يوسف صادق من غزة:إعتبر الدكتور المهندس عماد الفالوجي، وزير الإتصالات الفلسطيني السابق، أن ما تقوم به حركة حماس في قطاع غزة من فرض قوانين وقرارات إسلامية على سكان القطاع، هو أمر طبيعي يأتي في سياق نهج حركة الإخوان المسلمين التي تمثلها في فلسطين.

وقال الفالوجي في لقاء معه أجرته إيلاف quot;على مدار السنوات الخمس الأخيرة، تيقنت السياسة الدولية أن نهج الإخوان المسلمين وسطي، إذا ما قورن بالنهج المتشدد الذي يمارسه تنظيم القاعدة العالميquot;، مشيرًا إلى ان حماس تحاول فرض القوانين الإسلامية على سكان غزة من خلال خطباء المساجد ووسائل الإعلام، في حين تفرض التنظيمات الإسلامية المتشددة تلك القوانين بقوة السلاح.

وتحاول حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2006 عسكريًا، بعد إقتتال دامٍ مع حركة فتح التي كانت تتزعم أجهزة السلطة الفلسطينية، تحاول فرض الشريعة الإسلامية داخل مناطق نفوذها، إلا أنها قوبلت بردود عكسية من منظمات حقوق الإنسان، الأمر الذي حذا بها للتراجع في بعض قرارتها. وأضاف الدكتور الفالوجي، كان عضوًا في قيادة حماس قبل توليه منصبًا وزاريًّا في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، quot;بات من الواضح أن الخيار الدولي هو مواجهة الإسلاميين الأكثر تشدّدًا بالإسلاميين الوسطيين، بعد فشل القوات الدولية مجتمعة في إجتثاثهم في أكثر من معركة، وفي أكثر من بلد، كحرب أفغانستان التي أدارتها القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادنquot;.

وإعتبر أن الصومال نموذج واضح لما تقوم به السياسة الدولية في دعم احد أطراف الجماعات الإسلامية في قتاله ضد الشباب الإسلامي الذي إستولي على الحكم لفترة وجيزة.

وأكد الدكتور المهندس الفالوجي أن الفكر الأيدلوجي لحركة حماس لن يتوافق بتاتاً مع الفكر الأيدلوجي لحركة فتح من حيث الجوهر، لكنه قال لإيلاف quot;سيتم التوافق بين الحركتين شكلياً فقط، لكنها لن ترتقي لتوافق كامل للصلاحيات المخولة للطرفين.

وتحاول القيادة المصرية، منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، بإعادة الوضع لما كان عليه، من خلال جولات حوار بين الفصائل الفلسطينية بما فيهم حماس، إلا أن تلك الحوارات ما زالت تراوح مكانها، دون أي تقدم.

وإعتبر الوزير الفلسطيني السابق، أن حماس بدأت تتجه نحو ما أقرته حركة فتح سابقًا من حيث السماح لوزرائها بلقاء نظرائهم الإسرائيليين بما يخص المشاكل اليومية التي تواجه المواطن الفلسطيني. وقال quot;عندما كنت وزيرًا للإتصالات، أعطى لنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات الصلاحيات بالإتصال بنظرائنا الإسرائيليين في المجال نفسه لحل المشاكل اليومية العالقة التي تواجه المواطن الفلسطينيquot;.

وكانت إسرائيل قد أشعلت حربًا على قطاع غزة، أسمتها الرصاص المصوب، في أواخر العام الماضي، سقط خلالها أكثر من 1450 فلسطينيًا، لكنها لم تستطع إجتثاث قوة حركة حماس في قطاع غزة، وفشلت في تحرير جنديها الأسير جلعاد شاليط، الذي تحتجزه حركة حماس لديها منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأكد الفالوجي أن تقدم الحوار الفلسطيني الداخلي مرتبط في المفاوضات غير المباشرة الجارية بين حركة حماس وإسرائيل فيما يتعلق بملف الجندي شاليط عبر الوساطة المصرية أو التدخل الألماني الجديد. وقال لإيلاف quot;الأولوية الأساسية لإسرائيل هو تحرير الجندي شاليط بأقل الخسائر الإسرائيلية على المستوى السياسي، حتى لا تكون هذه العملية دافعًا لتكرارها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية. فالرئيس محمود عباس يعتقد جازما أن إتمام المصالحة الفلسطينية في ضوء عدم الانتهاء من قضية شاليط، لن يؤدي ذلك إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بل قد تعمل المصالحة في ظل الظروف الحالية إلى انتقال الحصار من قطاع غزة إلى الضفة الغربيةquot;.

وكشف الدكتور الفالوجي أن سفراء أجانب أبلغوا قيادة حركة حماس، بنية إستعداد إسرائيل لحرب قادمة في شهر نوفمبر القادم، إستكمالاً للبند الرابع من خطتها التي حاربت فيها قطاع غزة، والتي ستندرج تحت عنوان quot;من بيت لبيتquot;.

وكان عدد من قادة الجيش الإسرائيلي إنتقدوا وقف الحرب الإسرائيلية على غزة (27/12 حتى 23/1) من العام الجاري. وطالبوا بإستكمال بنود الخطة العسكرية التي وضعوها للحد من قوة حماس العسكرية على الأرض.

وقال الدكتور الفالوجي quot;التعبئة الفكرية الداخلية لدى حركة حماس قوية جدًا، فمن الصعب أن تنهار الحركة الإسلامية أمام ضربات عسكرية أو حتى إحتلال، بل على العكس تمامًاquot;.