلاق سراح البريطانيين الخمسة الذين اختطفوا في 2007 لقاء اطلاق سراح عشرة من قادتهم المحتجزين في السجون الاميركية.

ومنذ ذلك التاريخ ظهر ان اربعة من البريطانيين الخمسة قتلوا في حزيران/يونيو الماضي، وسلمت جثتين الى السلطات البريطانية في العراق، وتم التعرف اليهما. والجثتان تعودان لاثنين من الحراس الشخصيين هما جيسون كريسويل (39 عاما) وجنسون سوندرهيرست (38 عاما)، وتبين انهما قتلا باطلاق نار. وفي نهاية تموز/يوليو اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لعائلات الحارسين الشخصين الاخرين آلان ماكمني واليك مكلاكلان بانهما quot;قتلا على الارجحquot;.

وقال الشيخ هادي الدراجي وهو قيادي في عصائب اهل الحق، وكان مسؤول اللجنة الاعلامية للتيار الصدري سابقا quot;تمت مناقشة هذه المسالة مع رئيس الوزراء وايضا مناقشة بعض الاوضاع العالقة، وخاصة المعتقلين الموجودين في السجون العراقية والاميركيةquot;. وقد اطلق سراح الدراجي ضمن الصفقة في 27 تموز/حزيران الماضي وهو رابع مسؤول في هذه الجماعة يطلق مؤخرا.

واضاف quot;سيكون هناك دعم للحكومة العراقية ودعم للمسيرة العملية السياسية في البلاد ايمانا منا بان العراق في وضع تغييري وفي المسار الصحيح خاصة كما قلنا بعد مطالبة الحكومة العراقية بقانون الحوار الوطني ومسالة المصالحة الوطنية، وسيادة العراق ارضا وشعباquot;. واكد الدراجي quot;ان المقاومة لم توجه ضد العراقيين ولم تلطخ ايديهم بدماء العراقيينquot;.

واضاف quot;ما دام الحكومة تطرح سيادة العراق، هذا هو مطلب المقاومةquot;. ولا يزال بيتر مور الخبير من شركة quot;بيرينغ بوينتquot; للادارة العاملة لحساب الحكومة الاميركية، الذي خطف مع اربعة من حراسه الشخصيين من قبل اربعين مسلحا يرتدون زي الشرطة من داخل احد المباني التابعة لوزارة المالية في 29 اذار/مارس 2007، على قيد الحياة.

وهذه المنظمة يقودها الشيخ قيس الخزعلي الذي لا يزال محتجزا في سجن كروبر الذي تديره القوات الاميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي. يشار الى ان هذه الجماعة متهمة كذلك بهجوم 20 كانون الثاني/يناير 2007 على القوات الاميركية. وكانت جماعة مسلحة ترتدي زي الجيش الاميركي وتحمل بطاقاتهم داهمت مركزا امنيا في محافظة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) وقتلت جنديا اميركيا واختطفت اربعة اخرين عثر عليهم قتلى بعد ذلكquot;.

وكانت لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية قالت في الاول نسيان/ابريل الماضي ان الحكومة تجري حوارات في إطار المصالحة الوطنية مع كل من يؤمن بالعملية السياسية على أن يلقي السلاح، ويعمل ضمن الدستور العراقي والقوانين، ويتخلى عن العنف وحمل السلاح. واختارت هذه اللجنة التي يرعاها المالكي مجموعة من الجماعات المتمردة الشيعية والسنية والمتطرفة المستعدة للتخلي عن سلاحها، لقاء العفو عنها.