الدليمي يسعى لإعادة بناء جبهة التوافق العراقية

السلطات العراقية فككت 18 شبكة ارهابية الشهر الماضي

صباح الخفاجي من بغداد، وكالات: قال مصدر رفيع المستوى اليوم لـquot;إيلافquot; إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أصدر قرارا بإحالة عدد من المسؤولين العسكريين إلى التقاعد في خطوة تبدو أنها جاءت على خلفية التفجيرات الأخيرة التي وقعت أواخر الشهر الماضي. هذا في وقت تصاعدت فيه حدة الخلافات بين سورياوالعراق على إثر اتهام الأخيرة لدمشق بإيواء المستببين بتلك التفجيرات، وفي الوقت ذاته يستعد الرئيس السوري بشار الأسدللسفر إلى أنقرة لبحث الأزمةمع المسؤولين الأتراك بصفتهم وسطاء بين دمشق وبغداد، بينا دعا مسؤولون عراقيون إلى الحوار لإنهاء الخلافات.

وبشأن الخلافات العراقية الداخلية قال المصدر العراقي لـquot;إيلافquot; إن المالكي أقال كل من، عبد الكريم خلف مدير عام عمليات الداخلية والناطق باسم وزارة الداخلية ومدير عام المتفجرات ومدير عام شؤون الداخلية اللواء احمد أبو رغيف.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن قرار الإحالة على التقاعد قد وصل بالفعل الى وزارة الداخلية وان وزير الداخلية جواد البولاني ابدي استياء من القرار الذي وصفه المصدر بالقرار(المفاجئ) مبيناً أن الوزير يحاول إجراء مفاوضات مع رئيس الوزراء لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء قرار الإحالة على التقاعد.. وان كان له علاقة بتفجيرات وزارتي الخارجية والمالية، التي هزت بغداد وأوقعت أكثر من 100 قتيل و1027 جريح.

من جانبه يسعى وزير الداخلية جواد البولاني لاحتواء الموقف وترك مجال للمفاوضات لاعادة عبد الكريم خلف واللواء احمد ابو رغيف..

وكتب الوزير مطالعة الى رئيس الوزراء مفادها انه يرفض تنفيذ هذا القرار بدون اسباب موجبة وخصوصا ان عبد الكريم خلف بذل جهودا في محاربة الارهاب منذ 2004 الى يومنا هذا..
وكتب الوزير البولاني على هامش الكتاب الرسمي الذي ارسله الى رئيس الوزراء quot;يعز علي الاستغناء عن خدمات بطل كهذا قاد صولة الفرسان في البصرة وديالى وبغداد والموصل..quot;

واوضح المصدر أن وزارة الداخلية تسلمت كتابا رسميا صادرا من رئاسة الوزراء العراقية بتاريخ 1/9/2009 يتضمن قيام رئيس الوزراء العراقي بإصدار قرار إحالة الناطق الرسمي ومدير عام عمليات الداخلية عبد الكريم خلف ومدير عام شؤون الداخلية اللواء احمد ابو رغيف ومدير عام وحدة المتفجرات في الوزارة ذاتها.
ووصف المصدر في حديثه لايلاف بأن العلاقة بين وزارة الداخلية ورئيس الوزراء بالعلاقة المتوترة..لكن حدة التوتر زادت كثيرا بعد تفجيرات وزارتي الخارجية والمالية التي أوقعت قرابة 100 قتيلا و1023 جريحا.

وأضاف quot;شهدت الاجتماعات التي عقدها رئيس الوزراء نوري المالكي مع القادة الأمنيين والوزارات الأمنية بوزرائها تبادل الاتهامات بين الأطراف المجتمعة، بشان المسؤولية عن الأسباب التي آدت الى وقوع التفجيرات بيسر وسهولةquot;.

وتتهم وزارة الداخلية رئاسة الوزراء، وقيادة عمليات بغداد التابعة لرئيس الوزراء بمصادرة القرار الأمني وغياب المهنية.فيما تتهم رئاسة الوزراء وزارة الداخلية بانها مخترقة من قبل البعثيين الذين يشغلون مواقع مهمة ومفصلية.
وتجدر الإشارة إلى أن بغداد اتهمت سوريا بإيواء عناصر تقوم بالتفجيرات في العراق، الأمر الذي أدى لحالة من التوتر بين العراق وسوريا.

عبد المهدي يشدد على حل المشاكل مع دمشق بالحوار
من جهة ثانية شدد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي اليوم الأحد على أهمية حل المشاكل مع سوريا عن طريق الحوار والدبلوماسية وتنسيق الموقف الرسمي في التعامل مع القضايا والأزمات التي تحدث بين بلاده و الدول الأخرى. وقال عبد المهدي في اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباريquot; من الضروري ملاحقة الملفات السياسية بموقف مشترك بين جميع المسؤولين العراقيينquot;.
ونقل بيان صادر عن مكتب عبد المهدي اليوم الأحد تأكيده لزيباري على أهمية حل المشاكل مع سوريا عن طريق الحوار والدبلوماسية ، موضحا في ذات الوقت بان وجود عناصر بعثية في سوريا يؤثر على الوضع العراقي. و نقل البيان عن زيباري تشديده على سعي بغداد quot;للتهدئة مع الجارة سوريا وحل المشاكل معها عن طريق الحوارquot;، مشيراً في الوقت ذاته الى أهمية معالجة جذور هذه القضية.

وتأتي تصريحات عبد المهدي وزيباري بعد يوم واحد من تجديد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مطالبته لquot;بعض دول الجوارquot; من دون ان يسميها بوضع حد لنشاط منظمات إرهابية قال انها مازالت تحتضنها ،مؤكدا ان بلاده تواجه تحالفا معاديا مدعوما من جهات خارجية. وكانت بغداد طالبت دمشق الأسبوع الماضي تسليمها محمد يونس الأحمد وسطام فرحان القياديان في حزب البعث العراقي المنحل اللذين تتهمهما بالتورط بتفجيرات بغداد الأخيرة .

الأسد يزور أنقرة قريبا لبحث الأزمة بين سوريا والعراق
إلى ذلك من المقرر أن يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى أنقرة قريبا لمناقشة الأزمة الناشبة بين بلاده والعراق والتي تقوم تركيا فيها بدور الوسيط.

الى ذلك حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم أمس السبت الذين quot;يحتضنون المجرمينquot; بأنهم quot;سيدفعون الثمن حتماquot; موجها في الوقت ذاته انتقادات الى دول الجوار دون تحديدها بالاسم. وقال المالكي خلال احتفال في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) لتوزيع قطع من الاراضي على quot;أسر الشهداء والسجناء السياسيينquot; السابقين ان quot;المتمردين على القيم والانسانية لن يقفوا على حدود العراق والذين يحتضنون المجرمين سيدفعون الثمن حتماquot;. واضاف quot;فلا يتصور أحد مهما كان لديه من قوة ومخابرات انه سيكون بمنأى عن التداعيات التي تتواصل وتتصاعد، والعالم مطالب ان يقف وقفة واحدة بوجه الشر والارهاب والجريمةquot;.

زيباري يطلب تدخل فرنسا

دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم الأحد فرنسا وبقية أعضاء مجلس الأمن الى دعم طلب العراق تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول تفجيرات quot;الأربعاء الداميquot; في بغداد . وجاءت دعوة زيباري خلال استقباله سفير فرنسا الجديد المعين لدى العراق بوريس بوالان وتسلمه نسخة من أوراق اعتماده.

ونقل بيان لوزارة الخارجية عن زيباري ترحيبه برغبة فرنسا في توسيع تمثيلها الدبلوماسي في بغداد وإشادته quot;بإدانة باريس للتفجيرات الإرهابية الأخيرة ببغداد في 19 الشهر الماضي وإبدائها استعدادها لاستقبال جرحي هذه التفجيرات للعلاج في مستشفياتهاquot;. وأوضح البيان ان الجانبين بحثا آفاق توسيع العلاقات العراقية الفرنسية في المجالات التجارية و الاقتصادية والعسكرية و الثقافية.