كابول: اعلن وزير الخارجية الافغاني السابق عبد الله عبد الله، المنافس الرئيسي للرئيس حميد كرزاي في الانتخابات الرئاسية في افغانستان، تصدره نتائج الاقتراع منددا بعمليات quot;تزويرquot; ارتكبها فريق منافسه.

وقال عبد الله عبد الله في لقاء quot;انا المتصدرquot; لنتائج الانتخابات مستندا الى تقارير مراقبيه في مكاتب التصويت. من جهته اعلن فريق كرزاي ايضا الجمعة فوز مرشحه من الجولة الاولى.

ويعلق عبد الله ضاحكا quot;اعتقد انهم يتحدثون عن نتيجة التصويت في القصر الرئاسي. انهم ياخذون احلامهم على انها حقيقة. لنتركهم يرفهون عنا قبل اعلان النتيجة النهائيةquot; الذي قد يحدث quot;خلال الايام القادمةquot; كما يقول.

وردا على سؤال عن مكان تركز المشاكل في ثاني انتخابات رئاسية في تاريخ افغانستان كان الرد quot;في قندهارquot; كبرى مدن الجنوب وعاصمة طالبان السابقة التي يراس مجلس بلديتها شقيق الرئيس احمد والي كرزاي القوي النفوذ.

وقد اتهم احمد والي كرزاي اكثر من مرة بالتورط في تهريب الافيون، الذي تقدم افغانستان 90% من انتاجه العالمي، الامر الذي نفاه دائما.

ورغم ان حميد كرزاي من الباشتون شانه شان سكان قندهار فان عبد الله يامل في تحقيق نتيجة مشرفة في هذه المدينة مسقط راس والده.

وندد عبد الله بquot;حشو صناديقquot; الاقتراع وquot;تهديدات لمنظمي ومراقبي الانتخاباتquot; وquot;ممثلين حكوميين يتجاوزون ويستغلون سلطتهم ضد المرشحين الاخرينquot; امام كرزاي.

واكد ان هذه المخالفات شملت جميع اقاليم الهلال الجنوب الشرقي لكن quot;ذلك كان جليا في قندهار اكثر من اي مكان اخرquot;.

وبصفة عامة اعتبر المرشح ان الانتخابات الرئاسية والاقليمية التي جرت الخميس وسط تهديدات باعمال عنف شابتها عمليات quot;تزويرquot; لكن quot;كون الناس شاركواquot; فيها رغم كل شيء يشكل quot;نجاحاquot;.

تكمن خيبة الامل الكبرى في المشاركة الجيدة جدا في الشمال لكن quot;غير المرضيةquot; في باقي افغانستان كما في كابول والجنوب خاصة حيث كانت quot;ضعيفة جداquot;. وقال آسفا quot;كنا نتوقع مشاركة كبرى لكن بسبب المناخ الامني لم يكن هذا هو الحالquot;.

ومن النقاط السوداء الاخرى التي اشار اليها مسألة quot;كفاءة واستقلالية اللجنة الانتخابية المستقلةquot; التي نظمت الانتخابات والتي ستعلن النتائج، مؤكدا انها quot;عملت خصوصا لمصلحة الرئيس المنتهية ولايتهquot;. وقد شكك ايضا مراقبون مستقلون بشدة في حيادية واستقلالية هذه اللجنة.

وبالنسبة لمشروعية الانتخابات قال عبد الله quot;لننتظر معرفة النتائجquot; مشيرا الى انه لا يخشى جولة ثانية، وقال quot;اعتقد ان نسبة المشاركة ستكون اعلى من الجولة الاولى (...) الناس ستستعيد الامل وستعمل على نجاحهاquot;.

الا انه ابدى استعداده quot;للقبولquot; بفوز كرزاي اذا كانت الانتخابات quot;نزيهةquot; وكان ذلك quot;خيار الشعبquot;.

واضاف quot;لكن كل الدلائل تشير الى العكسquot; مؤكدا انه اذا ما انتخب فان quot;الحكم والامنquot; سيكونان من اولوياته ثم الحوار مع المتمردين.

وقال quot;الالاف من الذين انضموا الى الطالبان لم يفعلوا ذلك لانهم يريدون تدمير البلاد وانما بسبب مشاكل اخرى. هؤلاء الاشخاص هم الذين اريد الوصول اليهم. اما الذين يريدون مواصلة القتال فيجب مواجهتهم وعزلهمquot;.

وردا على سؤال عما اذا كان حميد كرزاي اتصل به قال عبد الله مبتسما quot;لم يتصل بي ولم اتصل بهquot;، متذكرا لقاءهما منذ بضعة اشهر عندما عرض عليه منافسه منصب رئيس الوزراء اذا ما سحب ترشيحه.

مقاتلو طالبان يهاجمون شاحنة تنقل صناديق اقتراع

على صعيد متصل، شن مسلحون من طالبان مساء الخميس بعد اغلاق مراكز الاقتراع هجوما على شاحنة تنقل صناديق اقتراع في شمال افغانستان، فاحرقوا الشاحنة وقتلوا موظفا في لجنة الانتخابات، كما افادت الشرطة المحلية.

وحصل الهجوم بالقرب من مدخل مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ الهادئة مقارنة بالولايات الاخرى.

وقال عبد الرؤوف تاج، مساعد مدير شرطة الولاية ان quot;سيارة جيب وشاحنة عائدين من قرية سياغريد ويحملان صناديق الاقتراع من مزار الشريف، تعرضا لهجوم نفذه مسلحو طالبان الذين اطلقوا صاروخا على الشاحنة ثم احرقوها وقتلوا موظفا في اللجنة الانتخابيةquot;.

واعلنت لجنة الانتخابات الجمعة ان 11 من موظفيها قتلوا منذ بداية اب/اغسطس في هجمات نفذها متمردون.

وانتشر قرابة 120500 موظف انتخابي في انحاء البلاد لتنظيم الانتخابات الرئاسية والمحلية الخميس والتي توعدت طالبان بتخريبها.

ولكن الحكومة الافغانية والدول الغربية الراعية للانتخابات اعتبرتها ناجحة، حيث لم تتخللها اضطرابات عنيفة كما كان متوقعا.