القاهرة: تباينت الاراء حول تصريحات قادة حركة التحرير الوطني (فتح) بشأن تمسك الحركة بخيار المقاومة، اذ رأى البعض انها تصريحات quot;للاستهلاك الاعلامي فقطquot;، بينما اكد آخرون ان المقاومة quot;خيار فتحاوى اصيلquot;، وان البرنامج السياسي الجديد للحركة سيحافظ على هذا الخيار وان بدا متأزما فى السنوات الاخيرة .

وكان زعيم حركة (فتح) الرئيس محمود عباس قد اكد فى خطاب القاه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام السادس للحركة الذي انطلق صباح أمس (الثلاثاء) quot;إن التمسك بخيار السلام والمفاوضات لا يعني الوقوف عاجزين أمام الانتهاكات الإسرائيلية للسلام، وسنبقي نعتمد السلام مع الاحتفاظ بالحق في المقاومة المشروعة التي يكفلها المجتمع الدوليquot;، داعيا إلى التوافق فلسطينيا على تحديد أشكال المقاومة وتوقيتها بشكل مناسب .

بينما قال رئيس الكتلة النيابية لفتح عزام الاحمد، إن حركته لن تسقط بند الكفاح المسلح من برنامجها السياسي الجديد الذى ستناقشه خلال المؤتمر العام .

وفى هذا السياق، قال المحلل الفلسطيني عبدالقادر ياسين، إن انعقاد مؤتمر فتح فى الاراضى الفلسطينية التى تحتلها اسرائيل يعنى ان المؤتمر لن يسفر عن اى قرارات تخرج عن شروط المحتل الاسرائيلي، معتبرا تصريحات الرئيس عباس عن المقاومة quot;ملتبسةquot; ويقصد بها quot;الاستهلاك المحليquot;.

وأضاف ان عباس تحدث عن quot;المقاومة المشروعة التى يكفلها المجتمع الدوليquot;، وهو بذلك يهدف الى ارضاء الجميع اذ يعتقد انه بهذه التصريحات انه لا يغضب الاسرائيليين quot;لانها مقاومة مشروعةquot; لا تتضمن الكفاح المسلح كما لا يغضب quot;راديكاليي فتحquot; لانه لم يسقط خيار المقاومة وفى الوقت نفسه لا يجعل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تأخذ عليه شيئا .

واستبعد ياسين امكانية ان يلجأ عباس الى المقاومة المسلحة، متسائلا باستنكار : كيف يتحدث الرئيس عن المقاومة وهو يلقى باكثر من الف مقاوم فى سجون الضفة الغربية، فى اشارة الى كوادر حركة حماس المعتقلين من قبل السلطة الفلسطينية فى الضفة .

ورأى ان التزام الرئيس عباس بخارطة الطريق التى تنص فى بنديها الاول والثاني على quot;تفكيك البنى التحتية للارهابquot;، والتى يقصد بها ضمنا قوى المقاومة تمنعه من تنفيذ خيار المقاومة الذى تحدث عنه .

فى المقابل، اعتبر الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات السياسية ان المقاومة quot;خيار فتحاوي اصيلquot;، وان البرنامج السياسي للحركة فى مؤتمرها العام الحالي ينص على الحفاظ على خيار المقاومة الذى تقره الشرعية الدولية بكل الوسائل .

واوضح ان تصريحات قادة فتح تعكس نوعا من النضج السياسي اذ اكدوا تمسكهم بالسلام والمفاوضات مع عدم التخلى عن المقاومة، مضيفا انهم لم يقولوا ان المقاومة المسلحة هى السلاح الوحيد بل تحدثوا عن المعنى الشامل للمقاومة .

ورهن لجوء فتح الى استخدام اسلوب الكفاح المسلح بملائمة الظروف السياسية وقدرة الشعب الفلسطيني على المواجهة، موضحا ان الظرف الحالى لا يسمح بالكفاح المسلح ضد اسرائيل بل انه ذهب الى اكثر من ذلك قائلا ان المقاومة المسلحة تمثل ضررا للفلسطينيين فى الوقت الراهن.

ومضى يقول انه رغم انسداد افق المفاوضات السياسية مع اسرائيل إلا ان هناك خيارات اخرى امام السلطة الفلسطينية من بينها اعلان الدولة من طرف واحد او تبني خيار دولة ثنائية القومية، معتبرا ان خيار المقاومة فى الظرف الحالى quot;مأزوماquot; اذ يمر بأزمة عميقة حتى من قبل حماس التى تنادى دائما به.