الخرطوم: اعلن هنا الليلة ان المبعوث الاميركي للسودان الجنرال سكوت غريشن سيبدا زيارة للسودان يوم الاربعاء المقبل للمشاركة في الاجتماعات الخاصة بالتفاوض لطي ملف اخر القضايا العالقة بين طرفي اتفاق السلام الشامل بين شمال السودان وجنوبه. وقال مدير الادارة الاميركية بوزارة الخارجية السودانية السفير نصر الدين والي في تصريح صحافي ان زيارة المبعوث والتي تستمر لمده خمسة ايام تاتي في اطار المشاركة في اجتماعات الالية الثلاثية بين طرفي اتفاق السلام (المؤتمر الوطني والحركةالشعبية) برعاية اميركية بشان متابعة سير اتفاقية السلام الشامل والتى ستنعقد في عاصمة الجنوب (جوبا) يومي التاسع والعاشر من سبتمر الجاري.

وواضح والي ان اجندة اجتماع الالية تتضمن مناقشة موضوعات الاحصاء السكاني والاستفتاء وهما من القضايا التي ارجأت من الاجتماع السابق للالية. وكان حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم في السودان وقع مع الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب في ال19 من الشهر الماضي اتفاقا شمل معظم القضايا العالقة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل المبرم بينهما عام 2005 وذلك برعاية المبعوث غريشن. وتم التوقيع بعاصمة الجنوب (جوبا) حيث وقع عن (المؤتمر الوطني) مستشار الرئيس غازي صلاح الدين فيما وقع عن الحركة الشعبية نائب رئيسها مالك عقار وعن الجانب الأميركي المبعوث غريشن.

ومن بين القضايا التي تم حسمها قضية منطقة (ابيي) التي جري تحكيم دولي بشانها وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والقضايا الامنية والانتخابات وجهود الطرفين لجعل الوحدة جاذبة قبل الاستفتاء علي تقرير المصير لسكان الجنوب عام 2011.
وتم ارجاء موضوع المسائل المتعلقة بالتعداد السكاني والاستفتاء على أن تتم مناقشتها في الاسبوع الثاني من سبتمبر المقبل. يذكر ان الولايات المتحدة الاميركية لعبت دورا رئيسيا في توقيع اتفاق السلام الذي انهي 22 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة في الجنوب السوداني.

وتعرض الاتفاق لعدد من العراقيل بسبب خلافات الطرفين في التفاصيل الخاصة بتنفيذ بعض البنود كان ابرزها النزاع حول منطقة (ابيي) النفطية والذي حسم بواسطة محكمة التحكيم الدائمة بلاهاي. ونص الاتفاق على فترة انتقالية لمدة ست سنوات يجري في نهايتها الاستفتاء علي تقرير المصير للجنوب ويتم خلال النصف الثاني منها اجراء انتخابات عامة توزع فيها الداوئر الانتخابية علي اساس احصاء سكاني شامل وهو الذي اعلنت نتائجه في فبراير الماضي ولكن الحركة الشعبية رفضت نتائجه وقيام انتخابات على اساسه. كما لايزال الخلاف قائما بين الطرفين بشان القانون الخاص الذي سيجري على اساسه الاستفتاء.