صنعاء، وكالات: أعلن الجيش اليمني الجمعة أنه يعد هجوما على محور طرق استراتيجي يؤدي الى صعدة (شمال)، معقل المتمردين الشيعة، بعد ان كبدهم خسائر فادحة. وقال مصدر عسكري بحسب ما اوردت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إن quot;وحدات عسكرية وأمنية واصلت تقدمها بنجاح في اتجاه خط حرف سفيان صعدة وذلك بهدف تأمين وإزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها العناصر التخريبية لاعاقة حركة السير فيهquot;.

واضاف ان quot;قواتنا المسلحة تمكنت من تكبيد عناصر التخريب والتمرد خلال الساعات الماضية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ودمرت عددا من اوكارهم ومواقعهم في اكثر من منطقة وموقعquot;. وبحسب هذا المصدر، فان المواقع التي انتقلت الى سيطرة الجيش تقع في شمال حرف سفيان، المدينة التي تم quot;تحريرهاquot;، وفقا لما اعلنته السلطات العسكرية الخميس.

واكد المصدر العسكري ان الهجوم الجاري منذ شهر يتركز حاليا على فتح طريق حرف سفيان الواقعة في محافظة عمران ومدينة صعدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. وقد دكت المدفعية أقساما من هذه الطريق وquot;تعمل القوات المسلحة حاليا على تطهيرها من العناصر المتمردة ومن الالغام والعبوات الناسفة التي زرعت فيها للسماح بفتحها امام القوافل الانسانيةquot;، وفقا للمصدر نفسه.

واضاف المصدر أن الجيش وجه quot;ضربات عنيفة للمتمردينquot; في مناطق اخرى من محافظة صعدة وأسر أربعة منهم. من جهة اخرى ونقلا عن مصدر محلي، اشارت وكالة سبأ الى معارك بين مقاتلين قبليين ومتمردين في محافظة صعدة. وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط قتيل في صفوف المتمردين وجريحين في صفوف المقاتلين القبليين.

فيما تحدث المتمردون عن الاستيلاء على معسكر الشقراء بكامل معداته و أسر 80 جنديا بينهم عدد من الضباط. من جانبه أعلن المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام مساء اليوم عن سيطرة مقاتلي الجماعة على موقع الشقراء العسكري والاستيلاء على جميع الآليات والمعدات العسكرية الثقيلة التي كانت داخله وأسر جميع الجنود الذين كانوا فيه وعددهم 80 بينهم عدد من الضباط .

وأضاف في تصريح خاص بموقع الاشتراكي نت quot; ان السلطة التي هاجمت فجر الخميس مدينة حرف سفيان بأكثر من ثلاثة ألوية عسكرية و لم تكن تتوقع ان تتكرس هجماتها بتلك الصورة وان نتحول من موقع الدفاع بالنسبة لنا إلى الهجوم في هذه الجبهة التي تحولت مقبرة للدبابات والآليات quot; . وتقدر الأمم المتحدة أن يكون حوالى 150 ألف مدني قد نزحوا من ديارهم منذ بداية المواجهات بين الحكومة والحوثيين عام 2004.

هذا وربط وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ما بين وقف العمليات العسكرية اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، شمال غربي البلاد، وبين تجاوبهم لمطالب الحكومة الست. وقال إن هذه المجموعات خارجة عن القانون، وضد الدستور، وتتمرد على نظام الحكم.

وأشار في حوار مع quot;الشرق الأوسطquot; إلى أن العمليات العسكرية والصراعات طالت في صعدة بسبب تدخلات القبائل اليمنية التي كانت تتوسط لإنهاء الصراع، وتسليم الحوثيين للسلاح. وأكد القربي أن ظاهرة انتشار السلاح في اليمن قد ساعدت على الاقتتال. وحول التدخل الخارجي في تسوية قضية الحوثيين أكد ان الوقوف مع الحكومة اليمنية في مواجهة التمرد أهم أنواع الدعم.

وقال القربي ان اليمن دولة مهمة إقليميا، واستقرارها مهم للمنطقة، ولكن أكد رفض الحكومة التدويل والتعريب، وهي قضية داخلية، وقال ان كل مواقف الدعم لا تعد تدخلا بقدر الحرص على استقرار اليمن ووحدته، وهذا ما عبرت عنه المجموعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.