دمشق: التزمت سورية الصمت تجاه التأجيل الذي طرأ على الزيارة التي كان ينوي الرئيس بشار الأسد القيام بها إلى إيران، ومثلما لم تُعلن عن نيّته زيارة طهران لتهنئة نظيره محمود أحمدي نجاد بإعادة انتخابه، لم تعلن أيضاً عن سبب تأجيلها إلى وقت لاحق، كما لم تحدد موعداً جديداً لهذه الزيارة.

ونقلت وسائل إعلام غير رسمية عن مصادر متطابقة أن الزيارة ستتم يوم الأربعاء المقبل وquot;ستكون قصيرةquot;، وقالت إن الطرفين السوري والإيراني لم يحددا أساساً موعداً نهائياً للزيارة، وأن ما تناقلته وسائل الإعلام غير دقيق. وكانت صحيفة (الوطن) السورية الخاصة أشارت في صدر صفحتها الأولى أمس إلى أن الرئيس الأسد سيقوم بزيارة إيران الأحد، وعادة ما تنقل الصحيفة أخبارها عن مصادر رسمية.

ورغم أن مصادر رسمية إيرانية في مكتب الرئيس نجاد أعلنت قبل أيام أن الزيارة ستتم الأحد، ثم أعلنت أمس مرة ثانية عن تأجيلها لعدة أيام، إلا أن أي مصدر رسمي سوري لم يشر إلى نيّة الأسد زيارة طهران أو يبحث في أسباب التأجيل.

وكانت وسائل إعلام سورية غير رسمية تداولت في أسباب تأجيل الزيارة، وربط بعضها التأجيل بعدم رغبة القيادة السورية أن يتم الربط بين الزيارة وبين ملف كلوتيلد ريس المواطنة الفرنسية التي احتجزت في طهران على خلفية المشاركة في التظاهرات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي أطلق سراحها بكفالة أمس. ووفقاً لمصادر مطلعة فإن الأسد سيلتقي خلال زيارته المرتقبة إلى طهران نجاد وعددا من كبار المسؤولين الإيرانيين، مع ترجيح أن يلتقي أيضاً مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.

وتعتبر هذه الزيارة للأسد إلى إيران إن تمت هي الرابعة منذ وصول نجاد إلى سدة الحكم عام 2005، وكانت آخر زيارة للرئيس السوري تمت منذ عام واستمرت يومين. ومن المعلوم أن العلاقات بين طهران ودمشق تطورت بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة، خاصة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي، وأصبحت إيران من أكبر المستثمرين في سورية، بينما أمنياً وسياسياً يؤكد كبار المسؤولين في كلا الدولتين على أن العلاقات quot;استراتيجيةquot; بينهما. وتنفي سورية أن تكون علاقتها بإيران قابلة للمساومة، كما ينفي مسؤولون سوريون أن تكون هذه العلاقة بمرحلة حرجة أو أن تفقد ألقها في المدى المنظور.