أجندة إصلاحات مثقلة تنتظر مبارك قبيل زيارته لواشنطن

محمد حميدة من القاهرة: يبدأ حسني مبارك الرئيس المصري السبت زيارة مهمة إلى واشنطن، تستغرق أربعة أيام يجري خلالها مباحثات مكثفة مع كبار المسؤولين الأميركيين على رأسهم الرئيس باراك أوباما. زيارة الرئيس مبارك quot;مهمة جدًاquot; حيث أنها الأولى للرئيس المصري لواشنطن منذ أبريل (نيسان) عام 2004 ، بعد فترة غياب دامت 5 سنوات بسبب موقف مصر من سياسة الرئيس السابق جورج بوش، ما يعكس تطورًا في العلاقات الأميركية ndash; المصرية من جهة، وتغييرًا في أولويات الإدارة الأميركية تجاه مصر ودورها الاقليمي في المنطقة من جهة أخرى، بحسب الخبراء.

ويرى الخبراء ان انعقاد القمة يعد بمثابة عودة للاعتماد على القاهرة في ملفات الشرق الأوسط المهمة مثل محاصرة إيران والصراع العربي ndash;الإسرائيلي..

وقد زادت كفة الدور المصري في الميزان الاميركي - تبعًا لهؤلاء الخبراء- مع الجهود التي تبذلها القاهرة من اجل المصالحة الفلسطينية والضغط على حركة حماس لوقف تهريب الأسلحة من سيناء لقطاع غزة، ومنعها من الحصول على المزيد من الأموال، وعلى الصعيد الايراني اتخذت القاهرة خطوات جادة في تحجيم النفوذ الايراني وانعكس ذلك في إلقاء القاهرة القبض على خلية حزب الله المعروفة والتي وجهت إليها اتهامات بالإضرار بالأمن القومي المصري وتنفيذ عمليات إرهابية على الاراضي المصرية ضد أهداف أجنبية .

كما تلاقت وجهات نظر الولايات المتحدة ومصر حيال قضية المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي المحتلة، حيث طالب الرئيس الأميركي من إسرائيل في خطابه الموجه للعالم الاسلامي في القاهرة بالتوقف عن بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وهو ما رفضته اسرائيل، وعرض الرئيس مبارك نفس الرؤية في مقاله بصحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; في رؤيته للسلام في الشرق الأوسط .

وقال جيسون برونلي أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس في معرض تعقيبه على موقف واشنطن من تعاطي القاهرة مع طهران quot;لا يبدو ان هناك رغبة لإدارة اوباما ان تخاطر بخسارة الدور المصري على صعيد هذين الملفين المهمينquot; ، مشيرًا الى ان واشنطن وتل أبيب لديهما قلق من quot;أن تقدم القاهرة على تحسين علاقاتها مع طهران قبل حسم قضية البرنامج النوويquot; ويضيف إن quot;واشنطن تريد أن يكون أي تحسن للعلاقات المصرية الإيرانية بيدها، وفي التوقيت الذي تريدهquot;. وتوقع ان يقابل الرئيس مبارك خلال القمة المنتظرة يوم الثلاثاء مطالب من نظيره الاميركي باراك اوباما بتشجيع القاهرة لعواصم العربية الأخرى على إقامة علاقات مع إسرائيل quot;تطبيع quot; . وتابع برونلي قائلا quot;من الضروري أن يحضر الرئيس مبارك لواشنطن ولديه قائمة مطالب مصرية وعربية قوية، حيث انه يتوقع ان يواجه من قبل الرئيس اوباما بقائمة من المطالب quot;.

واستبعد محللون مصريون ان تتطرق القمة الى الملفات الشائكة التي أدت لتوتر العلاقات مع الإدارة السابقة، مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والإصلاح السياسي وأوضاع الأقليات وقال أستاذ العلوم السياسية كمال حبيب quot;لا أتوقع ان تهتم القمة بتفاصيل الحياة السياسية الداخلية في مصر. او ان يضغط اوباما لتحسين حقوق الإنسان أو الديمقراطيةquot;. وأضاف لـ quot;إيلافquot; لا أتوقع ان يكون لقضايا الإصلاح السياسي في مصر مكانا في المحادثات الرسمية بين الرئيسين، ولكن من الممكن ان تثار من قبل الصحافيين الأميركيين او الأجانب في المؤتمرات الصحافية اذا عقدت وتوقع حبيب ان يتطرق الجانبان الى انتقال السلطة في مصر وتوقع ان يستمع الرئيس الاميركي لرؤية الرئيس مبارك حول هذه القضية.

انقسام قبطي

ومن المتوقع ان يكون في استقبال الرئيس المصري في واشنطن تظاهرات تأييد ومعارضة له، حيث استعدت بعض التنظيمات القبطية بالولايات المتحدة واعدت عدتها للقيام بتظاهرات ضد الرئيس مبارك بعد ان نجح تحالف من 20 منظمة بالحصول على تصريح بالتظاهر داخل حديقة البيت الأبيض، فيما قامت جمعيات ومنظمات تابعة للحكومة بحجز شوارع محيطة بالبيت الأبيض لتنظيم تظاهرات مؤيدة للرئيس مبارك . وانقسم اقباط المهجر بين مؤيد ورافض لتعليمات البابا شنودة بمنع تنظيم مظاهرات ضد الرئيس مبارك . وابرز الذين انضموا الى موقف الكنيسة مايكل منير، رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الذي كان سباقا في الدعوة لهذه التظاهرات.

موقف الكنيسة من زيارة الرئيس مبارك أثار غضب بعض الذين اعتبروا طلبها بمنع التظاهرات بمثابة تدخل من الكنيسة في السياسة، وانه لا يوجد هناك ما يـلزمها قانونًا بأن تتدخل في أي شأن سياسي.