لندن: بعد 200 يوم للرئيس الأميركي باراك اوباما في الحكم، تنشر صحيفة الاندبندنت تحليلا طويلا لروبرت كورنويل الذي يكتب عما سماه quot;محاولة اوباما لانجاز التوقعات المستحيلةquot;. ويقول الكاتب انه على الرغم من الاهتمام القليل نسبيا للاعلام في هذا التاريخ مقارنة بالايام المئة الاولى quot;فان المزاج العام حيال الرئيس الاسود الاول في تاريخ الولايات المتحدة قد تغيرquot;.

وتتابع الصحيفة بالقول ان quot;شهر عسل اوباما قد انتهى، فبينما كان قد بدا كل شيء ممكن في الربيع الماضي، فان الواقع يدل على ان توقعات اليوم الاول كما توقعات اليوم المئة لم تكن واقعية، فالرئيس قد يكون يتمتع بكاريزما، ولكن حتى لو كان للسياسي ما يجمعه بنجم لموسيقى الروك فهو يبقى سياسياquot;.

ويقول كورنويل ان quot;اوباما المرشح كغيره من المرشحين الذين سبقوه دعا ووعد بتغيير الطريقة التي يجري فيها العمل في واشنطن، ولكنه في النهاية اصطدم بواقع نظام سياسي تحكم فيه اللوبيات صحابة المصالحquot;، الا انه يضيف ان الوضع الخارجي مختلف اذ لا يزال التفاؤل مخيما وبخاصة مع اعتماد خط سياسي جديد ومنفتح انعكس تحسينا لصورة الولايات المتحدة في الخارج.

ولكن الصحيفة تضيف ان ذلك لا يكفي لان الناخب الاميركي لا ينتخب على اساس السياسة الخارجية بل لاسباب داخلية. ويفصل الكاتب المجالات التي يبني عليها رأيه والتي يعتقد ان اوباما لم يتمكن حتى الآن من احداث اي خرق فيها كما كان قد وعد خلال حملته.

ففي المجال الاقتصادي، على الرغم من خطة الانعاش التي بلغت قيمتها 787 مليار دولار، فان ثمارها لم تكن على مستوى التوقعات لان المشكلة الآن هي في كيفية رد هذا الدين الكبير دون رفع الضرائب او تخفيض الميزانية في مجالات قد لا ترضي الكثيرين.

اما على صعيد السياسة الخارجية، يقول كورنويل ان هناك تغيير واضح قد طرأ عليها مع تسلم اوباما، وبخاصة حيال كوريا الشمالية وتحويل الانظار من العراق الى افغانستان واعتماد سياسة نقدية حيال اسرائيل. الا انه يضيف بأن ذلك لا يكفي قبل ان تعطي ايران اشارات بأنها مستعدة للتخلي عن ذراعها الحديدية.

وعلى مستوى المناخ، تصف الصحيفة سياسة اوباما بالايجابية مقارنة بما كانت عليه في فترة حكم بوش، لكن الصحيفة تذكر انه لم يتم انجاز اي شيء حتى الآن ولا يمكن الجزم في هذا المجال قبل ان يصوت الكونجرس على ما يعرف بقانون الانبعاثات، ففي حال نجح اوباما يالحصول على موافقة السلطة التشريعية على هذا القانون قبل نهاية العام فيكون قد حقق انجازا.

وفي مجال الرعاية الصحية التي تعتبر من اكثر الملفات الشائكة فعلى الرغم من اهميته، لقد تراجع الى المرتبة الثانية مقارنة باولوية معالجة الازمة الاقتصادية، وهناك الكثير من الشكوك حيال امكان تحقيق خرق جدي في اصلاح نظام الرعاية الصحية بسبب التعديلات التي قد تدخل عليه من اجل تقبله من قبل الجمهوريين في الكونغرس والديمقراطيين الذين يعارضون صيغته الحالية، حسبما تقول الصحيفة التي تشير الى ان التعديلات قد تفرغ مشروع القانون من محتواه.

وفي النهاية، في ما يتعلق بطريقة العمل في واشنطن ووعد اوباما بتغييرها يقول كورنويل انه على الرغم من الابتعاد عن الطريقة التي كانت تدار فيها الامور خلال فترة حكم بوش الا انه من غير المتوقع ان يتمكن اوباما من تغيير الثقافة السياسية في واشنطن وبخاصة الطريقة التي يعمل بها الكونغرس.

واشنطن و quot;الارهابquot;

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جون برينان، كبار مستشاري اوباما لشؤون مكافحة الارهاب رفضه quot;للحرب الشاملة على الارهابquot;. برينان الذي كان ضابط استخبارات في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية والذي كان مقربا من ادارة بوش في المرحلة الاخيرة قال ان quot;سياسات بوش كانت في الكثير من الاحيان تتناقض مع المبادئ الامريكية ما ادى الى وضع البلاد في خطر من جهة وبافتعال حرب شاملة على الارهاب خدمت نظرة تنظيم القاعدة الى الصراعquot;.

وقال برينان في خطاب القاه في واشنطن ان الفرق الرئيسي بين بوش واوباما هو ان quot;الاول كان يقسم العالم بين من مع الولايات المتحدة ومن ضدها بينما يعتمد الرئيس الحالي خطا حواريا مع العديد من الجهاتquot;. واعتبر برينان انه quot;يجب معالجة الاسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ينمو فيها الارهاب لان هذه الاسباب في حال استمرت بالوجود فسوف تبقى المنظمات الارهابية قادرة على التجنيدquot;.

على صعيد آخر، ولكن كذلك في مجال ما يسمى بـ quot;الحرب على الارهابquot;، قال قائد القوات البريطانية في افغانستان الجنرال ديفيد ريتشارد في مقابلة خاصة مع صحيفة التايمز ان quot;الوجود البريطاني في افغانستان قد يستمر لثلاثة او 4 عقود.

واضاف ريتشارد انه قد يتم تخفيض عدد الجنود البريطانيين الـ9 آلاف الموجودين الآن في افغانستان، لكنه اعتبر انه quot;من غير الممكن التفكير بسحب قوات حلف شمال الاطلسي من هذه البلاد لاسباب عدة اهمها اصلاح نظام الامن وتأهيله ودعم التنمية وما يعرف بـquot;الحاكميةquot; .

ماذا بعد محسود؟

على صعيد آخر، تطرقت الصحف البريطانية بشكل مسهب الى قضية quot;مقتل بيت الله محسود زعيم حركة طالبان في المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستانquot;. واختارت صحيفة الغارديان عنوانا يتطرق الى مستقبل المسلحين في باكستان اذ سألت: quot;ماذا عن المجموعات المسلحة في باكستان بعد مقتل بيت الله محسود؟quot;

وفي تقريره عن هذا الموضوع يسأل ديكلان وولش مجموعة من الاسئلة هي: quot;هل انتهت حركة طالبان؟quot;، quot;ما هو تأثير محسود على الحرب في افغانستان؟quot;، quot;ماذا يعني ذلك بالنسبة للانتخابات الافغانية المقبلة؟quot;، quot;من سيقود طالبان في باكستان؟quot;، quot;هل ستزداد الضربات من طائرات امريكية بدون طيار؟quot;، quot;هل يسهل ذلك اعتقال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن؟quot;، واخيرا يسأل ما اذا كان الجيش الباكستاني سيكمل عمليته العسكرية واسعة النطاق في اقليم وزيرستان.

بالاضافة الى هذه الاسئلة والاجابة عليها، كتب وولش كذلك نبذة عن محسود البالغ من العمر 39 عاما والذي quot;تمكن لوحده من المس باستقرار دولة نووية هي باكستانquot;. ويصف وولش مقتل محسود بمقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي عام 2006.

كرزاي والفساد

من ناحية اخرى، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الافغانية عالجت الديلي تلغراف موضوع الفساد من خلال الرئيس الحالي حامد كرزاي المتهم بالفساد. وتقول الصحيفة ان quot;غنى اسرة كرزاي يغذي التمرد في البلادquot;. وتقول الصحيفة ان شقيقي كرزاي محمود واحمد والي قد جمعا ثروات كبيرة منذ استلام شقيقهما الحكم.

وتسرد الصحيفة عددا مما يتردد من المعلومات حيال الاخوين كرزاي. فبينما يتهم احمد والي كرزاي بالضلوع في تجارة الافيون، يتهم محمود كرزاي باستعمال نفوذ اخيه الرئيس من اجل بناء امبراطورية تجارية جعلت منه احد اغنى رجال افغانستان.

ولكن الصحيفة تضيف انه على الرغم من كل ذلك يبقى حامد كرزاي المرشح الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، وبخاصة بعد ان حصن موقعه بعد ان عرض على احد المرشحين وظيفة حكومية. اما عبد الله عبد الله وزير الخارجية الافغتني السابق الذي ينافس كرزاي فيقول ان لديه ما يكفي من الحظوظ للانتقال الى الدورة الثانية من الانتخابات لمواجهة الرئيس الحالي.