صحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة اليوم

نضال وتد من تل ابيب: حملت الصحف الإسرائيلية كلها تقريبًا، باستثناء quot;هآرتسquot;، على الحكومة السويدية، متهمة إياها بتمويل التحقيقات الصحافية التي نشرها دوناد بوستروم في صحيفته quot;أبتونبلديتquot; بشأن سرقة أعضاء بشرية من جثث شهداء فلسطينيين. وإتفقت الصحف الإسرائيلية على أن حكومة السويد تتحمل قسطًا من المسؤولية لاعتمادها معايير أخلاقية مزدوجة وسكوتها على quot;فرية دم جديدة ضد اليهودquot;، لم تكن لتسكت عنها لو كان المقصود غير اليهود. وذهبت بعض الصحف وكتابها إلى النبش في أوراق التاريخ بحثًا عن دلائل على quot;عدم حياديةquot; حكومة السويد وشعبها خلال أيام النازية والإبادة الجماعية لليهود. وقد خرقت صحيفة هآرتس، عبر افتتاحيتها الموقف العام معتبرة أن تصريحات ليبرمان وموقفه من القضية هو ما ينتهك ذكرى ضحايا المحرقة. وتناولت الصحف أيضًا أنباء عن تقدم في الاتصالات الأميركية ndash; الإسرائيلية حول مسألة البناء في المستوطنات وقرب التوصل الى تسوية بين الطرفين. كما أبرزت قرار أحمدي نجاد بتعيين أحمد وحيدي وزيرًا للدفاع وما أثاره هذا القرار من غضب أرجنتيني لاتهام الأرجنتين للوحيدي بالوقوف وراء عملية تفجير مركز يهودي في بيونس أيريس عام 1994. وتطرقت الصحف الإسرائيلية إلى مقالة أستاذ جامعي إسرائيلي، نشرت في الصحف الأميركية ودع كاتبها على فرض المقاطعة على إسرائيل لإرغامها على القبول بمبدأ الدولتين.

يديعوت أحرونوت: السويديون وقحون... حكومة السويد ترفض استنكار المقالة

تنوعت العناوين quot;الإبداعيةquot; التي وضعتها quot;يديعوتquot; على مختلف صفحاتها لمعالجة quot;الكذب الذي تحول إلى أزمةquot;، وquot;حرية الإهانةquot; وquot;مملكة الكراهيةquot;، وغيرها من العناوين والعبارات التي هدفت إلى التنديد بموقف حكومة السويد ورفضها التدخل في التقارير الصحافية بشأن متاجرة الجنود الإسرائيليين، بأعضاء بشرية أخذت من جثث فلسطينيين قتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية.

وكتبت quot;يديعوتquot; في تغطيتها الإخبارية تقول إن حكومة السويد ترفض الاعتذار عن النشر quot;اللا ساميquot; في صحيفة quot; أبطونؤلديت quot;. وقد أجرى مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء عوزي أراد محادثات مع وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، ونقل له طلب رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو بأن تستنكر حكومة السويد ما نشر بصورة علنية وقاطعة. لكن وزير الخارجية السويدي نشر مقالاً في مدونته على الشبكة استنكر فيها اللا سامية ودعاها إلى تقوية العلاقات بين إسرائيل والسويد لكنه رفض الطلب الإسرائيلي.

كاريكاتير صحيفة quot;يسرائيل هيومquot;

واقتبست الصحيفة عبارات مختلفة من المقالة المذكورة، والتي تشدد على أهمية مبدأ حرية التعبير عن الرأي في المملكة السويدية. وأخذت غالبية الصحف الإسرائيلية منحى quot;يديعوتquot; أحرونوت وأكثرت من التشديد على أن التحقيق السويدي لا يتعدى كونه فرية دموية جديدة ضد اليهود، على غرارقضية مص دماء الأطفال واستخدامها في صنع خبز الفصح اليهودي، بل إن رسام الكاريكاتير في صحيفة quot;يسرائيل هيومquot; حول المفتاح السويدي على مفتاح على هيئة ثعبان ينفث سمومه.

في المقابل فقد اعتبرت صحيفة quot;هآرتسquot; في افتتاحيتها أن التقرير السويدي لا يتعدى كونه سقوطًا مروعًا لصحافي سويدي، ويمثل نشر المقال نموذجًا آخر من نماذج العمل الصحافي غير المهني والحقير، لكنه يعكس في الوقت ذاته المكانة الدنيا التي تتمتع فيها إسرائيل في أوروبا.

واعتبرت الصحيفة أنه مثلما كان مطلب الصحافي السويدي بأن تحقق إسرائيل في ما كشفته صحيفته مطلبًا غريبًا وضرب من الهلوسة، فإن رد وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان كان منفلتًا ومحرضًا وينطوي على هلوسة لا تقل عن ذلك، فليبرمان طالب الحكومة السويدية بنشر بيان استنكار عبر مساواة سكوتها عن نشر التقرير بـquot;سكوت السويديين خلال فترة المحرقةquot;.

واعتبرت الصحيفة في هذا السياق أنه بمعزل عن النقاش التاريخي عن دور السويد خلال المحرقة، فإن رد ليبرمان الهجومي والمنفلت أضر بإسرائيل واضر بذكرى المحرقة وضحاياها. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ليبرمان، لا سيما تهديداته بإلغاء الزيارة المقررة لنظيره السويدي إلى إسرائيل، تثير الشكوك حول منظومة الاعتبارات التي يستند عليها وزير الخارجية، خالصة إلى القول إنه ما كان على إسرائيل أن تحول هذه القضية على مسألة سياسية تثير أزمة مع الدولة التي تتولى حاليًا رئاسة الاتحاد الأوروبي.

يسرائيل هيوم: تقدم في المفاوضات مع الولايات المتحدة

على صعيد آخر تقترب إسرائيل والولايات المتحد الأميركية من التوصل إلى تسوية في ملف البناء في المستوطنات، وفق الرسالة التي نقلها نهاية الأسبوع الماضي، المحامي يتسحاق مولخو لطاقم quot;الستةquot; الوزاري خلال اجتماعه مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب.

وكان نتنياهو عقد جلسة خاصة لطاقم الستة وهم أعضاء المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (يضم بالأساس كلا من نتنياهو وليبرمان وباراك ويعلون ومريدور ويشاي ) عشية توجهه هذا الأسبوع إلى أوروبا في جولة تشمل بريطانيا وألمانيا، حيث من المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل. واستعرض مولخو أمام الوزراء جملة من الاقتراحات لتسوية الأزمة بشأن البناء في المستوطنات، والكتل الاستيطانية والقدس، على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.

قالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسية، إن إسرائيل تتوقع ان يكون لقاء نتنياهو ميتشل جيدا، وإن كانت تستبعد أن يتمخض اللقاء عن قرارات نهائية لأن الاثنين سيلتقيان مرة أخرى ولن يتم اتخاذ قرارات قبل شهر سبتمبر القادم.

محاضر إسرائيلي يدعو لفرض المقاطعة على إسرائيل

الى ذلك، دعا أستاذ العلوم السياسية في جامعة بن غورويون، في بئر السبع، د. ينيف غوردون، في مقالة نشرها في صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot;، إلى فرض مقاطعة دولية على إسرائيل.

ويدعي دكتور غوردون أن هذه هي الطريق الوحيدة لإنقاذ إسرائيل من نفسها. وقال غوردون في مقالته المذكورة quot;إن أوقات الأزمات تستدعي خطوات متطرفة، أقول هذا كيهودي اختار أن يربي أبناءه في إسرائيلquot;، ويضيف غوردون quot;إن الفلسطينيين لا يملكون دولة ولا حقوق إنسانية أساسية خلافًا للوضع القائم عند اليهودquot;. واتهم غوردون إسرائيل بتطبيق نظام أبرتها يد في الضفة الغربية.

في المقابل أصدرت إدارة الجامعة التي يعمل فيها غوردون بيانًا استنكرت فيه بشدة نشر مقالة د. غوردون معتبرة أن كاتب المقالة قد اجتاز كل الخطوط الحمر وهو يتجاوز حدود حرية التعبير الأكاديمية، فلحرية العمل الأكاديمي توجد حدود أيضًا.

يشار هنا إلى أن غوردون ليس الوحيد الذي طلب بهذه الخطوات، فقد سبقه إلى ذلك الأستاذ الجامعي إيلان بابي، وقد وصلت الأمور بالأخير إلى الهجرة إلى بريطانيا وإعلان مناهضته للصهيونية بعد تجريمها في كتاب بحثي يدعى quot;التطهير العرقي في فلسطينquot;، بمسؤولية النكبة وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه.(ن، و).

معاريف: إرهابي وزيرا في حكومة إيران

تحت هذا العنوان تناولت صحيفة quot;معاريفquot; ( عناوين أخرى مشابهة ظهرت في غالبية الصحف الإسرائيلية) قرار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بتعيين أحمد وحيدي وزيرًا للدفاع، وقالت quot;معاريفquot; إن الوحيدي كان مسؤولا عام 1994 عن تفجير مركز الجالية اليهودية في بيونس أيريس، في الأرجنتين، الذي أسفر عن مصرع 85 شخصا.

واعتبرت الصحيفة أن قرار أحمدي نجاد بتعيين الوحيدي هو تحدي للدول الغربية، إذ أن الوحيدي مطلوب للعدالة في الأرجنتين، واستذكرت الصحيفة أن الوحيدي كان قائدا لقوات القدس عند تنفيذ عملية الأرجنتين في حرس الثورة الإيرانية، والذي كان مسؤولا عن العمليات الخارجية لإيران، كما قام رجال الوحيدي بإرشاد وتدريب رجال حزب الله في لبنان.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين رفيعي المستوى في الأرجنتين استنكروا قرار النجاد هذا مؤكدين أن إيران تقف وراء عمليات التفجير المذكورة في الأرجنتنين.