واشنطن: لفتت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونتورquot; تحت عنوان quot;تركيا يمكنها تجنب وقوع مأساة على نهر دجلةquot;، أشارت فيه الى أن علماء الآثار والبيئة ومنظمات حقوق الانسان تمكنوا مؤخراً من تجنب وقوع مأساة ثقافية في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا، بالقرب من حدود تركيا مع العراق وسوريا. ولفتت إلى أن انسحبت الشركات السويسرية والنمساوية والألمانية من العقود المبرمة بينهم وبين الحكومة التركية لبناء سد سيدمر إحدى المدن التاريخية القديمة.

ورأت الصحيفة أن لحماية تلك المنطقة بشكل دائم، ينبغي أن يتم وضعها على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، إذ يعد سد ايليسو حجر الزاوية في مشروع كبير لتطوير قدرات تركيا الكهربائية والمائية، وهو السد الأكبر والأكثر جدلاً بين 22 سدا و19 محطة لانتاج الطاقة، في المشروع الذي تصل تكلفته الى 32 مليار دولار في جنوب شرق الأناضول. وتقع بلدة quot;حسن كيفquot; في قلب الجدل، وهي بلدة منحوتة في المنحدرات الصخرية الكلسية على نهر دجلة.

وتشتهر quot;حسن كيفquot; بأنها واحدة من أقدم المستوطنات التي لاتزال قائمة، والتي يزيد عمرها على 10 آلاف عام، بل وهذا الصيف تم العثور على آثار وصل عمرها الى 15 ألف سنة. حيث استضافت تلك المنطقة ما لا يقل عن 9 حضارات، بما في ذلك الآشوريين والرومان والامبراطورية البيزنطية والمغول والعثمانيين.

وكانت تقع على طريق تجاري هام، في بلاد ما وراء النهرين القديمة. وتفتخر حسن كيف بأنها تضم أكثر من 4 آلاف كهف، و300 معلم من معالم القرون الوسطى، و83 موقعاً أثرياً، بما في ذلك قلعة حسن كيف التي بناها البيزنطيون في العام 363 ميلادية، الى غير ذلك من المقابر والمساجد التاريخية. الأمر الي يجعل قيمتها والثقافية لا تقدر بثمن. واذا تم تشييد سد ايليسو على النحو المخطط له 50 ميلاً من المصب، فسيتم غمر كثير من حسن كيف تحت 400 قدم من المياه. ومن جانبها سحبت الشركات الأوروبية في تموز الماضي 6, 1 مليار دولار من القروض الممنوحة لتركيا، وأشارت الى أن المشروع التركي غير مطابق لمعايير البنك الدولي للحفاظ على البيئة والسكان والثقافة. لكن الحكومة التركية قالت انها ستمضي قدماً في بناء السد على كل حال.