الخرطوم: قال متمردو دارفور يوم الاثنين انهم اشتبكوا مع الجيش السوداني في منطقة جنوب كردفان المنتجة للنفط في أحدث علامة على محاولات المتمردين مد صراعهم الى أجزاء أخرى من السودان. وقالت حركة العدل والمساواة المتمردة ان قواتها خاضت قتالا بعد ان نصب لها الجيش كمينا قرب ظهر الاحد بالقرب من بلدة بابانوسا مما أسفر عن سقوط عدد غير معلوم من القتلى.

وأكد عضو بارز بقبيلة المسيرية العربية التي تهيمن على المنطقة وقوع اشتباك لكنه قال ان القوات الحكومية انتصرت وتسيطر الان على المنطقة. ولم يتسن الوصول الى أحد من القوات المسلحة السودانية للتعليق. وقد تشعر السلطات السودانية بالقلق من اي مؤشر على قيام حركة العدل والمساواة بتحرك جديد من دارفور صوب كردفان وهي منطقة بها الكثير من التوترات العرقية والشكاوى من اهمال الحكومة وهي نفس الاسباب التي فجرت صراع دارفور المستمر منذ ست سنوات.

وهذا القتال هو أول اشتباك مؤكد بين حركة العدل والمساواة والقوات البرية التابعة للحكومة السودانية خلال اكثر من شهرين. وكان من المقرر أن تستأنف الحركة مناقشاتها المتعثرة مع حكومة السودان هذا الشهر والتي تهدف الى تمهيد الطريق لاجراء محادثات للسلام.

ويحاول وسطاء من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ضم قوى متمردة أخرى الى المفاوضات. وقال خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة لرويترز بهاتف يعمل بالقمر الصناعي ان قوة كبيرة من الحركة كانت تتحرك في أنحاء المنطقة وتزور ما وصفه بمواقع عسكرية تابعة للحركة حين تعرضت للهجوم.

وأضاف ابراهيم أن جيشه كان في مهمة ادارية حين نصب له الجيش السوداني الكمين وقال ان قوات الحركة دمرت الكثير من عرباته وقتلت عددا كبيرا من أفراده. وقال ابراهيم ان قوته كانت تزور مواقع ثابتة لحركة العدل والمساواة في جنوب كردفان يحرسها مجندون محليون.

وتابع أن حركة العدل والمساواة حركة وطنية وليست مجرد حركة لدارفور وأشار الى أن الحركة تقاتل من اجل المهمشين وشعب كردفان مهمش ايضا. وصرح مسؤول في قبيلة المسيرية طلب عدم نشر اسمه بأنه ليست هناك مواقع مهمة لحركة العدل والمساواة في المنطقة.

وقال quot;كانت هناك مجموعات صغيرة من حركة العدل والمساواة تتجول في هذه المنطقة. دار قتال بين القوات الحكومية وحركة العدل والمساواة. الوضع الان تحت سيطرة الحكومةquot;. وذكرت مصادر بالامم المتحدة أن تقارير أفادت بقصف طائرات انتونوف حكومية قوة من المسلحين قرب هاسكانيتا وهي مستوطنة بشمال دارفور قريبة من حدود كردفان قبل ذلك بيومين يوم الجمعة.

وكانت حركة العدل والمساواة واحدة من جماعتي تمرد رئيسيتين حملتا السلاح ضد حكومة السودان عام 2003 وطالبتا بتمثيل أفضل لمنطقة دارفور واتهمتا الخرطوم باهمال تنميتها. وحشدت الخرطوم ميليشيات معظمها عربية لسحق التمرد وشنت حملة تصفها واشنطن ونشطاء بالابادة الجماعية. وتنفي حكومة السودان هذا الاتهام وتتهم وسائل الاعلام الغربية بالتهويل من شأن الصراع.

وتتفاوت تقديرات القتلى من عشرة الاف وهو العدد الذي ذكرته الخرطوم الى 300 الف وفقا للامم المتحدة. وتقول حركة العدل والمساواة التي اشتبكت مع الجيش من قبل في كردفان انها تقاتل من أجل نظام حكم اكثر عدالة في أنحاء السودان. وكانت قواتها التي يقول السودان انها مدعومة من تشاد المجاورة قد هاجمت ام درمان على مشارف الخرطوم في مايو ايار 2008 .