نبيل شرف الدين من القاهرة: أكد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أن quot;الأمور في السودان تتحرك حثيثا نحو التقدم والحلquot;. ووصف موسى خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غازي صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني، المحادثات بأنها كانت مكثفةومفصلة وتعلقت بالأوضاع في دارفور، ونتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد بوزارة الخارجية المصرية يوم الأحد، إلى جانب نتائج المباحثات مع مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن. يأتي الاجتماع في إطار النشاط السياسي المكثف الذي تضطلع به حكومة الخرطوم للتعامل مع مختلف المشاكل القائمة في البلاد.

وأضاف الأمين العام أنه تم بحث الاستعدادات لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب واجتماع لجنة السودان على هامش الاجتماع الوزاري العربي واجتماع اللجنة العربية ـ الأفريقية المشتركة والذي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما أشارألى أن هذه الجهود والتي ينشط فيها دور الولايات المتحدة يجعل القضية السودانية في حالة نشاط، معربا عن اعتقاده بأنه هذا النشاط والدور الأميركي سيسفر عن تقدم في مختلف الملفات السودانية لوجود حركة سياسية وتغير في السياسة الأميركية والاتجاه نحو الحوار واتخاذ خطوات بناءة، إلى جانب التعاون القائم بين الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي للتنسيق لإحراز تقدم في الملف السوداني.

وتابع موسى قائلا: quot;لذلك أعتقد أنه يمكن أن نعمل معاً لإحراز تقدم مواز في ملفات الجنوب أو دارفورquot;، كما أكد موسى أن وضع حد لمشكلة دارفور أصبح أمرا ملحا والتوصل لاتفاق بشأنها في الشهور القادمة أصبح ممكناً في المدى القريب.

وعما إذا كانت جولة الدوحة المقبلة ستكون تكراراً للجولات السابقة، نفى موسى ذلك، وقال إنه سيكون هناك جديد في تلك الجولة ، ولن يكون هناك تكرار لما حدث من قبل فهناك تقدم وتراكم في النشاط الإقليمي والدولي.

وعما إذا كان لمس خلال لقائه مع مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن أي تجاوب بشأن رفع العقوبات عن السودان، قال موسى: quot;إن هذه المسألة سوف تأتي، وتطور سوف نصل إليهquot;، معربا عن أمله في أن تسفر الحركة النشطة حاليا وتحقيق تقدم في مختلف الملفات في حل المشاكل العالقة التي ستؤدي لتوتر داخل السودان وحوله.

وأشار موسى إلى أن المسألة ليست رفعا للعقوبات عن جزء وترك جزء آخر، فالسودان دولة واحدة وأي خطوة تكرس عملية التفرقة بين الشمال والجنوب، بعد الاتفاق الذي أبرم بينهما والتقدم الذي حدث في إبيي، يعطي إشارة خاطئة.

مستشار البشير

من جانبه، قال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين إنه أطلع الأمين العام للجامعة العربية والمسئولين في الجامعة على الأوضاع في السودان، والتشاور حول الأفاق والخطوات والحلول التي تتخذها السودان من أجل إيجاد حل لتلك المشاكل الموجودة داخله وتطبيق الاتفاقيات القائمة.

وحول وجود آلية محددة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين الفصائل المتمردة في دارفور، قال: إن الحديث عن تنفيذ الاتفاقيات هو حديث مكرر وغير دقيق، فاتفاقيات السلام على سبيل المثال تم تنفيذها بمستوى رفيع، وهناك بعض القضايا العالقة، موضحا أن الاتفاقيات بداخلها آليات للمتابعة والتقييم وهناك رقابة على هذه الاتفاقيات من المجتمع الدولي والإقليمي ونعتبرها ضمانات لتنفيذ هذه الاتفاقيات، لافتا إلى أن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب قطعت شوطا كبيرا في التنفيذ.

ومضى مستشار الرئيس السوداني قائلاً إنه بحث أيضاً مع موسى الأنشطة التي تقوم بها الجامعة العربية والتنسيق مع الاتحاد الإفريقي والتجهيزات التي تقوم بها الجامعة العربية في مجال الإعمار والعمل الإنساني ومهمة الجامعة والتنسيق بين الاتحاد الإفريقي والمنظمات المعنية واستنهاض واستنفار الجهود العربية والتي أتت بنتائج مثمرة لمساعدة السودان، وأشار إلى أنه تشاور مع الأمين العام للجامعة العربية في مجريات الأمور على الساحتين الدولية والإقليمية.

وردا على سؤال حول الرسالة التي بعث بها السودان إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمطالبة برفع العقوبات عن السودان ورفع اسمه من لائحة الإرهاب، أكد مستشار الرئيس السوداني أنه وفق تقارير الإدارة الأميركية فإن السودان لم يشارك في أي عمل إرهابي ضد الولايات المتحدة، وأنه ليس دولة ضالعة في الإرهاب، معتبرا أن قضية رفع السودان من لائحة الإرهاب تبقي تقديرا سياسيا من الإدارة الأميركية لأنه ليس هناك أي مبرر أخلاقي أو قانوني لفرض هذه العقوبات.

ومضى المسؤول السوداني قائلاً إن مسألة رفع العقوبات جزئيا عن جنوب السودان وإبقائها على شماله هو أمر خطير للغاية وغير مقبول ويكرس الانقسام في البلاد.

وردا على سؤال حول شكوى حركات التمرد في دارفور من أن الاتفاقيات التي تبرم معها هي اتفاقيات شكلية لا يتم تنفيذها على أرض الواقع ، قال مستشار الرئيس السوداني: لا علم لي بهذه المزاعم وأتوقع أن تأتي هذه الشكوى من الفصيل الرئيسي الموقع على اتفاق السلام، موضحا أن أي اتفاقية تتضمن ضمانات بداخلها والضمانات الحقيقية والوجود الفعلي على الساحة السياسية لتحقيق ما تتضمنه الاتفاقية.

وحول دخول أميركا طرفا فاعلا في حل أزمة دارفور وما يمكن أن يفضي إليه هذا التعاون ، قال غازي صلاح الدين: الاجتماع الرباعي التشاوري، الذي شاركت فيه السودان مع ليبيا ومصر والولايات المتحدة يوم أمس quot;الأحدquot; جاء بدعوة من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وهو ليس باجتماع مؤسس للجنة أو آليات جديدة وإنما فقط للتشاور وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالعمل من أجل حل مشكلة دارفور وتطبيق اتفاقية السلام ، مشيرا إلى أنه جرى خلاله نقاش جيد وتوصلنا فيه إلى رؤى ومواقف مشتركة بين الوسطاء في ما يتعلق بالتفاوض.

وحول تأثير التوتر القائم حاليا في جنوب السودان على اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب، قال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين إن ما يحدث هناك يؤثر على كل مناطق السودان بما في ذلك مناطق شمال السودان والدول المجاورة، موضحا أن جنوب السودان هو مسئولية حكومة جنوب السودان التي تسيطر عليها الحركة الشعبية وهذه مسئوليتها ومهمتها وعليها القيام بها.

وفي ما يتعلق بتعدد منابر التفاوض في عدد من الدول العربية والإفريقية وتأثير ذلك على حل مشاكل السودان، وكيفية توحيد هذه المنابر، قال صلاح الدين: إن منبر التفاوض واحد في قطر وهو تم التوافق عليه في الجامعة العربية وشكلت لجنة لرعاية التفاوض، وأن الدوحة تقوم بهذا التفاوض ونحن ملتزمون بذلك، مشيراً إلى أن الجهود التمهيدية لهذا التفاوض بما فيها توحيد المواقف التفاوضية للقوى المختلفة ، فهذا أمر يمكن أن تقوم به مصر وليبيا.