فيينا: عُلم من مصدر مسؤول في الدائرة الإعلامية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن غالبية الدول الأعضاء اتفقت على quot;توصية مشتركةquot; رفعتها إلى الأمانة العامة طالبت فيها بمنح المدير العام محمد البرادعي لقب quot;المدير العام الفخريquot;، وذلك تقديراً لجهوده والمنجزات التي حققتها الوكالة على صعيد تكريس استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وإخلاء العالم من مخاطر وتهديدات الأسلحة النووية. وأوضح المصدر المسؤول، والذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الدول الأعضاء في الوكالة، والتي لم يكشف النقاب عن عددها، طالبت ادراج توصيتها بمنح البرادعي لقب quot;المدير العام الفخريquot; في جدول أعمال المؤتمر العام الثالث والخمسين، والمقرر انعقاده خلال الفترة من 14 إلى 18 أيلول/سبتمبر المقبل، وذلك تمهيداً لاقرارها من المؤتمر.

وجدير بالذكر أن البرادعي ستنتهي ولايته في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث سيتسلم منصب المدير العام الياباني يوكيا أمانو (61 عاماً)، والذي انتخبه مجلس المحافظين بعد عدة جولات خلال اجتماعه في أوائل شهر تموز/يوليو الماضي، اعتباراً أول كانون الأول/ديسمبر القادم. وكشف المصدر المسؤول في الوكالة الذرية النقاب عن أهم ما جاء في توصية الدول الأعضاء، فأشار إلى أن التوصية أكدت في جملة أمور أن البرادعي ساهم بدور كبير في تحسين وتطوير استخدام التكنولوجيا النووية في الأغراض السلمية والاجتماعية والاقتصادية، وتميّز بحرصه الشديد على أن يتم هذا الاستخدام في أعلى مستويات الأمن والأمان، وبما يضمن تحقيق الذرة من أجل اللام والتنمية في العالم.

وأوضح أن التوصية أكدت كذلك أن quot;الوكالة الذرية ومديرها العام البرادعي حازا مناصفة على جائزة نوبل للسلام في العام 2005، تقديراً لجهودهما المستمرة من أجل الحيلولة دون تحوير المواد والأنشطة النووية أو استعمالها في أغراض عسكرية، ولدورهما في التركيز على أهمية استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية والتنموية في إطار أكثر أمناً وأماناًquot;، على حد وصفه كما اشار إلى أن الدول الأعضاء في quot;التوصية المشتركةquot; عبّرت عن quot;خالص الامتنان والتقدير البرادعي، نظراً لما ابداه من إرادة وتفانٍ وتجرد من أجل تحقيق الأهداف والمبادئ الواردة في النظام الأساسي للوكالة الذرية، والالتزام بالصلاحيات الموكولة إليه في تحقيق الامن والسلم الدوليين طوال فترة ولايته المتميّزة والناجحة في منصبه كمدير عام للوكالةquot;.

وكان البرادعي قد انتخب لشغل منصب المدير العام للوكالة في العام 1997، بعد أن عمل حوالي 12 عاماً كمدير لقسم الشؤون القانونية والعلاقات الخارجية في عهد المدير العام السابق هانز بليكس والتي استمرت اربع فترات ولمدة 16 سنة. كما تولت الوكالة الذرية خلال فترة ولاية البرادعي (12 سنة) القيام بعدة مهمات في مجال التحقق والرقابة والتفتيش في العراق وكوريا الشمالية وليبيا ومصر وسورية، ولا تزال أمامها العديد من التحديات ولا سيما في ظل استمرار عدم دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيّز التنفيذ، بسبب تمسك تسع دول تملك قدرات نووية بما يعرف بـ quot;خيار الردع النوويquot;، واستمرار دول أخرى بينها دول كبرى في تعزيز ترسانتها النووية، حيث ما زال هناك أكثر من 27 ألف رأس نووي في مختلف أنحاء العالم، حسب ما أكده البرادعي مؤخراً