يواجه نوعان من القطط البرية الكبيرة وهما الأسد الأفريقي وفهد ساندا المرقط خطر الانقراض بسبب انعدام الفرائس، حسب دراسة تحليلية جديدة.

وقال علماء إن قلة الطعام عامل يفسر سبب تعرض سبع قطط برية كبيرة بما في ذلك نمور لها أسنان قواطع مثل السيوف تعرضت للانقراض خلال نهاية العصر الجليدي الأخير.

وحذر العلماء من أن هذا الاتجاه لا يزال مستمرا، وقد يهدد طائفة من القطط البرية الكبيرة المعاصرة.

وخلصت الدراسة إلى أنه في حالة تراجع فرائس القطط البرية الكبيرة، فإن ذلك سيضع ضغوطا إضافية عليها مثل فقدان المواطن الطبيعية.

وقال الدكتور كريس ساندوم من جامعة ساسكس: "أعتقد أن (هذا الأمر) يضع ضغطا إضافيا على هذه الحيوانات. إنها تعاني أصلا وبشدة من نتيجة نزاعها مع الإنسان."

وأضاف قائلا إن "الدرس المستخلص هو أن هذه الحيوانات حتى لو لم تنقرض بعد انتهاء العصر الجليدي الأخير بسبب نزاعها مع الإنسان والتغير المناخي، فإن الطعام المتاح أمامها الآن يظل محدودا جدا".

ومضى الدكتور ساندوم قائلا "نشهد الآن تراجعا مستمرا في الحيوانات الكبيرة المثيرة للاهتمام، إن هذه الحيوانات المفترسة الجذابة تواجه تهديدا مستمرا بدأ في العصر الجليدي ولا يزال مستمرا حتى اليوم، ولهذا نحتاج إلى قلب هذا المسار أي وضع حد للانقراض".

وبحثت التحليلات التي يجريها علماء في جامعتي ساسكس وأكسفورد في أسباب انقراض سبعة أنواع من القطط البرية الكبيرة أي أربعة أنواع مختلفة من النمور ذات الأسنان القواطع مثل السيوف، والأسود الأمريكية والأسود التي تعيش في الكهوف، والفهود المرقطة الأمريكية.

وأضاف الباحثون أن هذه الحيوانات حتى لو نجت من مصير الانقراض بعد العصر الجليدي، فإنها كانت ستعاني من اختفاء أغلبية الفرائس بسبب تأثير الإنسان (على مواطن عيشها).

ونقل الباحثون اهتمامهم إلى القطط البرية الكبيرة التي تعيش في زماننا هذا، ووضع الفرائس المتاحة أمامها.

وقال الباحثون إنه إذا كان يتعين أن تشهد أنواع الحيوانات المفترسة التي تواجه الخطر الآن مصير الانقراض، فإن أسود شرق أفريقيا والفهود المرقطة التي تعيش في المجال البيئي الممتد عبر جنوب آسيا والجنوب الشرقي منها وحتى الأجزاء الجنوبية من شرق آسيا (ملاوي الهندية)، ستعاني وضعا شبيها بالوضع الذي شهده أقاربها في العصر الجليدي.

والأمر ذاته ينطبق على بعض أنواع النمور والفهود والقطط البرية المنقطة.

وقال مدير وحدة البحوث لحفط الحياة البرية في جامعة أوكسفورد، البروفيسور ديفيد ماكدونالد، "المقولة الشهيرة التي كان يرددها وينستون تشرشل والمتمثلة في أن من لا يتعلم من التاريخ محكوم عليه بتكرار الأخطاء ذاتها كانت حاضرة بشكل مؤلم في الذهن عندما شاهدنا أن أسودا مفترسة كثيرة في شرق أفريقيا وفهودا مرقطة في المجال البيئي بملاوي الهندية، ترى أن مواطنها الطبيعية آخذة في التقلص مثلما حدث مع نظرائها في مناطق أخرى من العالم حيث اضطرت إلى مغادرة أماكن عيشها بسبب قلة الطعام".