فجرت المواجهات التي اندلعت قرب بوابات وداخل ساحات المسجد الأقصى بين مئات الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على خلفية التصدي الفلسطيني لمحاولة قامت بها جماعات يهودية متشددة لاقتحام المسجد الذي يقدسه المسلمون بمناسبة حلول عيد يهودي.

غزة: أكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح ،فهمي الزعارير، في بيان له quot;أهمية مواصلة اليقظة والحرص والتوحد في وجه الاحتلالquot;، مطالباً الدول العربية والإسلامية إلى مزيد من المساندة ووضع قضية القدس على رأس أولياتها لتعزيز صمود أهلها في وجه المخططات الاحتلالية. ودعا الزعارير، كل الحريصين على الاستقرار في المنطقة، والمنظمات الدولية ذات العلاقة إلى بذل مزيد من الجهود لغاية quot;لجم سياسات الاحتلال القاضية بتهويد القدس ومقدساتها وفرض الأمر الواقعquot;.

وقال إن quot;هذا الاعتداء يتزامن مع الذكرى التاسعة لانطلاق انتفاضة الأقصى، ويتم برعاية مجموعات اليمين المتطرف الإسرائيلي في محاولة لتدنيس حرمة المسجد الأقصى وباحاته الشريفة، في إطار السياسة الاحتلالية القائمة على تهويد القدس واستباحة المقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحيةquot;. وتذكر المواجهات التي جرت ونقلتها شبكات التلفزة بالمواجهات التي حدثت في مثل هذه الأيام عام 2000، غداة وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي السبق أرئيل شارول لساحات المسجد الأقصى وهي الأحداث التي فجرت أحداث ما بت يعرف بquot;انتفاضة الأقصىquot;.

بدورها، اعتبرت حركة quot;الجهاد الإسلامي في فلسطين أن quot;تصعيد المقاومة هو الرد الحقيقي على العدوان الصهيوني بحق المسجد الأقصىquot;. وقال القيادي في الحركة خالد البطش في بيان له اليوم الأحد تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه quot;الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى من قبل حكومة العدو وقطعان المستوطنين في هذا الوقت بالذات هي دليل على تصعيد خطير وهي بداية لمرحلة جديدة من العدوان الذي يتوسع لتطال شظاياه أطرافاً عربية متعددةquot;. ودعا إلى quot;تصعيد المقاومة ضد جرائم العدو والرد على عدوانه حتى لا يظن العدو أن بمقدوره أن يمرر على شعبنا أوراق جديدة وأن يفرض وقائع جديدة تُمكنه من هذا الشعب ومن هذه الأرض المباركةquot;.

وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك أن quot;اعتداءquot; الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى واقتحام باحاته quot;يهدف لفرض الأمر الواقع على الشعب والقيادة الفلسطينيةquot;. ودعا دويك في تصريح له منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي والبرلمانات العربية لعقد قمة طارئة تناقش واقع الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة الرامية إلى تهويد المدينة. وقالquot; إن الأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى وقفة رجلٍ واحد للدفاع عن المدينة المقدسةquot;، داعياً جامعة الدول العربية ممثلةً بأمينها العام عمرو موسى بعقد جلسةٍ طارئة حول القدس والمسجد الأقصى.

وقد بلغت حصيلة المواجهات حتى ساعات ما بعد الظهر 33 فلسطينياً بينهم اثنان في حالة الخطر وأصيب بعضهم بالرصاص وآخرون برضوض وجروح نتيجة تعرضهم للضرب. واعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي بغزة أن quot;استباحة الاحتلال الصهيوني والمغتصبين الصهاينة تصعيد خطير يتحمل الكيان الصهيوني المسؤولية عن تبعاتهquot;. وطالب السلطة الفلسطينية بquot;رفع العصاquot; عن المقاومة في الضفة وإطلاق سراح المعتقلين منهم ليقوموا بدورهم في حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات، والسماح للشعب الفلسطيني بالتعبير عن مشاعره إزاء ما يجري.

ودعا جماهير الأمة العربية والإسلامية quot;للاستنهاض خلف المسجد الأقصى حماية له من تدنيس الصهاينةquot;، وطالب العلماء وقادة الفكر بـquot; قيادة الشارع العربي والإسلامي خلف هذه القضية المقدسة وعدم السماح بالاستفراد بهquot;. واعتبر أن ما جرى quot;ثمرة للقاء نيويورك ومشاركة سلطة رام الله الإدارة الأمريكية مع الاحتلال وهو ما وفر غطاءً للاستيطان والتهويد والسياسات العدوانيةquot; أما الناطق باسم quot;كتائب القسامquot; الذراع المسلح لحركة حماس، أبو عبيدة ،فاعتبر أن quot;استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى بهذا الشكل مؤشرٌ خطيرٌ جدًّا، وأن هذه الاعتداءات سيكون لها تبعات عديدةquot;.

وحمَّل أبو عبيدة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن كافة التبعات المترتبة على هذا quot;الاعتداءquot;، مشددًا على أن المقاومة وquot;كتائب القسامquot; quot;لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي مساس بالمسجد الأقصىquot;. وقال quot;إن سلطة رام الله تتحمَّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية حول كل ما يجري في المسجد الأقصى من تصعيدٍ وما يجري في القدس من تهويدٍ وquot;استيطانquot; متصاعدٍ ومضاعفٍ في الأوان الأخيرquot;.