الاردنيون مرتاحون للقبض على متهمة العراقية، ويخشون التوتر مع الجالية العراقية


رندا حبيب منعمان: ارادت السلطات الاردنية من خلال عرضها على التلفزيون لعراقية اقرت بمشاركتها في عمليات التفجير الاربعاء الماضي، طمأنة السكان ازاء قدرات اجهزتها الامنية، الا ان البعض يتخوف من اثارة مشاعر عدائية ضد الجالية العراقية التي تتخذ من الاردن ملجأ لها.
وقال نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر لوكالة فرانس برس بعد وقت قصير من عرض المتهمة ساجدة عتروس الريشاوي (35 عاما) على التلفزيون الحكومي ان الهدف من اظهار المتهمة هو "طمأنة الاردنيين" ازاء قدرات اجهزة الاستخبارات.
ولم تنتظر السلطات الاردنية طويلا للاعلان عن اعتقال المتهمة الذي تم الاحد في الساعة الحادية عشرة صباحا (التاسعة تغ) في شقة في تلاع العلي في عمان الغربية وهو الحي التي استاجرت فيه المجموعة العراقية المؤلفة من اربعة اشخاص هذه الشقة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وبعد الظهر نظمت السلطات الاردنية مؤتمرا صحافيا للمتهمة شرحت فيه ملابسات عمليات التفجير.
واوضح المعشر ان "التحقيق لم ينته باعتقال هذه المراة، وعلينا التاكد من اننا تحققنا من كافة خيوط القضية".
وقال مسؤول حكومي رفيع طالبا عدم الكشف عن اسمه "لا شك ان اجهزة الاستخبارات تلقت ضربة من هذه العمليات الانتحارية ولكنها تمكنت من اثبات قدراتها التي عرفت بها دوما باعتقال الشاهدة الاساسية" مشيرا الى ان "هذا الانجاز الامني ادخل الطمأنينة الى قلوب الاردنيين".
وكشفت السلطات الاردنية الاحد بعض ملابسات الاعتداءات الانتحارية الثلاثة التي اوقعت 57 قتيلا الاربعاء الماضي، وعرضت على شاشة التلفزيون الحكومي اعترافات الريشاوي التي شرحت كيف فشلت في تفجير نفسها في فندق "راديسون ساس".
وقال هذا المسؤول ان "التحقيق ينصب الان حول ما اذا كان هناك متورطون اخرون بالقضية موجودون على الاراضي الاردنية ومستعدون لتنفيذ عمليات اخرى".
واشاد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بقدرات اجهزة الاستخبارات لكنه حذر في الوقت نفسه من الحاق الاذى بمئات الالاف من العراقيين المتواجدين في الاردن.
وقال الملك "ان مثل هذه الاعمال الارهابية لن تثنينا عن المضى قدما فى مسيرة التطوير والانفتاح والتقدم وسيكون شعارنا القانون والانفتاح والامن معا".
واكد لوكالة الانباء الرسمية (بترا) ان "ما جرى من عمل اجرامي لن يدفعنا لان نكون دولة بوليسية، فنحن لا نريد ذلك، ولكن سيكون هنالك توازن بين الحرية والامن بشكل يريح شعبنا وضيوفنا".
وقال "اننا لا نقبل للارهابيين ان يفرقوا بين الاردنيين واشقائهم العراقيين" مشددا "ان الاشقاء العراقيين الذين يعيشون فى الاردن هم أخوة اعزاء علينا يعيشون مكرمين فى وطنهم الثاني الاردن وان امنهم من امننا ولن نقبل ان يمسهم احد بسوء".
واكدت السلطات االاردنية ان جميع منفذي الاعتداءات الانتحارية من العراقيين ولم يتم اعتقال اردنيين على خلفية التحقيق.
وادت التفجيرات الى حدوث ردات فعل غاضبة من بعض الاردنيين ضد العراقيين.
وقال مصدر امني لفرانس برس انه "بسبب مشاعر الالم والحزن فقد ظهرات بعض ردات الفعل الغاضبة ضد مواطنين عراقيين ولكن لم يبلغ عن اي حادثة تذكر".
ولم تجب السيارات التي تحمل لوحات عراقية العاصمة بكثرة بعد الاعتداءات بينما تعرض بعض سائقيها للشتم، بحسب ما افاد شهود عيان.
وقال المصدر الحكومي ان "هذه الحوادث كانت معزولة".
واعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين التابع للمتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن تفجيرات عمان.
واعتبر نائب رئيس الحكومة العراقية احمد الجلبي الذي له علاقات متوترة بالاردن وصدر حكم غيابي بسجنه 22 عاما في مسألة اختلاس مالية في المملكة، الاحد ان "على السلطات الاردنية بذل مزيد من الجهود لمنع مواطنين اردنيين من ارتكاب هجمات في العراق".
وقال الجلبي في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" ان ابو مصعب الزرقاوي كان مسجونا في الاردن وافرج عنه بعفو ملكي عام 1999.

أ.ف.ب