الأمم المتحدة: قال مسؤول بالامم المتحدة اليوم الجمعة ان صراعاً جديداً قد يتفجر في السودان ما لم يتفق خصوم الامس على كيفية اجراء استفتاء مقرر له عام 2011 بشأن ما اذا كان الجنوب سينفصل عن الشمال. وخاض شمال وجنوب السودان حربا استمرت 20 عاما وانتهت بابرام اتفاق سلام في عام 2005 لكن التوترات مازالت قائمة وقد بدأ الوقت ينفد للاعداد لاثنين من استحقاقات الاتفاق .. الاول اجراء انتخابات عامة مقررة في 2010 والثاني استفتاء في مناطق الجنوب عام 2011.

وقال ديفيد جريسلي منسق الامم المتحدة الاقليمي لجنوب السودان للصحفيين في اتصال مصور ان على شمال وجنوب السودان الان الاعداد للنتيجتين المحتملتين للاستفتاء وحذر من أن الترتيبات تأخرت عن موعدها. وقال quot;لا يبدو أن أيا من الطرفين يريد صراعا جديدا.quot;

وقال ان من المحتمل أن يقبل الجانبان بهدوء أي نتيجة يسفر عنها الاستفتاء لكن ذلك سيتطلب اتخاذ quot;قرارات صعبة في المستقبل القريب بشأن كيفية التوصل الى تلك التسوية النهائيةquot; حتى يتمكن الشمال والجنوب من التعايش سواء في بلد موحد أو كدولتين جارتين. وأضاف quot;البديل هو استئناف الصراع وهذا خطر قائم بالفعل.quot;

ومن المعتقد أن يؤيد الانفصال معظم الجنوبيين الذين لديهم ذكريات مريرة عن الحرب الاهلية. ويشعر الكثير من المسؤولين الشماليين بالقلق من احتمال فقدان الجنوب الذي ينتج معظم ثروة السودان من النفط. وقتل مليونا شخص وفر أربعة ملايين اخرين في الفترة بين 1983 و2005 عندما خاض شمال وجنوب السودان معارك بسبب خلافات في الايديولوجية والعرق والدين.

وقال جريسلي ان أهم القرارات الصعبة بشأن الاستفتاء هي من سيصوت ودرجة الاقبال المطلوبة ونسبة الاصوات الضرورية لاختيار الوحدة مع الشمال او انفصال الجنوب. وأضاف أن الجانبين يختلفان بشأن هذه المسائل ومسائل اخرى.

ويجري مفاوضون من شمال السودان ومن الجنوب شبه المستقل مناقشات بشأن القضية لكن أحدث جولة من المحادثات لم تسفر يوم الخميس عن التوصل الى اتفاق. وقال جريسلي انه كلما تأخرت القرارات المتعلقة بكيفية اجراء الاستفتاء زادت احتمالات تجدد القتال في أنحاء اكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة.

واضاف quot;الوقت المتبقي لعمل ذلك بدأ ينفد .. ينبغي حقا انجاز هذا الامر خلال الشهور القليلة القادمة من أجل اتمام كل التجهيزات.quot; وعبر جريسلي ايضا عن قلقه ازاء حقيقة ان جنوب السودان مازال quot;يعج بالاسلحةquot; بسبب الحرب الاهلية الطويلة وضعف قوات الامن الجنوبية. وقال ان الناس يشعرون بالحاجة الى الاحتفاظ بالاسلحة من اجل الدفاع عن النفس. وأضاف أن الهجمات والغارات التي يشنها قطاع الطرق الذين يسعون للسيطرة على الماشية والمياه والارض لاتزال تقض مضاجع السكان في جنوب السودان.

ولم تكن الحرب بين شمال وجنوب السودان جزءا من صراع دارفور الذي اندلع عام 2003 عندما حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح متهمين الخرطوم بتجاهل المنطقة النائية الواقعة في غرب البلاد. وتنشر الامم المتحدة قوة حفظ سلام قوامها عشرة الاف فرد في جنوب السودان تعمل على مراقبة الالتزام باتفاق السلام بين الشمال والجنوب المبرم عام 2005.