انقرة:قالت تركيا اليوم ان تراجع تدفق مياه نهري دجلة والفرات لا يعود الى السدود المائية التركية بل هو نتيجة الاثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم. جاء ذلك في كلمة لوزير البيئة والغابات التركي فيسيل ايراوغلو افتتح بها اعمال الاجتماع الوزاري المائي في انقرة بمشاركة سوريا والعراق واكد فيها ان تركيا استجابت لمناشدات عراقية بالسماح بتدفق مزيد من مياه النهرين مضحية بذلك بحاجتها من طاقة الانهار في توليد الطاقة الكهربائية.

واضاف ايراوغلو ان بلاده اطلقت كميات من مياه المحبوسة وراء سد (اتاتورك) المقام على ضفاف نهر الفرات في مخاطرة قد تفقدها كميات من الطاقة الكهربائية التي ينتجها السد موضحا ان منسوب المياه وراء هذا السد قد تراجع بنسبة 10 بالمئة.

ورأى الوزير التركي ان تراجع مستوى تدفق مياه دجلة والفرات في السنوات الاخيرة ناجم عما اسماه الاثار السلبية لاتساع ظاهرة الاحتباس الحراري وليس بسبب مشاريع سدود المياه التي اقامتها تركيا في السنوات الاخيرة معتبرا هذه المشاريع حقا مشروعا لبلاده في الاستفادة من ثرواتها الطبيعية.

وقال ان تركيا وسوريا والعراق تعرضت لجفاف في السنوات الثلاث الاخيرة وانه رغم ذلك فان بلاده ضحت بتدفق كميات من المياه من اجل عدم حرمان جارتيها منها.

من جانبه قال وزير موارد المياه العراقي لطيف رشيد ان العراق عانى من الجفاف في السنوات الاخيرة ما اثر على احتياجاته من مياه الشرب والري كما ادى الى تراجع مخزوناته من المياه التي quot;تتناقص عاما بعد عامquot;.

وعزا ظاهرة الجفاف في بلاده الى تناقص كميات النهرين اللذين ينبعان من الاراضي التركية ويجريان في كل من سوريا والعراق داعيا تركيا الى زيادة تدفق المياه بمعدلات تجنب العراق مخاطر الجفاف على البشر والزراعة لا سيما في المناطق الجنوبية التي بدأت تشهد نزوحا نتيجة تناقص مياه دجلة والفرات.

بدوره قال وزير الري السوري نادر البني ان بلاده تتفهم المطالب العراقية الملحة من المياه وهي مسألة تشترك فيها سوريا والعراق لكن quot;الاخوة العراقيين يشعرون بأنهم بحاجة ملحة لهذه المياهquot; مؤكدا اهمية تلبية هذه الحاجة الملحة.

واضاف البني ان الجانب العراقي يدرك جيدا ان سدود المياه السورية شبه فارغة من المياه وان quot;حاجتنا للمياه من النهرين تماثل احتياجات العراقquot; داعيا تركيا الى مساعدة البلدين للتغلب على هذه المشكلة. واشار الى ان الحوار هو السبيل الامثل لايجاد حلول للمسائل الطارئة معتبرا ان مثل هذا الاجتماع مهم جدا quot;للتوصل الى نقاط مشتركة بين الدول الثلاثquot;.

ويأتي اجتماع اليوم تلبية لدعوة عراقية للنظر في شكاوى بغداد المتزايدة من تراجع حصص العراق من مياه نهر الفرات وانخفاض تدفق مياه النهرين الى ما دون معدل 250 مترا مكعبا بالثانية رغم ان حصته يجب الا تقل عن 700 متر مكعب بالثانية على ما قاله الوزير العراقي قبل بدء الاجتماع.

ومن المتوقع ان توافق تركيا خلال الاجتماع على تدفق بمعدل 500 متر مكعب بالثانية استجابة لطلب سوري على اساس حل وسط بين المطالب العراقية والاحتياجات التركية.