واشنطن: أشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; تحت عنوان quot;وفاة وسيط السلطة الشيعية، في صدمة للحزب العراقيquot;، لفتت فيه إلى وفاة الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم، أحد أشهر الرموز السياسية العراقية في مرحلة ما بعد صدام حسين، ومؤيد الغزو الأميركي رغم صلته القديمة بإيران. وأوضحت الصحيفة أن وفاة الحكيم-إثر مرضه بالسرطان- كانت بمثابة صدمة للحزب السياسي الذي كان يرأسه، المجلس الإسلامي الأعلى للعراق، والذي خرج من الحرب كأبرز الأحزاب السياسية في البلاد.

ولفتت إلى أن التأييد لهذا الحزب تراجع بشدة في خلال العام الأخير، ما دفعه إلى عقد تحالف الأسبوع الماضي مع الحزب الموالي لرجل الدين الشيعي المعادي لأميركا مقتدى الصدر، سليل احدى الأسر الشيعية العريقة الأخرى. ورغم ذلك لا يزال أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى يتولون مناصب هامة في البرلمان والوزارات المختلفة. وأوضحت أن المجلس الإسلامي الأعلى يدير العديد من المنظمات الخيرية والمكتبات والمدارس، ولديه شبكة دعم قديمة تعود إلى وقت كان آية الله محسن الحكيم، والد الفقيد، أحد أهم الزعماء الشيعة في العالم. وأضافت أن المجلس الإسلامي الأعلى يلعب دوراً هاماً في استقرار العراق، وذلك بعد ضم ميليشياته، المعروفة باسم كتائب بدر، الى الجهاز الأمني الحكومي.

وأشارت الصحيفة أن وفاة الحكيم تثير العديد من التساؤلات بشأن دور إيران في العراق، لاسيما أنه توفي في مستشفى في طهران. وأضافت أن العديد من المسؤولين العراقيين والأميركيين رثوه رسمياً عبر التلفزيون الحكومي، حيث قال عنه رئيس الوزراء نوري المالكي quot;الحكيم كان أخاً كبيراً ومؤيدا قويا خلال مرحلة محاربة النظام السابق، كما كان مركز بناء العراق الجديد، وإن وفاته في هذه المرحلة الحرجة من حياتنا لهي خسارة فادحة للعراقquot;.

أما السفير الأميركي كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية الجنرال راي أوديرنو فأصدرا بياناً مشتركاً أثنيا فيه على quot;شجاعته وثباته في بناء العراق الجديدquot;. ومن جهته، أصدر الحزب quot;السني العراقي الإسلاميquot; بياناً قال فيه ان وفاة الحكيم quot;ستترك فراغاً سياسياً كبيراً في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراقquot;. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الشيعة كانوا ينظرون إلى الحكيم، الذي فر من البلاد في العام 1982، كرمز لمقاومتهم ومعاناتهم.