quot;إيلافquot;: في خطوة جديدة من شأنها أن تؤكد على تلك الإشارات التي بدأت تتحدث عنها وسائل إعلام أميركية خلال الآونة الأخيرة حول بدء حدوث انفراجة دبلوماسية على صعيد العلاقات بين واشنطن ودمشق، أزاحت اليوم صحيفة وورلد تريبيون الأميركية النقاب عن أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قامت للمرة الثانية - وفي أقل من شهرين - بإرسال وفدا ً أمنيا ً إلى سوريا مؤخرا ًبغرض حثها على إلقاء القبض على عملاء القاعدة الذين يسعون لزعزعة استقرار العراق من داخل أراضيها. وتوقع المسؤولون الذين نقلت عنهم الصحيفة تلك المعلومات حدوث ارتقاء في مستوى التعاون بين دمشق وواشنطن خلال الفترة المقبلة في أعقاب القرار الذي اتخذه البيت الأبيض بتخفيف العقوبات المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد.

وكشف المسؤولون في الوقت ذاته عن أن هذا القرار سيُمكن سوريا كذلك من استيراد أنظمة تسلح فضائية وأمنية أميركية. وأشاروا أيضا ًإلى أن إدارة أوباما قامت بتقديم قائمة بأسماء عملاء القاعدة الذين تعتقد أنهم يتخذون من سوريا مقراً لهم منذ عام 2003. وقد تم نقل هذه القائمة من جانب الوفد الأمني الأميركي الذي وصل إلى دمشق لإجراء محادثات في هذا الصدد مع القادة الأمنيين السوريين في الثاني عشر من شهر أغسطس / آب الجاري. وأوضحت الصحيفة أن هذا الوفد هو الوفد الأميركي الثاني الذي يصل إلى دمشق مبعوثا ً من قِبل الإدارة الأميركية منذ يونيو / حزيران الماضي. وذلك في الوقت الذي كان يتألف فيه معظم الوفد الأول من أعضاء بالقيادة المركزية للجيش الأميركي. ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن فيليب كراولي، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، قوله :quot; كان لدينا مخاوف منذ عدة سنوات بشأن تسلل المؤثرات الخارجية من المنطقة عبر سوريا ومن ثم إلى داخل العراقquot;.

وقال المسؤولون الأميركيون من جانبهم أن تلك القائمة الأميركية اشتملت على أسماء لعشرات العملاء التابعين لتنظيم القاعدة في العراق وكذلك عدد من الممولين المشتبه فيهم من النظام السابق للرئيس العراقي صدام حسين. كما أشار هؤلاء المسؤولين إلى أن دمشق سمحت أيضا ً بتدريب المسلحين السنة العراقيين على أراضيها. وفي غضون ذلك، أبرزت الصحيفة ما تم تداوله في بعض الصحف المحلية بسوريا مؤخراً، ومنها ما ورد بصحيفة الوطن اليومية، حيث تردد أن الولايات المتحدة سبق لها وأن طلب عديد المرات إجراء حوارات أمنية مماثلة مع المسؤولين في دمشق، لكن سوريا كانت ترفض نظرا ً لغياب العزيمة السياسية اللازمة لمثل هذا التعاونquot;.

ومضي المسؤولون للكشف عن أن الوفد الأمني الأميركي الذي وصل إلى سوريا مؤخرا ً يتألف من عدد من المسؤولين البارزين، ومنهم فريدريك هوف، ممثل المبعوث الأميركي جورج ميتشل وأحد المرشحين لشغل منصب السفير الأميركي لدى دمشق، ويترأسه اللواء مايكل مولر، من القيادة المركزية الأميركية. فيما عاودت الصحيفة لتنقل في النهاية عن كراولي، قوله :quot; أتوقع أن يتطرق جزء كبير من المناقشات مرة أخرى إلى تلك الجهود التي تبذلها سوريا حاليا ً للمساعدة في استقرار الوضع في العراقquot;.

ترجمة أشرف أبوجلالة من القاهرة