محمد حميدة من القاهرة: اعتبر خبراء سياسيون مصريون quot; دعوة وزير الخارجية الإيراني quot;منوشهر متكيquot; مصر إلى عدم فتح الفرصة أمام بعض وسائل الإعلام لتشويه الأحداث وعدم طغيان بعض الخلافات الجزئية على الأجواءquot; فيما يتعلق بالخلافات بين الجمهورية الإسلامية والقاهرة بانها ايجابية وتعكس عدم الرضا عن مستوى العلاقات فى الوقت الحالى، لكنهم اكدوا فى حديثهم لإيلاف ان هذه التصريحات لا تكفى لعودة العلاقات، بل يحب ان يقابلها تحركات وأفعال وإجراءات ايرانية تثبت لمصر بأنها تعمل من اجل الاستقرار حتى يصب ذلك فى صالح عودة العلاقات .

وأكد متكي خلال لقائه رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران عبد الحميد الزيات الذى انتهت فترة عمله هناك، أن البلدين لديهما وجهات نظر مشتركة، قائلا quot;لا ينبغي أن تطغى بعض الخلافات الجزئية على الأجواء.quot;واضاف quot;الإبداع الدبلوماسي يمكنه أن يضمن المصالح العليا للبلدان بشكل حكيم،quot; معربا عن أمله بتوفير المزيد من الفرص لتوحيد المواقف في إطار quot;التحديات المشتركة،quot; وأكد متكي أن quot;مصر وإيران لديهما مواقف مشتركة عديدة على صعيدي المحافل الدولية وحركة عدم الانحياز يمكن أن تكون فرص نافعة لتوسيع نطاق المشاورات في القضايا التي تهم البلدين.quot;

من جانبه اعتبر السفير محمد الغمراوى رئيس جمعية الصداقة المصرية ndash; الإيرانية ان مثل هذه التصريحات خطوة على الطريق الصحيح وتدفع العلاقات الى الامام مشيرا الى ان العلاقات بين مصر وإيران هامة جدا وتحسنها يصب فى صال البلدين ، لافتا الى ان هناك إطراف تتحين الفرص لتعميق حدة الخلافات بين البلدين وزرع الشقاق بين الدول الإسلامية لتفادى عرقلة مصالحهم .

والقى الغمراوى باللوم على البلدين فى عدم عودة العلاقات الدبلوماسية قائلا ان مصر يمارس عليها ضغوطا خارجية بعدم عودة العلاقات المصرية الإيرانية إلى مسارها الطبيعي ونفس الشئ تتعرض طهران لضغوط داخلية لمنع التقارب الدبلوماسي من جانب الحرس الثورى الذى يؤمن بفكرة تصدير الثورة . واتفق الغمراوى ان الإعلام فى البلدين يلعب دورا مؤثرا فى تعميق الخلافات، محذرا من الالتفاف الى الخلافات الجزئية التى اعتبرها تقف عائقا امام عودة العلاقات لمسارها الطبيعي .

ومن جانبه قال أيمن راضى خبير الشئون الايرانية ان متقى سبق ان أعرب قبل ذلك انه غير راضيا عن مستوى العلاقات بين مصر وإيران وبالرغم من ان هذه التصريحات ايجابية، إلا انها لا تكفى وحدها لعودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، quot; لازالت هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها من البلدين لتحسين العلاقات السياسية، الجانب المصري يحتاج الى ان يظهر حسن النية نحو تصريحات الجانب الايرانى، وتظهر ايران لمصر على الجانب الاخر بأنها تعمل لصالح الاستقرار فى المنطقة وعدم التدخل فى الشئون العربية الداخلية وترفع يدها عن الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة والتى تتهم إيران بانها احد العقبات الرئيسية أمام انجازها حتى الآن . وأضاف ايمن quot;حان الوقت لان يجلس البلدين على مائدة تفاوض واحدة لنبذ الخلافات وسعيا لصياغة رؤية مشتركة تجاه القضايا الإقليمية مثل العراق والقضية الفلسطينية وأسلحة الدمار الشامل.

بيد ان الموقف المصرى من ايران واضحا وثابتا، وعودة العلاقات مرهون بعمل إيران لصالح الاستقرار فى المنطقة ، كما أكد السفير حسام ذكى المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية مرارا فى تصريحاته حول عودة العلاقات بين مصر وايران . quot;هناك آمال معقودة لدى كل من يتمنى الاستقرار للمنطقة، ومصر لديها وجهة نظر واضحة، فيما يتعلق بالأفعال الإيرانية في المنطقة وكيفية التعامل مع هذه الأمور quot;، quot;إذا رأت إيران أنها تريد أن تعمل لصالح الاستقرار في المنطقة فسيكون بالتالي هذا سلوكا نؤيده أما إذا استمرت إيران في سلوكها الذي يغذى من عدم الاستقرار ويغذى من الاستقطاب ومن حالة المواجهة وتحديدا المواجهة العسكرية في هذه المنطقة وبما يزعزع الأمن والاستقرار فيها فهذا الأمر يجب التصدي له بغض النظر عن مواقف هذه الدولة الكبرى أو تلكquot;، معتبرا أن دول المنطقة واعية تماما للتحركات الإيرانية وللسلوك الإيراني.

وقد تصاعدت التوترات بين مصر وايران إبان حرب غزة الأخيرة، وتسابق الإعلام فى البلدين فى تكييل الاتهامات للبلد الأخر . فقد اتهمت ايران مصر بالخيانة والتواطؤ مع العدو الاسرائيلى ضد أهل غزة بدعوى إغلاق معبر رفح ودعت الشعب والجيش للثورة ضد النظام وquot; فتح الحدود بصدورهم quot;، وهو ما اعتبرته مصر تدخلا فى شئونها الداخلية واتهمت ايران بمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة والتدخل فى شئون الدول العربية .

واتخذ مصر إجراءات جدية من شانها تقويض النفوذ الايرانى حيث القت مصر القبض على خلية حزب الله وتوجيه اتهامات لأعضاء الخلية (مصريون ولبنانيون وسودانيون) بالعمل على تهديد الامن القومى وضرب الاستقرار فى مصر بالتخطي للقيام بعمليات إرهابية ضد اهداف اجنبية على ارض مصر ورصد ومراقبة والتخطيط لتفجير سفن عابرة بقناة السويس. ويحاكم اعضاء الخلية حاليا امام محكمة امن الدولة طوارئ . كما ألقت القبض على تنظيم شيعى مكون من 70 مصريا بحسب ارقام غير رسمية بتهمة نشر المذهب الشيعى فى مصر وتلقى اموال من سوريا وايران .

لكن على الجانب الأخر اتهمت تقارير إعلامية إيرانية عددا من أجهزة الاستخبارات العربية، من بينها مصر، بتقديم المساعدة لعناصر quot;جند اللهquot; السنية المسلحة، التي تنفذ هجمات ضد القوات الإيرانية. وقالت وكالة فارس الرسمية المقربة من الحرس الثورى الايرانى ان جماعة quot;جند اللهquot; quot;تتلقى تدريبات عسكرية، في معسكر يقع في منطقة جبلية قرب الحدود الأفغانية-الباكستانية، على أيدي أحد الأفراد المصريين التابع لجهاز الاستخبارات المصريةquot;، وهو ما نفته مصر بشدة .

وتأتي الاتهامات الجديدة بعد أسابيع قليلة من قيام وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية باتهام مصر بجانب الاردن والسعودية، بمحاولة الضغط على الحكومة العراقية للتخلي عن إدارة quot;معسكر أشرفquot;، الذي يتجمع فيه عناصر من جماعة quot;مجاهدي خلقquot; الإيرانية المعارضة، وذلك بعد أيام على وقوع ضحايا خلال محاولة الشرطة العراقية السيطرة على المعسكر.