عامل فلسطيني يمارس عمله في مستوطنة بيتار عيليت اليهودية في الضفة الغربية يوم الاربعاء (رويترز)

كثير من العمال في المستوطنات هم فلسطينيون يقولون انهم يتوقون الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية لكنهم في الوقت نفسه بحاجة الى كسب قوتهم.

بيتار عيليت (الضفة الغربية): من هنا حيث التلال المرتفعة وراء القدس ربما يجد الرئيس الاميركي باراك أوباما رؤية مختلفة للمستوطنات التي تعرقل حملته الطموح لحل الصراع الدائر منذ 60 عاما في الشرق الاوسط.
ولا يبدو أن quot;تجميدquot; البناء فيها أو quot;تقييدهquot; يمثل فرقا بالنسبة الى الفلسطينيين الذين باتوا يرون تلك المستوطنات المسورة ذات الاسطح الحمراء المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية حقائق ثابتة على الارض تعد منذ سنوات جزءا من حياتهم .

وهم يدركون أنه حتى اذا جرى التوصل الى اتفاق سلام فستحتفظ اسرائيل بأكبر مستوطناتها في الضفة الغربية في اطار مقايضة أراض مع دولة فلسطينية جديدة.
وتستمر أعمال البناء كالمعتاد على منحدرات تلك التلال رغم القمة المخيبة للآمال التي عقدت يوم الثلاثاء في نيويورك حيث فشل أوباما في اقناع اسرائيل بوقف البناء حتى يمكن استئناف محادثات السلام المتعثرة.

وكثير من العمال فلسطينيون يقولون انهم يتوقون الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية لكنهم في الوقت نفسه بحاجة الى كسب قوتهم ويرفضون ترك أسرهم للجوع في حين توجد وظائف يمكنهم العمل فيها حتى لو كانت لدى اسرائيليين.
وقال مقاول يدعى أبو سعيد ينفذ أعمالا في مستوطنة اليعازر القريبة من بيت لحم quot;اذا جاء أوباما الى هنا فسيمنحه الوضع بالطبع رؤية مختلفة للواقع لان من رأى ليس كمن سمع.quot;

ويشير وهو يقف على أطراف قرية وادي نيص الفلسطينية الى خمس مستوطنات اسرائيلية على قمم الجبال والتلال القريبة الى الجنوب من القدس وهي بلدات اما ستسلم الى دولة فلسطينية جديدة أو ستشملها مقايضة أراض.
وبدأ الاستيطان بعدما استولت اسرائيل على الضفة الغربية في حرب 1967 ونما بوتيرة سريعة في الثمانينات. ويسكن نحو 300 ألف اسرائيلي في 100 مستوطنة في فيلات مترفة ذات حدائق غناء وشقق سكنية ما زالت رائحة الخرسانة تفوح منها.

ويصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عدم استئناف محادثات السلام مع اسرائيل التي توقفت أواخر العام الماضي قبل أن توافق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تجميد كل الانشطة الاستيطانية.
وعرض نتنياهو تعليق البناء لمدة لا تزيد على تسعة اشهر.

وكان أوباما أيضا يصر على quot;التجميدquot; لكن عندما وصلت المحادثات الى طريق مسدود يهدد بتوقف المفاوضات لاجل غير محدد حث اسرائيل هذا الاسبوع على quot; التقييدquot;.
ولم ير العمال في بيتار عيليت الفرق بين المعنيين. وبيتار عيليت احدى أحدث المستوطنات جنوبي القدس حيث تعيش أسر يهودية ارثوذكسية في مبان من ستة طوابق زينت واجهاتها بأحجار عسلية اللون.

وقال رئيس مجموعة من ستة عمال فلسطينيين يقومون بانشاء أرصفة للمشاة بالمستوطنة quot;انه حديث فارغ.. الحديث عن تجميد المستوطنات. شاهدنا أمس هذه القمة بشأن تجميد المستوطنات وعدنا اليوم هنا للعمل كالمعتاد.quot;
وقال عامل quot;اليهود لن يغادروا المستوطنات أبدا. هذا حلم زائف. ما أُخذ بالقوة لا يُسترد الا بالقوة.quot;

ولا يفصح العمال عن أسمائهم لكنهم لا يمانعون في التحدث أمام الكاميرا. وهم من الخليل التي تفتخر بأنها معقل للروح الوطنية الفلسطينية ورغم ذلك يقولون ان الجيران يتفهمون اختيارهم العمل في المستوطنات.

ويقول ابو صائب ان عمله يدر عليه ما يكفي لإعالة أسرته الكبيرة quot;وتعليم أبنائي البقاء في الارض بدلا من التخلي عنهاquot;. وكذلك يقول العمال الآخرون ان الاجور التي يمكنهم الحصول عليها هنا حيوية بالنسبة اليهم.
وبينما كانوا جالسين على جانب طريق يتناولون وجبة غداء بسيطة على ورقة من الكرتون غمز أحدهم بعينه قائلا quot;نحن نعمل هنا وفق أعلى المعايير. فنحن نأمل أن يخرج الاسرائيليون من هنا يوما ما ونأتي نحن.quot;