تحذير أممي من حرب بين شمال وجنوب السودان

يامبيو: اتهم مسؤولون بالامم المتحدة الجمعة حركة جيش الرب للمقاومة الاوغندية المتمردة بشن عدد متزايد من الهجمات quot;الوحشيةquot; في جنوب السودان وحرق قرى وقتل مدنيين وخطف أطفال. وقالت أميرة حق منسقة الامم المتحدة للشؤون الانسانية في السودان للصحفيين في بلدة يامبيو الجنوبية quot;حدثت زيادة سريعة (في الهجمات) خلال الشهور القليلة الماضية. على مدى الاسابيع الست الماضية وقع 11 هجوما.quot;

وأضافت quot;في شهر سبتمبر وحده وقعت سبع هجمات ادت الى تشريد اشخاص.quot; وقال مسؤولون بالامم المتحدة ان 200 شخص على الاقل قتلوا في هجمات من هذا النوع منذ أواخر عام 2008. وقالت منظمات اغاثة أخرى في تقرير ان 137 شخصا خطفوا في منطقة غرب الاستوائية منذ يناير كانون الثاني.

وقالت حق ان الهجمات بثت الرعب في قلوب عشرات الالاف من الاشخاص وجعلتهم يفرون من منازلهم في غرب الاستوائية. وتعاني منطقة الادغال الكثيفة هذه الواقعة على الحدود مع جمهوية الكونجو الديمقراطية من عمليات قتل ونهب وخطف اطفال يقوم بها جيش الرب للمقاومة منذ عدة سنوات لكن هذه الحوادث تفاقمت منذ انهارت العام الماضي عملية سلام.

كانت محادثات جرت بين ممثلين عن جيش الرب المتمرد والحكومة الاوغندية بوساطة جنوب السودان اسفرت عن التوصل الى نصف اتفاق سلام لكن زعيم جيش الرب جوزيف كوني لم يخرج من مخبأه في الاحراش لتوقيع الاتفاق. بعد ذلك حاول جنوب السودان شبه المستقل عن شمال السودان بموجب اتفاق سلام عام 2005 منع جيش الرب من دخول أراضيه من قواعد في جمهورية الكونجو الديمقراطية ومن التحرك في المنطقة لكن جيش الجنوب لم يتمكن من القضاء على المتمردين.

وأدت الحرب المستمرة في أوغندا منذ 20 عاما الى تشريد مليوني شخص هناك وتسببت ايضا في زعزعة الاستقرار في منطقة اوسع نطاقا تشمل جنوب السودان الغني بالنفط وشرق جمهورية الكونجو الديمقراطية الغني بالمعادن. وكوني مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وقالت حق ان عائلات كثيرة فقدت اطفالا في عمليات الخطف التي يقوم بها جيش الرب للمقاومة وان قرى أحرقت. ويشتهر جيش الرب للمقاومة بخطف الاطفال واجبارهم على العمل كحراس او جنود. ونشط جيش الرب أيضا في جمهورية الكونجو الديمقراطية خلال الشهور الماضية وهناك أكثر من 18 ألف شخص من النازحين الذين تقدر الامم المتحدة عددهم بنحو 86 الف شخص في غرب الاستوائية هم لاجئون من هناك.

وقالت حق ان حكومة جنوب السودان تكافح لتوفير الامن في منطقة أحراش كبيرة غير كثيفة السكان وتعد واحدة من أكثر المناطق النائية في افريقيا وهي مهمة أصبحت اكثر صعوبة بسبب انقسام جيش الرب للمقاومة الى العديد من الجماعات الصغيرة المختلفة.