فيينا:اقترح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عقد محفل دولي لمناقشة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الاوسط خلال الفترة من 23 إلى 25 سبتمبر الجاري. وأوضح البرادعي أن المناقشات بين أعضاء الوفود التي ستشارك في أعمال المحفل ستركز على دراسة سبل الاستفادة من تجارب سابقة نجحت في إقامة خمس مناطق خالية من الأسلحة النووية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وذلك في إطار نظم أمنية إقليمية تهدف إلى تعزيز قواعد بناء الثقة وتحقيق نزع الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

وأشار البرادعي في التقرير الذي رفعه إلى اجتماع مجلس المحافظين المقرر في 7 سبتمبر الجاري والمؤتمر العام الثالث والخمسين الذي سيعقد عقب ذلك الى أن المشاركين في المحفل الدولي سيناقشون خمس مسائل أساسية تتعلق بالدروس المستفادة في المناطق الأخرى بشأن الوضع والسياق الإقليميين اللذين سادا هناك قبل إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية والمبادئ القائمة والمتفق عليها بين الاطراف المتعددة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في أنحاء العالم المأهولة وتقييم نظريات وممارسات إنشاء المناطق الخمس القائمة والخالية من الأسلحة النووية ومناقشة خبراتهم في الترويج لإنشاء المناطق الخالية من الأسلحة النووية وآلية التفاوض حول إنشائها والتنفيذ العملي للترتيبات المتفاوض عليها لتحقيق هذا الهدف وكيفية جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية .

وأوضح المدير العام للوكالة في تقريره أن جميع دول المنطقة باستثناء إسرائيل أطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتعهدت بقبول ضمانات الوكالة الشاملةquot;.. مؤكدا أن المناقشات التي أجراها مع ممثلي دول الشرق الاوسط اظهرت انه quot;ما زال هناك خلاف في الرأي بين إسرائيل وسائر دول منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بتطبيق ضمانات الوكالة الشاملة على جميع الأنشطة النووية الموجودة في المنطقة.

وقال البرادعي ان quot; إسرائيل ترى أنه لا يمكن معالجة مسألة ضمانات الوكالة وجميع قضايا الأمن الإقليمي الأخرى بمعزل عن عملية السلام الإقليمية وأنه ينبغي تناول هذه القضايا في إطار حوار بشأن الأمن والحد من الأسلحة على الصعيد الإقليمي يمكن استئنافه في سياق عملية سلام متعدد الأطراف ومتى تم بلوغ المرحلة الثانية من خارطة الطريق في حين تؤكد الدول الأخرى في المنطقة أنها جميعها أطراف في معاهدة عدم الانتشار وترى أنه ليس هناك تسلسل آلي يربط ما بين تطبيق الضمانات الشاملة على جميع الأنشطة النووية الموجودة في الشرق الأوسط أو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وبين إبرام تسوية سلمية قبل هذا التطبيق وان هذا التطبيق أو الإنشاء من شأنه أن يساهم في إيجاد تلك التسوية quot;.

واعترف البرادعي بعدم إحراز أي تقدّم إضافي بشأن تطبيق ضمانات الوكالة الشاملة على جميع الأنشطة النووية في الشرق الأوسط لكنه أشار إلى أن تقاربا في الآراء آخذ في التطور بشأن عقد المحفل الدولي إلا أنه أكد أنه لا يوجد بعد توافق في الآراء حول جدول أعمال هذا المحفل المقترح .. متعهدا بأنه سيواصل اجراء مشاوراته مع جميع الأطراف المعنية في الشرق الأوسط .