تل أبيب: قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال لقاء مع صحافيين اليوم الأحد أنه لا يوجد احتمال في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في السنوات الستة عشر المقبلة، لأن مواقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متباعدة جداً.
واعتبر ليبرمان أن quot;ستة عشر سنة مضت منذ التوقيع على اتفاق أوسلو وتبين خلال هذه المدة أنه لا يمكن الجسر بين الفجوات ولذلك فإنه بعد مضي ستة عشر سنة مقبلةلن يكون هناك اتفاقا شاملاquot;. وأضاف أن quot;الذين يدعون أن الحل هو دولتين للشعبين فإنهم لا يفهمون عم يتحدثونquot;.

وتابع ليبرمان أن وزارته تعمل على بلورة وثيقة لتغيير غايات الوزارة quot;واتباع أجندة جديدة في الوزارة لأنها انشغلت معظم الوقت طوال السنوات الماضية بالعمل في الشؤون ذات العلاقة مع الفلسطينيين من أن يكون هناك سببا ظاهرا للعيانquot;. وهاجم ليبرمان السلطة الفلسطينية وحركة فتح واعتبر أن quot;قرارات مؤتمر فتح الأخير تتحدث عن استخدام العنف وعن (استعادة) القدس (الشرقية) كلها وعن حق العودة بصورة مطلقة واتهام إسرائيل بأنها قتلت (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفاتquot;. وقال ليبرمان إنه سعيد لأنه quot;نجح في تخييب آمال الجميع، إذ اعتقد الجميع أن اقول إن 'ما نراه من هنا لا نراه من هناك'quot;، في إشارة إلى مقولة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق ارييل شارون الذي كان يقول للمعارضة اليمينية إنه يرى الأمور من منصبه بصورة مختلفة عما كان يراه من صفوف المعارضة.

ومضى ليبرمان قائلا إن quot;الجميع اعتقد أن أنزح نحو (مواقف) اليسار وأحمل راية السلام المطلق، لكني أرى من هنا بشكل أفضل مما كنت أرى من هناك وهذا الأمر يعزز جميع تلك الأفكار والمفاهيم التي خضت المعركة الانتخابية وأنا أحملهاquot;. وأضاف أن quot;حل الدولتين لن يؤدي إلى نهاية الصراع وإنما سيجلب الصراع إلى داخل حدود 1967، وواضح أنه غداة قيام دولة فلسطينية، إذا قامت، ستأتي مطالبة (الأقلية العربية) بحكم ذاتي في الجليل والنقبquot;. واستطرد أنه quot;إذا كان الآخرون يؤمنون بهذه الطريق (حل الدولتين) فليجربوها أما نحن فقد جربناها لمدة 16 عاما وعلى ماذا حصلنا في المقابل؟ على حرب لبنان الثانية والرصاص المسكوب (أي الحرب على غزة) وطريق مسدود في المجال الأمنيquot;.

وتساءل quot;هل توصلنا إلى اتفاق شامل بعد إخلاء غوش قطيف (الكتلة الاستيطانية في قطاع غزة) ومؤتمر كامب ديفيد (في العام 2000)؟ إننا نرى تصلب مواقف وحسب في الجانب الآخرquot;. وبشأن البناء في المستوطنات قال ليبرمان إنه quot;في العديد من الأماكن في العالم يوجد صراعات والحياة هناك لا تتوقف، وأنا أقترح ألا نوقف الحياة، لا في المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) ولا لدى الفلسطينيينquot;. وقال ليبرمان إنه يؤيد منح الفلسطينيين تسهيلات quot;في المجال الاقتصادي وتحسين الترتيبات الأمنية لكن لا يمكننا تجميد الحياةquot; في إشارة إلى أعمال البناء في المستوطنات.

وأضاف ليبرمان الذي يقطن في مستوطنة قرب القدس quot;من الذي قرر أن المستوطنات هي عقبة أمام السلام؟ ماذا كان هنا قبل العام 1967؟ فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية أقيمتا قبل أم بعد 1967؟ إن الفرق هو أن الصراع بدأ قوميا وتحول مع مرور السنين إلى ديني قومي وأكثر تعقيدا للحلquot;. وتطرق ليبرمان إلى احتمال التوصل على سلام بين إسرائيل وسوريا وقال إنه quot;لزام علينا ترجيح الرأي بصورة معقولة، فأنا أؤيد السلام مع سوريا لكن شرط أن يكون هذا مقابل السلام وليس مقابل (الانسحاب من) هضبة الجولانquot;.

واضاف أن مساحة quot;هضبة الجولان كلها هي 1200 كيلومتر مربع ويوجد هناك 20 ألف درزي وهذا ليس بالأمر المصيري بالنسبة لسورياquot;. وتابع أن الرئيس السوري بشار quot;الأسد يقول إنه لن يوقف العلاقة مع إيران ولن يغلق مكاتب حماس والجهاد (الإسلامي) في أعقاب اتفاق سلام، فإذا يريدون أن ننسحب من الجولان فقط؟ ولنفترض أننا سنعطي الجولان لسوريا وهم يستمرون في تزويد السلاح، هل نحتل الجولان ثانية؟quot;. وخلص ليبرمان إلى الحديث عن رغبة إسرائيل في أن تكون عضو في المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي، وقال quot;إننا لسنا أعضاء في أية منظمة دولية وفي أفضل الأحوال نحصل على مكانة مراقب، وهذا ليس وضعا صحيا، وعلينا أن نخرج من هذه العزلةquot;.