برلين:منح الناخبون الالمان يوم الاحد المستشارة أنجيلا ميركل فترة ثانية وتفويضا بالشراكة مع الحزب الديمقراطي الحر المشجع لقطاع الاعمال في حكومة ستكبح دور الدولة في اكبر اقتصاد باوروبا.

وحكمت ميركل (55 عاما) السنوات الاربع الماضية على رأس quot; ائتلاف كبيرquot; مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي ليسار الوسط وهي شراكة غير ملائمة لمنافسين تقليديين. وتسمح هذه النتائج لميركل بالتحرر من اغلال تلك الشراكة وتشكيل حكومة تمثل يمين الوسط تقول انها الافضل من اجل انتشال المانيا من اسوأ ركود خلال فترة ما بعد الحرب.

وبدت ميركل التي وصلت الى السلطة بصعوبة في عام 2005 مستريحة لفوزها القاطع في انتخابات كانت مؤسسات لاستطلاع الرأي قد توقعت ان تؤدي من جديد الى وضع يكتنفه الغموض.

وقالت ميركل لانصارها الذين هتفوا quot;انجي.انجيquot; لدى صعودها الى المسرح في مقر حزبها quot; ما يهمني هو اننا حققنا تغييرا في شكل الحكومة. quot;بوسعنا ان نحتفل بشكل حقيقي الليلة ولكن بعد ذلك تنتظرنا مهمة صعبة.quot;

وتواجه الحكومة المقبلة تحديات اقتصادية ضخمة. فسيتعين عليها السيطرة على العجز الكبير بالموازنة ومواجهة معدل البطالة المتزايد وتفادي حدوث ازمة ائتمانية في وقت تقلل فيه البنوك الالمانية الهشة من الاقراض.

ومن المتوقع ان تبحث ميركل مع الحزب الديمقراطي الحر عن فرص لخفض الضرائب وبيع حصص الدولة في شركات مثل شركة دويتش بان لادارة السكك الحديدية والغاء خطة نسقها الحزب الديمقراطي الاشتراكي لاغلاق محطات الطاقة النووية الالمانية تدريجيا.

ولكن سيتعين على هؤلاء الشركاء الذين حكموا المانيا لاخر مرة فيما بين عامي 1982 و1998 عندما كان هيلموت كول مستشارا للبلاد ان يتغلبوا على خلافات بشأن حجم وتوقيت التخفيضات الضريبية في محادثات صعبة لتكوين ائتلاف خلال الاسابيع المقبلة.

وجرت الانتخابات في وقت شددت فيه اجراءات الامن بعد أن بث تنظيم القاعدة عدة تسجيلات مصورة الاسبوع الماضي هدد فيها بمعاقبة ألمانيا اذا أيد الناخبون حكومة تبقي على قوات في أفغانستان.

وأظهرت احصاءات من قناتي (ايه.ار.دي) و(زد.دي.اف) التلفزيونيتين أن تكتل ميركل المحافظ - الذي يتكون من الاتحاد المسيحي الحر والاتحاد الاجتماعي المسيحي - حصل على 33 بالمئة من الاصوات انخفاضا من نسبة 35.2 بالمئة التي حصل عليها عام 2005.

ولكن الحزب الديمقراطي الحر عوض تلك الخسائر وارتفع بقوة ليحصل وفقا للاحصاءات على 14.5 في المئة وهي احسن نتيجة حققها حتى الآن.

وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي الموجود في الحكم منذ اكثر من عشر سنوات اكبر خاسر في الانتخابات وسينضم الي حزب الخضر وحزب اليساري في المعارضة بعد تراجعه اكثر من 11 نقطة الى 23.1 في المئة وهي اسوأ نتيجة منذ الحرب .

ووصف فرانك فالتر شتاينماير منافس ميركل الرئيسي الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي تلك بأنها quot;هزيمة مريرةquot;