واشنطن: يتعرض أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى انتقادات شديدة لإجرائه محادثات مع ديكتاتوريي العالم الأمر الذي رأى المنتقدون أنه يوهن سلطة الأمم المتحدة. ولفتت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; إلى أن مقاربة كي مون للوضع وأسلوبه في التعاطي معه عرضه مؤخراً إلى الانتقاد بأنه غالباً ما يبقى صامتاً أمام وحشية الزعماء الذين يسعى إلى إصلاحهم وبأنه يغالي في إنجازاته، حتى وصل بأحد الديكتاتوريين القول إن لقاءاته المستمرة مع الزعماء المذمومين جعل الأمم المتحدة وكأنها منتدى وضيعاً للمساومات.

وأشارت إلى أن كي مون جلس مع الحكام المستبدين ليتحادث معهم أكثر من سابقيه. فتحاور وجهاً إلى وجه مع رئيس المجلس العسكري في بورما تان شوي ومع الرئيس السوداني عمر حسن البشير في عدة قمم.

ولفتت إلى أنه وفي خضم مدة رئاسته للأمم المتحدة تعاني زعامته من أزمة ازدياد الآراء الدبلوماسية الهامة في الأمم المتحدة التي تعتبره غير فاعل نتيجة رفضه محاسبة الزعماء لتصرفاتهم السيئة الأمر الذي برأيهم أوهن سلطة الأمم المتحدة.

وأشارت إلى انه وفي الوقت الذي تستطلع فيه الإدارة الأميركية أهلية التصادم مع أخصامها كإيران وكوريا الشمالية وسوريا تعرض استراتيجية كي مون الدبلوماسية مدى الأخطار السياسية التي قد تنتج عن المساومة مع أصعب الزعماء السياسيين في العالم.

ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لمنظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; أن quot;الصورة الأساسية التي اتخذها الناس عن كي مون هي أنه يجلس مع السيئين من دون أية جدوىquot;.

من جهته عبر كي مون عن ثقته بأن quot;الدبلومسية الهادئةquot; يمكن ان تساعد على دفع أكثر الحكام تمرداً لأن يصلحوا طرق حكمهم، مضيفاً أنه فتح الباب على مصراعيه أمام الأيدي الخيرة لتقديم المساعدة لبورما التي نكبها الإعصار، وجلب الآلاف من قوات حفظ السلام إلى دارفور كما ساعد على إثارة موضوع التغير المناخي عالمياً.

وقال quot;إنها العلاقات الإنسانية التي تحدث فارقاًquot;، مشيراً أنه لا يجد أنه من المجدي توبيخ القادة المستبدين علنا، غير ان ذلك لا يعني أن لا توجّه لهم الرسائل اللاذعة سراً. وأضاف quot;قد يفكر البعض اني كنت متساهلاً وهادئاً، غير أني أقول لهم إني هادئ ومستقيم ورصينquot;.

ففي سريلانكا حيث كانت الحكومة تسعى إلى القضاء على متمردي quot;نمور التاميلquot;، عمل كي مون على إقناع رئيسها ماهيندا راجاباسكا بضبط النفس من اجل حماية أرواح مئات الآلاف من المدنيين الذين اجبروا أن يكونوا متاريس بشرية لنمور quot;التاميلquot;.

وفي النهاية توصلت مساعيه إلى إنهاء القتال لمدة قصيرة بعد أن أودى بحياة 20000 مدني لكن من دون القضاء على المتمردين.

وفي هذا الشأن قال كي مون إنه حصل على تعهدات من قادة سريلانكا بأنهم سيقومون بتحسين حياة المدنيين المشردين وسيسعون للمصالحة، غير أن تعاطيه مع هذه الأزمة أدى إلى طرح تساؤولات عدة في الوسط الدبلوماسي في الأمم المتحدة حول مدى قابلية تسلم كي مون الأمانة العامة لولاية جديدة.