نبيل شرف الدين من القاهرة: بدأت في القاهرة في وقت سابق محادثات يجريها وفد حركة quot;حماسquot; الفلسطينية برئاسة القيادي محمود الزهار، مع عدد من كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات المصرية، وصفها مصدر مطلع في القاهرة بأنها تستهدف مسألتين: هما التشاور بشأن مسار الحوار الوطني الفلسطيني، ومناقشة مستجدات لم يحدد نوعها في صفقة الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، وإن أبدى عدد من المراقبين التشاؤم حول إمكانية تحقيق تقدم، سواء على صعيد مسار المصالحة الفلسطينية أو إتمام صفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل، رغم دخول وسطاء ألمان على خط هذه الصفقة، وبرر المراقبون ذلك بأن ألمانيا لا تملك أوراقاً أقوى من تلك التي تمتلكها القاهرة على كافة الأطراف المعنية سواء لدى الفلسطينيين بشتى توجهاتهم أو مع إسرائيل، ولفت هؤلاء إلى أن نجاح الألمان في صفقات سابقة بين إسرائيل وquot;حزب اللهquot; اللبناني، تختلف كثيراً عن الوضع المعقد للغاية والمأزوم بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأوضح المصدر الذي تحدثت معه quot;إيلافquot; أن وفد quot;حماسquot; يضم كلاً من شريف فروانة، وعصام رباح سالم، ومحمد خالد الزهار، كما أشار المصدر ذاته إلى أن زيارة وفد حماس للقاهرة لا تعني بدء جولة جديدة للحوار، لكنها قد تمهد الأجواء أمام عقد جلسة ختامية للحوار بعد أن طال أمده على نحو لا يبشر بإمكانية التوصل إلى حلول ناجعة في المدى المنظور، لهذا يرى الوسطاء المصريون أن المسألة يمكن التعامل معها من خلال اللقاءات الثنائية، وممارسة ضغوط على كل جانب على حده للتوصل إلى صيغة مقبولة، ويمكن لها أن تستمر وسط هذا المناخ من انعدام الثقة بين قادة الفصيلين، والتراكمات المزمنة من الخلافات بينهما حول العديد من القضايا العالقة.

من جانبه أبدى الدكتور سمير غطاس مدير مركز quot;مقدسquot; للدراسات عدم تفاؤله بإمكانية إنجاز تقدم يذكر على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية، وبرر ذلك الأمر بأن القضية ليست مجرد خلاف على برنامج سياسي، بل هو خلاف عميق وجذري بين نظامي حكم، أحدهما يريده إسلامياً أصولياً، والآخر علمانياً، وحماس لن تتخلى عن حكم قطاع غزة مهما مورست عليها من ضغوط داخلية أو إقليمية أو دولية.

تفاهمات ومعضلات
وفي وقت سابق أعلن قادة من حركة quot;حماسquot; أن مصر تعمل على صياغة ورقة تفاهمات تتبنى حلولاً وسط بشأن أبرز القضايا العالقة في الحوار، استناداً لما جرى التوافق عليه بين الحركتين quot;فتح وحماسquot; في جلسات الحوار السابقة، لافتة إلى أن تفاهمات جولات الحوار، واتفاق القاهرة بين الفصائل في آذار (مارس) عام 2005 ووثيقة الوفاق الوطني التي جرى التوافق بشأنها في حزيران (يونيو) عام 2006.
وكشفت مصادر دبلوماسية عن معلومات تشير إلى أنّ مساعد مدير الاستخبارات المصرية، اللواء محمد إبراهيم، تلقّى تحفظات من قبل quot;حماسquot; على دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، وساقت الحركة في سبيل ذلك سببين : الأول إجرائي، ويرى أن هذه الدعوة تستبق موعد جولة الحوار في القاهرة، كما يعرب قادة quot;حماسquot; عن مخاوفهم من أن يكون اجتماع المجلس الوطني بمثابة quot;حكم مسبقquot; على ما قد يحدث في الانتخابات العامة المقبلة لانتخاب مجلس وطني تشريعي فلسطيني جديد، ربما تخسر فيه quot;حماسquot; الأغلبية التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن وسطاء مصريين من جهاز المخابرات العامة قاموا بعدة جولات مكوكية بين قادة حركة quot;فتحquot; في رام الله، وقادة quot;حماسquot; في دمشق في محاولة حثيثة لتضييق الهوة بين الجانبين، لكن من دون جدوى، رغم أن الحركتين عقدتا بالفعل عدة جولات من المحادثات في القاهرة وفشلتا في الالتزام في العديد من المناسبات بمواعيد نهائية حددها الوسطاء المصريون وأقر بها الجانبان، غير أن كل فريق ظل يتذرع بحجج ويلقي باللائمة على الجانب الآخر.

من جهة أخرى تفقد وفد عسكري أميركي المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وقطاع غزة في زيارة خضعت لتدابير أمنية مشددة، لكنها وصفت بالروتينية، وقال مصدر مسؤول إن الوفد ضم اثنين من الخبراء العسكريين الأميركيين التابعين لمكتب التعاون الأميركي وضابطا أميركيا من أصل لبناني يدعى وليد نصر ووصلوا إلى سيناء بطائرة خاصة عن طريق مطار العريش.

وزار الوفد الأميركي يرافقه فريق أمني مصري مقار تركيب أجهزة الكشف على الأنفاق، كما عقد لقاء مع مسؤولين مصريين استمع خلاله لشرح حول ما قام به الأمن المصري من جهود لإحباط عمليات التهريب وهدم الأنفاق، كما استكمل الوفد الأميركي زيارته بجولة تفقد خلالها معبر رفح وكرم أبو سالم وامتداد الخط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة وصولا إلى ساحل البحر عند العلامة الدولية رقم واحد.