غزة تستقبل عيد الأضحى بجيوب خالية
الحصول على خروف العيد أمنية لأطفال غزة
سمية درويش من غزة: بالرغم مناقتراب موعد حلول عيد الأضحى المبارك، إلا أن الأجواء لا توحي بالفرحة والسعادة ولا بالمظاهر التي كانت تعهدها أحياء وشوارع ومنازل وأطفال قطاع غزة، حيث انعكست أجواء الحصار والإغلاق التي تفرضها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الفلتان الأمني الذي يضرب الساحة الفلسطينية، الى استعدادات الفلسطينيين والتجار لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
والمتجول في أسواق قطاع غزة هذه الأيام يلاحظ بوضوح انعدام الحركة الشرائية مقارنة مع المناسبات السابقة، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالأراضي الفلسطينية.
الكثير من المواطنين قالوا أنهم يستقبلون العيد للعام السادس على التوالي في ظل ظروف سياسية صعبة ووضع اقتصادي متردي الأمر الذي يجعل من أيام العيد المبارك ممزوجة بالألم والدموع، وحرمانهم من شراء أضحية وملابس العيد لأطفالهم لإضفاء الفرحة على وجوههم.
وأشار محمد عدوان صاحب مزرعة خراف في المنطقة الجنوبية، إلى أن سعر الخروف العام يتراوح ما بين 150-200 دينار أردني، موضحا بان الإقبال هذا العام على شراء الأضحية ضعيف مقارنة بالعيد السابق.
وأكد عدوان خلال حديثه لـ(إيلاف)، بان هناك البعض من الموظفين طلبوا أن يتم تقسيط ثمن الخروف عليهم لعدة أقساط، وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم استطاعتهم دفع ثمنه كاملا، لاسيما وان معظمهم عليه التزامات مالية، ومتوسط رواتبهم 1700- 2500 شيكل.
اللعب بجانب الخروف
وقد أعرب الطفل نضال حافظ البالغ من العمر 8 سنوات، عن أمله بان تتمكن عائلته من شراء خروف العيد قبل حلوله بأيام، لافتا إلى رغبته باللعب حول الخروف وتقديم الماء والأكل له، حسب وصفه.
وعائلة الطفل نضال مثلها مثل آلاف العائلات الفلسطينية التي كانت قبل اندلاع انتفاضة الأقصى تقوم كل عام بشراء أضحية العيد، إلا أن الأوضاع المادية التي بدت تنخر في عظامهم حرمتهم من رسم الابتسامة على وجوه أطفالهم.
بدوره أوضح أبو احمد حرز الله صاحب محل ملابس لـ(إيلاف)، انه يتمنى أن يكون الوضع هذا العام أحسن من السنوات الماضية، مشيرا إلى ان أسعار الملابس في متناول الجميع فهناك الملابس المرتفعة الثمن والملابس المتوسطة الثمن والرخيصة الثمن أيضا مما يمكن للجميع من الحصول على مستلزماتهم من الملابس.
حركة شرائية ضعيفة
أما ناصر الحاج صاحب بسطة على احد أرصفة شوارع عمر المختار، قال أن أسعار الملابس هذا العام مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب ما يترتب عليها من جمارك ورسوم، موضحا بان حركة السوق في هذا العام ضعيفة والإقبال على الشراء قليلة نتيجة الدخل المحدود والوضع الاقتصادي المتردي مما يضطر بعض الفلسطينيين إلى عدم كسوة أبناءهم او كسوة بعض أفراد الأسرة.
حسرة في عيون الأطفال
وحين وقفت مجموعة من الأطفال أمام المحال التجارية لشراء الألعاب وقف الطفل رامي البالغ من العمر العاشرة ربيعا جانبا، واضعا يده علي وجهه الذي تبدو عليه ملامح الحزن والألم والحسرة، فهذا الطفل لم يعتد ان ينظر إلي الألعاب وإنما شراءها واللهو فيها مع رفاقه، ولكن في هذا العيد لم يستطع والده المكبل بالديون أن يشتري ملابس جديدة لأطفاله وان يدخل الفرحة في قلوبهم.
وعبرت الحاجة آمنة فتحي 55 عاما، عن أسفها لان الوضع الاقتصادي السيئ والدخل المحدود في هذا العام لا يسمح بشراء أضحية العيد والملابس والألعاب للأطفال كما كان عليه الحال في السنوات الماضية.
الملابس القديمة للعيد
أما المواطنة أم نهاد قالت، أقوم بكسوة اصغر اثنين من أبنائي لان الوضع المادي الذي نعيش فيه سيئ للغاية ولا نستطيع كسوة باقي أبنائي ما يضطرهم إلى ارتداء الملابس القديمة الموجودة لديهم، معربة عن أملها أن يأتي العيد القادم وقد عم الهدوء المنطقة وتحسنت الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها أبناء شعبنا.
ويعتبر الوضع الاقتصادي والموت السريري الذي يشهده ويمر به المواطنون صعب للغاية، فهناك عدد كبير من العاطلين عن العمل الذين لا يقدرون على إعالة أسرهم، وبدأ الأمر يتفاقم لديهم حتى أصبح الوضع لا يطاق، فأساسيات الحياة أصبحت غالبيتها ثانوية ولا مجال لشراء الأضحية أو ملابس العيد أو حتى ألعاب الأطفال.
العامل سامي عبد الله 54 عاما، عاطل عن العمل منذ خمس سنوات ولم يعد بمقدوره حتى توفير الطعام لأسرته، ويقول العامل بنبرة من الحزن واليأس الذي بدا مسيطرا عليه، لقد بعت مصاغ زوجتي وأثاث منزلي واستدنت ولم يعد أمامي باب اطرقه سوي الدعاء لله بان يفرج هذا الكرب عنا.
التعليقات