أمنيات فلسطينية بان يحل السلام في ارض السلام
الشرق الأوسط في سباق مع اللحظات الأخيرة


سمية درويش من غزة: مضي العام بكل ما فيه من أحداث ومر كغيره من السنين، ومع بداية كل عام جديد تأخذ مشاعر الفرح والتفاؤل شكلا جديدا في حياة الشعب الفلسطيني، كمحاولة للتغلب على اليأس الذي يحاك بهم، إلا ن قلق هذا العام يختلف، لتزامن انطلاقته مع بدء الانتخابات الفلسطينية والتي تعد تحولا مصيرا في حياته.
فهناك من يستقبل العام الجديد بتفاؤل، أملا في تحسن الظروف الاقتصادية والأمنية على يديه، وذلك خلافا للسنوات الماضية التي اعتاد الفلسطينيون فيها على الاحتفال بعامهم الجديد وسط أجواء من الحزن جراء الاحتلال وعدوانه المستمر.
ويتساءل هنا عشرات الفلسطينيين ممن قابلتهم (إيلاف)، هل تنجح الحكومة المنتظرة في لملمة جراح الشعب الفلسطيني، خاصة بعد فقدانهم الأمل بالحكومات السابقة بسبب انشغالها بعيدا عن هموم المواطن الفلسطيني وطلباته، وفي ظل انعدام الأمن في مدنهم وتفشي ظاهرة الفقر؟


كسر شوكة إسرائيل
تمنيات وطموحات كثيرة لدى أهالي غزة، الشعب المدقع بالفقر، حتى بعد اندحار الاحتلال ومستوطنيه من أراضية، أكبرها أن تنكسر شوكة إسرائيل إلى الأبد، وان تزول بفعل القدرة الإلهية لإعادة السلام ليس إلى المنطقة العربية وإنما إلى كل العالم.
ويعتبر الفلسطينيون، عقد الانتخابات الفلسطينية في العام الجديد حدثا هاما وتاريخيا في حياة الشعب الفلسطيني، كونها ستنهي كل الخلافات التي قامت لسنوات طويلة حول أوزان وتمثيل القوى، ولأن غياب الانتخابات يعيق تشكيل مؤسسات تمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني.
عثمان البوجي 57 عاما، قال لـ(إيلاف)، quot;نتمنى أن يكون العام القادم عام المحبة والسلام، وتمكن القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية بالتوصل إلى تسوية مرضية، يستطيع من خلالها أن ينعم الشعب الفلسطيني بأمان وسلام بعيدا عن قصف الطائرات وصواريخها اللعينة.
بينما تمنت أم شادي 35 عاما، موظفة حكومية بان تنسحب إسرائيل العام الجديد من الضفة الغربية، كما انسحبت من قطاع غزة، لإنهاء الصراع الدائر ووقف سفك الدماء الذي راح ضحيته الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.


نظرة متشائمة
وهناك من يرى بان العام المقبل لن يحمل الكثير للشعب الفلسطيني، خاصة وأن سياسية إسرائيل تتصف بالمراوغة، حيث إنها تتراجع دائما عن تعهداتها، مشيرين إلىأنها لم تقدم لغاية الآن أي تنازلات على الأرض رغم التهدئة التي استطاع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تثبيتها مع فصائل المقاومة على الأرض.
وأشار فريد يوسف قانوني، بان أحداث 11 سبتمبر، سمحت لأميركا إخراج الملفات للتعامل معها دون رقيب أو حسيب، وأضاف بان الأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط، لا تبشر بان يكون هناك فرج العام الجديد.وشدد يوسف خلال حديثة لـ(إيلاف)، على أن أنظمة هذه المنطقة أن لا تبقى تغط في نومها العميق، وان لا تبقى تعتمد على استرضاء الولايات المتحدة بالرشاوى والتنازلات السياسية التي تقدمها، فالواضح أن هناك بعد تجربة العراق تحولا في نظرة الأميركيين إلى المنطقة. وأكد بان التحدي لأنظمة الشرق الأوسط المتمترسة في خنادقها القديمة سيكون كبيرا وبخاصة إذا أفضى فوز المد الإسلامي القادم إلى استعادة التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة ومعها الغرب كله وبين الإسلام.


حماس والترويض السياسي
من جهته يرى ناصر أبو عامر ناشط سياسي، بان حماس ستقوم بترويض عناصرها وجماهيرها بعد دخولها اللعبة السياسية العام القادم، منوها بان تقدمها في العمل السياسي يتطلب منها وقف عملياتها التفجيرية في المدن الإسرائيلية. وأكد بان العام القادم عام الضفة الغربية، حيث سيشهد انسحابات لجيش الاحتلال من الضفة الغربية، في ضوء ترتيبات لدفع سياسة معينة، مشيرا إلى أن ما يدور في غزة الآن من قصف على إسرائيل هو ردا عما يدور بالضفة الفلسطينية.
هذا وقد أثارت مواقف وتوجهات حركة المقاومة الإسلامية حماس في السنة الأخيرة تساؤلات عن وجهة الحركة هل هي للتشدد أم إلى الاعتدال اقرب، حيث يرى الكثيرون بان سياسة قيادة حماس تغيرت عن ذي قبل خاصة بعد استشهاد الصف القيادي الأول.
ومع استعراض مواقف حماس السياسية نجدها تميل الآن إلى المرونة فقد أوقفت عملياتها الاستشهادية داخل إسرائيل منذ عامين تقريبا ولم ترد الرد المزلزل التي توعدت وهددت به إسرائيل اثر اغتيال أبرز قادتها، كما أعطت مرونة كبيرة في الحوار الوطني الفلسطيني الداخلي والذي افرز تهدئة من جانب واحد ومن دون التزامات إسرائيلية.
ويشير هنا فراس مطير 32 عاما، انه في الوقت الذي أعلنت حماس عن استعدادها لدخول منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التي اعترفت بإسرائيل في ميثاقها، ها هي اليوم تشارك في صياغة الحياة السياسية الفلسطينية بدخول المجلس التشريعي وتطالب بالشراكة على قاعدة شركاء في الدم شركاء في القرار.


المنطقة على مفترق طرق
من جهته قال الأستاذ عصام أبو احمد 45 عاما، quot;أتمنى أن يفوق العرب العام الجديد على عوامل نهضتهم وأن تسود الأفكار الإنسانية والمستنيرة، وأن تخف قبضة العقول الظلامية التي تريد تحويل الحياة إلى سجن كبير.
وتابع أبو احمد، إن ما يجرى في منطقة الشرق الأوسط، يؤكد أن المنطقة لم تعد تقف على مفترق طرق وأنها دخلت مرحلة التحول رغم أنفها، وان ما هو قادم سيكون أعظم، وان من لم يبادر وبسرعة إلى التكيف مع هذه المستجدات فإن الأمواج العاتية التي باتت تضرب هذه المنطقة بكل هذا العنف وبكل هذه القوة، ستضربه وستغيره بالقوة.