رغم الحديث عن جهوزية جيشها ترى إسرائيل ان المنطقة ما زالت قابلة للإنفجار.

تل أبيب: حذر ضابط إسرائيلي كبير مما وصفه بـتهديدات quot; أمنية مصيريةquot; على إسرائيل في العام 2010 المقبل، تتمثل بإيران وبرنامجها النووي وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، مشيراً إلى أنه على الرغم من تعاظم قوة الردع الإسرائيلية، إلا أن المنطقة ما زالت quot;قابلة للانفجارquot;.

وأعلن رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي اللواء أمير ايشل ان التهديد العسكري على إسرائيل يتعاظم على كل الجبهات، وانه بالرغم من تحسن مستوى الردع الإسرائيلي إلا أن الوضع على الحدود اللبنانية أو مع قطاع غزة قابل للانفجار في أية لحظة.

وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة quot;هآرتسquot; ونشرتها اليوم الجمعة، إن ثمة تحديات كبيرة أمام إسرائيل quot;أولها إيران وإلى جانبها العلاقات المعقدة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاقات من شأنها أن تراقب وتقلص تهريب الأسلحة إلى حماس وحزب الله ومشاكل أخرى تتعلق بتسلح الجيش الإسرائيلي، وخصوصا شراء الطائرة المقاتلة الأميركية (أف 35) الأكثر تطورا في العالمquot;.

وتجدر الإشارة إلى أن إيشل، بصفته رئيسا لشعبة التخطيط، فإنه مسؤول عن العلاقة المهنية الوثيقة بين الجيش والحكومة، وعن بلورة بناء قوة الجيش الإسرائيلي، وهو طيار حربي وكان مسؤولاً عن سرب الطيران الذي بين طائراته المقاتلة التي أغارت على منشأة دير الزور السورية قبل سنتين، وهو مرشح لتولي قيادة سلاح الجو بعد سنتين ونصف السنة.

وقال إيشل، في سياق حديثه عن تزايد جهوزية الجيش الإسرائيلي على اثر التدريبات المكثفة التي أجراها في أعقاب حرب لبنان الثانية، quot;لا أذكر متى كانت لدينا قوة ردع مثل تلك التي لدينا اليوم أمام حزب الله، حتى لو أن هذا لا يعني أن يقدم شخص ما على تفجير نفسه عن الحدود صباح غدquot;.

وأضاف quot;كذلك فإن مستوى الردع أمام حماس، بعد عملية (الرصاص المسكوب) العسكرية في قطاع غزة، مرتفع جدا، ورغم ذلك فإن المنطقة ما زالت قابلة للانفجارquot;. وقال إيشل quot;لا يمكن القضاء على منظمة إرهابية مزروعة عميقا في قلب المناطق السكنية، لكن بالإمكان توجيه ضربات لها وردعها، وأنا أنطلق من فرضية أن تسلح (حزب الله وحماس) بالقذائف الصاروخية والصواريخ سيستمر ويتطور كما أن مدى الصواريخ سيطولquot;.

وأشار إيشل إلى أن إسرائيل تعي اليوم الرابط بين الجبهات المختلفة، لكن ليس بالضرورة أن تساند بعضها البعض quot;فمثلا خلال عملية (الرصاص المسكوب)، حزب الله جلس بهدوءquot;.
وأضاف quot;أنا لا أعتقد أن الضغط على مفتاح quot;انترquot; (Enter) في إيران يعني أن حزب الله سينفذ ما يقولون له فورا، لكن ينبغي علينا أن ننطلق من فرضية أنه إذا دخلنا في صدام في إحدى الجبهات، فإنه ليس مستبعدا أن تشتعل جبهات أخرىquot;.

وتابع الضابط الإسرائيلي أن quot;المحور الراديكالي في المنطقة، برئاسة إيران، يسعى للحصول على سلاح نووي وقد بنى لنفسه كافة القدرات، في الشمال أعد حزب الله وأقام قاعدة لوجيستية في سوريا وشبكات تهريب الأسلحة، وأقام قوة حماس التي من شأنها أن تستنزف قوتناquot;. لكنه أشار إلى تأييد القيادة العليا للجيش لتنفيذ إسرائيل خطوات تجاه سوريا quot;لانتزاعهاquot; من حلفها مع إيران وإضعاف هذا المحور.

وقال quot;إذا خرجت سوريا بصورة مفاجئة من هذا المحور، فإن هذا لن يؤدي إلى انهياره، لكن ذلك سيؤثر على قدراته بصورة دراماتيكية وسيهز أجهزته بقوة، لكن السؤال هو ما إذا كان إخراج سوريا من المحور هو أمر ممكن، فهل هناك أحد يعرف ما يدور بين أذني (الرئيس السوري) بشار الأسد؟quot;.

وأوضح إيشل إن quot;سوريا ترقص اليوم في قاعتي أعراس ولا تدفع ثمن أي منهما، فهي مستمرة في القيام بنشاط ضار في العراق ولبنان، ومن الناحية الثانية فإن الأسد يلتقي (زوجة الرئيس الفرنسي) كارلا بروني بعد عزلة طويلةquot;.

وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، قال إيشل إنه quot;يجب أن يثير قلق العالم المتنور وعلى المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن يتجند لكي يتوقف البرنامجquot;. وأعرب عن تأييده لإبرام الصفقة الضخمة مع الولايات المتحدة لشراء الطائرات المقاتلة quot;اف-35quot; لمواصلة التفوق الجوي الإسرائيلي.