تحذير من سقوط النظام بإيران وسط استمرار الإعتقالات

واشنطن: أشارت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; إلى أن رغم كبح المتظاهرين وإبعادهم عن الشوارع، فإن الاضطرابات السياسية لا تزال على أشدها خلف الكواليسـ لافتة إلى أن تواجه سلطة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد تحديات واضحة من الصفوة الدينية والعلمانية. ونظراً إلى تلك الاضطرابات الداخلية، تزايدت الشكوك في قدرة النظام على الاستجابة لمبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل انقضاء الموعد النهائي لها بنهاية أيلول القادم، وذلك لمناقشة تقنين البرنامج النووي الإيراني، والا فستواجه إيران ما وصفته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بـ quot;العقوبات التعجيزيةquot;.

وأوضحت الصحيفة أن النظام الإيراني استأنف الأسبوع الماضي محاكماته الصورية الجماعية والمهينة لرموز بارزة في المجتمع الإيراني لمجرد تظاهرها اعتراضاً على نتائج انتخابات الرئاسة المشكوك بها. وأضافت أن بعض المتهمين قد يواجهون عقوبة الاعدام بعد اجبارهم على الاعتراف كذباً بتآمرهم مع قوى غربية لتسهيل قيام quot;ثورة مخمليةquot;.

وأوضحت أن المتشددين المتحالفين مع الرئيس أحمدي نجاد يريدون القاء القبض على مرشح الرئاسة المعارض مير حسين موسوي بعدما أثارتهم ادعاءات تعرض المعتقلين للضرب والتعذيب والاغتصاب في السجن بعد الانتخابات، كما تحرك المدعون هذا الأسبوع لإغلاق أهم حزبين إصلاحيين في إيران، ليناقضوا بذلك مزاعم إيران في التعددية والديمقراطية. في الوقت نفسه، تواجه القيادة الثورية معارضة متزايدة، إذ أقدمت مجموعة من رجال الدين على الطعن في موقف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وأصدروا بياناً مجهولاً وصفوه فيه بالطغيان، وأصروا على اقصائه عن منصبه. كما عين القاضي الأعلى أحد نقاد الرئيس أحمدي نجاد في منصب المدعي العام.

وأشارت إلى أن لهذا السبب عيّن الرئيس أحمدي نجاد مجموعة من الموالين له لشغل مناصب وزارية في حكومته الجديدة، في تحد لقيادات البرلمان التي تصر على تولي أكفاء المناصب القيادية في الحكومة.

واعتبرت أن إذا كان هذا يثير التساؤل حول من يجب التفاوض معه في الحكومة الإيرانية، فقد عززت تلك الشكوك تصريحات علي أصغر سلطاني، سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية. فبعد أن أعلن التليفزيون الحكومي على لسان سلطاني استعداد إيران للمشاركة في المفاوضات مع الغرب طالما تقوم على الاحترام المشترك، أنكر السفير تصريحه بذلك بعدها بعدة ساعات. وهذا يعني إما اثارة الفوضى أو أن أحد كبار المسؤولين يعمل تحت امرة أكثر من قائد. وأياً كان المقصود، فهذا يوضح التحدي الذي ستواجهه الولايات المتحدة في التعامل مع نظام مشكوك في شرعيته ولا يسيطر تماماً على مقاليد السلطة.